حرية – (11/9/2023)
شهد المغرب ليلة الجمعة 9 سبتمبر/أيلول زلزالاً بقوة 7 درجات على مقياس ريختر أسفر عن مقتل أزيد من ألفي شخص في إقليم الحوز بالقرب من مدينة مراكش، القلب النابض للمغرب وأكثر المدن السياحية به، الشيء الذي أعاد إلى الذاكرة زلزال تركيا الذي حدث خلال 6 فبراير/شباط من نفس السنة.
زلزال المغرب.. الأقوى منذ 100 سنة
حسب موقع “france24” الفرنسي زلزال المغرب يعد أقوى زلزال يضرب البلاد منذ قرن من الزمن، إذ امتد الشعور به إلى بعض المناطق في الجزائر وإسبانيا والبرتغال، رغم أن الصدوع الكبيرة في هذه المنطقة التي تطورت عبر الزمن الجيولوجي، الذي قد يمتد إلى مئات الآلاف من السنين ظاهرة مفاجئة، لأن المنطقة التي وقع فيها مركز الزلزال لا تقع عند السطح الفاصل بين الصفائح التكتونية.
الغالبية العظمى من الزلازل في المغرب حدثت على بعد 500 كيلومتر شمال إقليم الحوز بؤرة الزلزال. يعتقد عالم الزلازل في معهد علوم الأرض بجامعة غرونوبل “فلوران برينجييه” أن “وقوع زلزال حديث بهذا الحجم سيغير الطريقة التي سينظر بها العلماء إلى النشاط التكتوني على الجبهة الشمالية لسلسلة جبال الأطلس بالمغرب”.
وأضاف العالم أن المغرب بشكل عام يعتبر من المناطق التي يواجهها خطر الزلزال في كل مناطقها، ومن المحتمل أن تعاني منطقة البحر الأبيض المتوسط بأكملها، من زلازل كبيرة خاصة حول حدود الصفائح الأفريقية والأوروبية في شمال المغرب، حيث تتركز غالبية الحركات التكتونية.
رغم أن منطقة جبال الأطلس من بين المناطق التي تقل فيها احتمالية وقوع الزلازل بالمقارنة مع المناطق الشمالية إلا أن إمكانية قد تكون مدمرة، إذ تحجج العالم بالزلزال الذي ضرب أكادير سنة 1960 والذي أسفر عن مقتل 12 ألف شخص ودمار المدينة بأكملها.
الفرق بين زلزال المغرب وتركيا
يأتي زلزال المغرب شهوراً قليلة بعد زلزال تركيا الذي وقع على الحدود بين صفيحة الأناضول والصفيحة العربية، ويعتبره عالم الزلازل “متوقعاً” لأن المنطقة تقع على حدود صفيحتين رئيسيتين. لكن بالنسبة للمغرب، فـ”الأمر مثير للدهشة” لأنه من النادر حدوث مثل هذه الزلازل الكبيرة داخل الصفائح.
رغم تقارب القوة بين الزلزالين، يشرح العالم أن طول الصدع لعب دوراً في تخفيف الخسائر، إذ “يبلغ حوالي 300 كيلومتر في تركيا والذي تسبب في نشوء تصدعات جديدة أودت إلى الكثير من الخسائر، فيما تحركت صفيحة الأناضول على إثره 3 أمتار.
بينما كان طول الصدع 3 كيلومترات في المغرب، أي أصغر بعشر مرات. وبالتالي، فإن الطاقة المرسلة تحت الأرض تكون أقل بكثير ويكون الزلزال أكثر محلية.
بالإضافة إلى ذلك ما حدث في زلزال تركيا وسوريا كان عبارة عن زلزالين متتاليين وليس زلزالاً واحداً، الأول مركزه غرب مدينة غازي عنتاب والذي بلغت قوته 7.8 درجة على مقياس ريختر، فيما تبعه زلزال آخر لا يقل عنه خطورة بقوة 7.6 درجة بعد قرابة 9 ساعات والذي كانت بؤرته مدينة كهرمان مرعش، بجانب الكثير من الهزات الارتدادية التي استمرت لأيام في هذه المناطق.
أما في المغرب فقد كان الزلزال بقوة 7 درجات في منطقة جبلية؛ ما ساهم في تخفيف الهزة، فيما تم تسجيل هزات ارتدادية أقواها كانت بقوة 5.8 درجة على مقياس ريختر؛ ما يقلل من إمكانية حدوث هزات ارتدادية خطيرة لأنها تقل مع مرور الوقت.
الاختلاف الآخر بين الزلزالين وقع زلزال تركيا وسوريا على عمق نحو 18 كلم، الأمر الذي تسبّب في أضرار جسيمة للمباني على سطح الأرض فيما امتد على مسافة 150 كلم ، بينما وقع الزلزال في المغرب على عمق 8 كلم وشعر به السكان على محيط 400 كلم.
من جهة أخرى، يُعد ما حدث في المغرب زلزالاً تكتونياً -عندما تتحرك فجأة صفائح كبيرة من القشرة الأرضية، مما يتسبب في إطلاق الطاقة على شكل موجات زلزالية- بسبب تحرك الصفيحة الأفريقية ضد الصفيحة الأوراسية.
لكن زلزال تركيا وسوريا كان سببه اصطداماً بين الصفيحة الآسيوية والصفيحة الأوراسية أي تداخل الصفيحتين فيما بينهما، كما كانت مدة زلزال كهرمان مرعش 75 ثانية، ثم تبعته هزات ارتدادية متواصلة، في حين أن زلزال المغرب استمر لمدة 22 ثانية وكانت له هزات ارتدادية لم تتسبب في تفاقم الأزمة.