حرية – (24/2/2021)
حملت مقررة أممية حكومة إيران المسؤولية عن إطلاق أكاذيب بشأن ملابسات حادثة إسقاط طائرة الركاب الأوكرانية قرب طهران أوائل يناير الماضي.
وأشارت المقررة الأممية المعنية بحالات الإعدام خارج نطاق القضاء والإعدام التعسفي، أنييس كالامار، أثناء تقديمها أمس الثلاثاء أمام وسائل الإعلام خلاصات تحقيقها في الكارثة الجوية التي أودت بأرواح 176 شخصا، أشارت إلى وجود تناقضات واضحة في رواية الحكومة الإيرانية بشأن الموضوع.
وقالت: “الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن تفسيرات السلطات الإيرانية حول الخطأ أو الأخطاء التي تم ارتكابها لا تتماشى مع بعضها البعض”.
وأوضحت كالامار أن الرواية الإيرانية مليئة بالتناقضات ولا تتطابق مع الحقائق وتقييمات العديد من الخبراء، مشيرة إلى أنها استشارت العشرات منهم بالإضافة إلى عسكريين.
وتابعت متسائلة: “لماذا تكذب إيران، فليس هناك مصطلح آخر يمكن استخدامه؟”
وشددت المقررة الأممية على أن إيران فشلت في تقديم أي تفسير موثوق به لكيفية اقتراف عسكرييها لمثل هذا الخطأ المأساوي، وعدم التزامهم بالإجراءات الأساسية الواجب اتباعها.
ورجحت كالامار أن السلطات الإيرانية تستغل هذه التناقضات و”التفسيرات غير الموثوق بها والمحيرة إلى حد ما” من أجل إخفاء “وقائع أخطر”.
ولفتت كالامار إلى أن القانون الدولي يضم تعريف “القتل عن طريق الخطأ”، مع الاجتهاد القضائي، إما يقبل بحسن النية أم لا، ومدى تناسب الخطأ مقارنة بمجمل الوقائع، مضيفة:”لقد خلصت إلى أن الخطأ، بناء على القانون الدولي، لا يشكل دفاعا بالنسبة لإيران”.
وأشارت المقررة إلى أن الحكومة الإيرانية لم ترد على أسئلتها المتعلقة بتحقيقها.
كالامار: ينبغي توجيه اتهامات إلى العديد من المسؤولين الكبار في إيران على خلفية إسقاط “بوينغ” الأوكرانية
وأشارت كالامار، ، في تصريحات لصحيفة “غارديان” البريطانية، إلى أن طهران أعلنت في بياناتها الرسمية أن الطائرة استهدفت بصاروخين بسبب عدم معايرة المنظومة الرادارية الإيرانية على نحو مطلوب (ظن العسكريون نتيجة لذلك أن الطائرة تقترب من طهران ولا تبتعد عنها)، لكن دون تقديم أي تفسير لسبب سوء المعايرة هذا وعدم اكتشافه مسبقا، وعدم اتباع العسكريين في الموقع الإجراءات الأساسية المنصوص عليها.
وأعربت المقررة الأممية عن قناعتها بضرورة توجيه اتهامات على خلفية حادثة إسقاط طائرة الـ”بوينغ” الأوكرانية إلى العديد من المسؤولين رفيعي المستوى في إيران، مقرة في الوقت نفسه بأن هذا السيناريو ليس مرجحا.
وأشارت المقررة إلى غياب أي أدلة على أن إيران اتخذت إجراءات جذرية مطلوبة لإقناع باقي العالم بأن أخطاء من هذا النوع لن تتكرر في المستقبل.
كما انتقدت كالمار بشدة كيفية تعامل حكومة طهران مع عوائل ضحايا الكارثة، متهمة السلطات بإخافة أهالي القتلى.
ونشرت كالامار نسخة من الرسالة المؤلفة من 45 صفحة التي بعثتها إلى طهران قبل شهرين.
ولا يحمل رأي كالامار وغيرها من الخبراء المستقلين المرتبطين بمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة طابعا إلزاميا بالنسبة للمنظمة.
واعترفت السلطات الإيرانية، بعد أسبوع من تحطم طائرة البوينغ الأوكرانية في الثامن من يناير العام الماضي، بأن الطائرة أسقطت بالخطأ، بعد وقت قصير من إقلاعها من مطار طهران، خلال تحليقها فوق موقع عسكري تابع للحرس الثوري، وذلك في ذروة التصعيد الذي حصل بين طهران وواشنطن في المنطقة بعد اغتيال قائد “فيلق القدس” الإيراني قاسم سليماني بغارة أمريكية في بغداد.