حرية – (10/9/2023)
طور باحثون نظام ذكاء اصطناعي يمكنه اختيار الأجنة الصالحة التي تزيد فرص نجاح عملية الإخصاب في المختبر (التلقيح الصناعي)، حيث تستعد نحو 12 عيادة في بريطانيا لتقديم علاج الخصوبة المدعوم بالذكاء الاصطناعي للنساء، والذي قد يحسن فرص حدوث حمل صحي بنسبة تصل إلى 30%.
وجرى تسجيل أداة الذكاء الاصطناعي كجهاز طبي، لدى الوكالة التنظيمية للأدوية ومنتجات الرعاية الصحية في بريطانيا، وتعمل على اختيار الجنين الأكثر قابلية للحياة من أجل زراعته، بحسب صحيفة The Times البريطانية.
تخفض تكلفة العلاج
إذ قال الأطباء إن هذه الأداة تستطيع -في حال نجاحها- أن تخفض تكلفة علاجات الخصوبة، لأنها ستحتاج إلى عدد أقل من دورات الإخصاب في المختبر.
وجرى تطوير هذه التقنية بواسطة الشركة الناشئة AIVF، التي أسستها عالمة الأجنة دانييلا جلبوع وخبير التلقيح الاصطناعي دانيال سيدمان.
الصحيفة البريطانية أشارت إلى أن الشركة تعمل حالياً داخل الاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة، وأستراليا، والهند، والبرازيل. وتستخدم إحدى عيادات الخصوبة في أيرلندا البرنامج منذ عامٍ تقريباً، وقد بدأت في تقديم خدمة “الدفع حسب النتائج” لبعض المرضى بعد أن تحسّنت نتائج البرنامج بدرجةٍ كبيرة.
تقلل الوقت
من جهتها، صرّحت دانييلا للجنة الصحية التابعة لصحيفة التايمز بأن متوسط الزيادة في عدد حالات الحمل الصحية بلغ 30%، وذلك عند اختيار الأجنة باستخدام برنامج AIVF.
ووفقاً للصحيفة، فإن هذه التقنية تقلل من الوقت اللازم للحمل عادةً بنسبة تزيد على الـ20%، بحسب مزاعم الشركة. حيث أوضحت دانييلا: “يتعلق الأمر بتقليل الشكوك في العلاج. لا يمكننا تغيير طبيعة علم الأحياء بالطبع، لكننا نستطيع مساعدتك في التوقع والتخطيط بشكلٍ سليم”.
وتشهد عملية الإخصاب في المختبر إزالة البويضات من المبيضين وتلقيحها بالحيوانات المنوية داخل مختبر. ويجري بعدها إعادة البويضة المخصبة -أو الجنين- إلى داخل الرحم حتى تبدأ عملية النمو والتطور.
ومن المعتاد أن يفحص خبير الأجنة جميع عينات الأجنة تحت المجهر حتى يقرر أفضل جنين من أجل زراعته. بينما تحلل أداة AIVF جميع الأجنة بأدق التفاصيل، وتستطيع رصد أدق العيوب التي تعجز العين المجردة عن رؤيتها.
أسرع وأدق
وتزعم الشركة أن أداتها العاملة بالذكاء الاصطناعي تُعَدُّ أسرع بـ30 ضعفاً وأدق بـ38 ضعفاً من الاعتماد على تقييم خبير الأجنة بمفرده.
كما أوضحت دانييلا: “يميل خبير الأجنة إلى اختيار أول جنين مقبول بدلاً من أفضل جنين متاح. لكن الذكاء الاصطناعي لا يشعر بالتعب أو الغضب أو الجوع أبداً، بل ينظر في أمر جميع الأجنة ويفحصها بعناية”.
من جانبه، قال الدكتور ديفيد والش، مؤسس First IVF التي تدير عيادات خصوبة في دبلن وكيلدير، إن نسبة الحمل الناجح زادت من 31% إلى 50% منذ بدء استخدامه لنظام AIVF العام الماضي. بينما تستقر النسبة المتوسطة داخل المملكة المتحدة عند 29% فقط، بحسب هيئة الأجنة والإخصاب البشري.
وقدّم والش مؤخراً برنامجاً يُتيح للمرضى دفع نصف تكلفة العلاج مقدماً، مع تأجيل النصف الثاني حتى حدوث الحمل. وأوضح أن اختيار الأجنة بالذكاء الاصطناعي قلب موازين المخاطر بالنسبة للأطباء والمرضى على حد السواء. ثم أردف: “المعرفة هي القوة”.
يمكن تعديل التقنية
فيما قالت دانييلا إن هذه التقنية يمكن تعديلها من أجل تعظيم فرص النجاح لدى مختلف النساء، وذلك بناءً على عمر المرأة وتاريخها الطبي. وأضافت: “تحصل كل عيادة على خوارزمية مخصصة من أجلها بناءً على طبيعة السكان المحيطين بها. إذ لا يوجد علاج واحد يناسب الجميع في علم الأحياء”.
وشدّدت على أن الذكاء الاصطناعي لن يحل محل الأطباء، حيث أوضحت: “سيتخذ أخصائي الأجنة القرار دائماً في نهاية المطاف، لكنه سيكون قراراً مبنياً على معلومات أكثر. أي إن الذكاء الاصطناعي لن يدخل في مواجهة مع أخصائيي الأجنة، بل نحتاج إلى فريق يضم أدوات الذكاء الاصطناعي مع البشر من أجل الحصول على أفضل أداء ممكن”.
وستتوافر هذه التقنية لدى العيادات الخاصة داخل المملكة المتحدة فقط في البداية، لكن دانييلا تقول إنها “تود” التعاون مع هيئة الخدمات الصحية الوطنية. كما أشارت إلى أن تقنيتها قد توفر المال، لأن النساء سيحتجن إلى دورات تلقيح اصطناعي أقل لحدوث الحمل.
كما أضافت دانييلا أن الأجنة التي اختارتها أداة الذكاء الاصطناعي قد ساهمت في حدوث نحو 5500 حالة حمل حول العالم حتى الآن. وقد خضعت نحو 10 آلاف مريضة للإخصاب في المختبر بمساعدة الذكاء الاصطناعي، الذي قيّم قرابة 90 ألف جنين.
يُذكر أن المنتدى الاقتصادي العالمي اختار شركة AIVF ضمن قائمة أكثر 100 شركة تقنية رائدة وواعدة في العالم في شهر يونيو/حزيران الماضي.