حرية – (10/9/2023)
الاعتماد على الكافيين وحده للحفاظ على درجة تركيز عالية ليس الخيار الأمثل، خصوصاً إذا كنت تحاول التركيز من أجل إتمام عمل ما، أو واجب مدرسي، في وقت متأخر من الليل. وعوضاً عن ذلك، وحسب ما توصّلت إليه أحدث الدراسات، فإن هناك طريقة بسيطة وسهلة لزيادة درجة التركيز، وتعزيز عمل الدماغ، خلال القيام بالمهام التي تحتاج إلى مجهود ذهني كبير، لنتعرف عليها.
أنشطة بسيطة تحسّن عمل الدماغ
وجدت دراسة حديثة، أجرتها جامعة نيويورك ونشرت في مجلة Nature Scientific” Reports”، أن أداء بعض الأنشطة البسيطة والممتعة، مثل الاستماع إلى الموسيقى وشم العطور المحببة أثناء أداء المهام الذهنية، يحسّن الأداء المعرفي.
وقاس الباحثون الأداء المعرفي للأشخاص المشاركين في هذا الاختبار، باستخدام اختبار ذاكرة يسمى “n-back”، ثم طلبوا منهم إجراء هذا الاختبار أثناء ارتدائهم جهازاً يُسمى “MINDWATCH”، الذي صُمم من أجل قياس الجلد الكهربي (EDA)، وضغط الدم، ودرجة حرارة الجسم، ونشاط الدماغ، والقياسات الفسيولوجية الأخرى الخاصة بالتركيز.
وأجرى المشاركون اختبار الذاكرة العاملة أثناء تعرضهم لمحفزات ممتعة مختلفة، وهي سماع الموسيقى، وشرب القهوة، وشم العطور، وبعد ذلك قاموا بنفس الاختبار دون هذه المحفزات، من أجل الوصول إلى الفرق الحاصل بين الحالتين.
وأشارت خوارزمية “MINDWATCH” إلى أن هذه المحفزات زادت نشاط موجة الدماغ في “نطاق بيتا”، وهي حالة مرتبطة بذروة الأداء المعرفي.
كما وجد الباحثون أن الموسيقى لها تأثير أكبر من الكافيين، تليهما العطور التي جاءت في المركز الثاني، متفوقة مرة أخرى على القهوة.
وقد عرف هذا الاختبار 3 أنواع من الموسيقى، وهي الحماسية، والهادئة، والنغمات المولدة بالذكاء الاصطناعي، حسب تفضيلات المشاركين، ووجدوا أن الموسيقى الحماسية كان لها التأثير الأكبر على زيادة درجة التركيز.
وتبرهن هذه الدراسة على أن المحفزات الممتعة البسيطة مثل وجودك في مكان به الروائح المفضلة أو الاستمتاع إلى بعض الموسيقى المبهجة أثناء إتمام مهمة ما قد تساعدك في الحفاظ على التركيز.
تفسيرات النتائج العلمية
بالرغم من أن هناك عدداً كبيراً يظن أن التركيز يتم عند قمع الحواس الاخرى من العمل، خصوصاً السمع، والشم، ولكن هذا الاختبار خرج بنتائج مختلفة تماما كما تم توضيحه في السطور السابقة.
وحسب دراسات سابقة، تبين أننا نكون في أعلى مستويات إنتاجيتنا حين يكون مستوى الإثارة لدينا مرتفعاً قليلاً عن المعتاد.
وحين يكون مستوى الإثارة منخفضاً، نفقد تركيزنا، مع العلم أن المحفزات الحسية الممتعة أيضاً تقلل الضغوطات التي تعترض طريقنا.
وقالت الدكتورة روز فقيه، وهي من القائمين على دراسة جامعة نيويورك الحديثة، في بيان: “الجائحة الأخيرة (كورونا) أثرت على الصحة الذهنية لكثير من الأشخاص على مستوى العالم، وبات الآن ضرورياً أكثر من أي وقت مضى مراقبة التأثير السلبي للضغوطات اليومية على الوظيفة الإدراكية للشخص”.
وأضافت: “في الوقت الحالي، لا يزال جهاز MINDWATCH قيد التطوير، ولكن هدفنا الأكبر هو أن يساهم في تكنولوجيا تمكّن أي شخص من مراقبة الاستثارة المعرفية الدماغية عنده مباشرة، واكتشاف لحظات التوتر الحاد أو غياب التركيز مثلاً”.
وتجدر الإشارة إلى أن المحفزات المستخدَمة في هذه الدراسة من الأفضل أن تكون مكمّلة لعادات مفيدة للوظائف الإدراكية، مثل روتين نوم ثابت وممارسة الرياضة بانتظام.