حرية – (22/10/2023)
يبدو أن إيران تمتلك مخاوف ومغريات، بشأن احتمالية توسع الصراع الإقليمي، في أتون حرب غزة؛ فطهران تزيد من تهديداتها الصريحة ضد إسرائيل، رغم أنها تخشى تصعيد الصراع.
يسير قادة الجمهورية الإيرانية، على حبل مشدود؛ فهم يريدون التأكيد على ضعف إسرائيل بعد هجوم حماس مع تجنب المواجهة المسلحة المباشرة مع الدولة الإسرائيلية، وفق صحيفة “لوموند”.
وسلطت الصحيفة الفرنسية، الضوء في تقرير نشرته اليوم الأحد، على النهج الدقيق الذي اتبعته إيران ردًّا على الصراع، قائلة “إنها تحرص على تأكيد ضعف إسرائيل، بينما تتجنب بحذر المواجهة العسكرية المباشرة.”
وكان الهجوم الأخير الذي شنته حماس على إسرائيل سببًا في دفع المرشد الإيراني علي خامنئي إلى إنكار تورطه في هذا الهجوم. في حين، حذّر من أن التصرفات الإسرائيلية ضد غزة لن تمر دون رد.
في غضون أيام، تحول الخطاب الإيراني من الموقف الدفاعي إلى التهديدات الصريحة ضد إسرائيل؛ حيث تشير تصريحات خامنئي إلى أن “قوات المقاومة” ستتحرك إذا استمرت الضربات الإسرائيلية، وتستثمر إيران في جماعات، مثل: حركة حماس، والجهاد الإسلامي، وتهدف إلى ثني إسرائيل عن شن هجوم بري على غزة.
مخاوف
وتؤكد الصحيفة أن ما يسمى “محور المقاومة” الإيراني يشمل مجموعات مسلحة مختلفة متمركزة بشكل إستراتيجي لردع إسرائيل، والولايات المتحدة، في الشرق الأوسط.
تشمل هذه الجماعات ميليشيا حزب الله اللبنانية، والمتمردين الحوثيين في اليمن، وقوات الحشد الشعبي في العراق، وفرقًا من الحرس الثوري، مؤكدة أن الخوف في طهران يخرج عن السيطرة، إذا اتسع نطاق الصراع، ولا سيما مع احتمال التدخل الأمريكي وزيادة الدعم الإسرائيلي.
ورغم أن إيران لا ترغب في خوض حرب واسعة النطاق؛ فإنها تواجه معضلة تتعلق بمصداقيتها الغامضة، حيث يفضل قادة إيران إبقاء الصراع مقتصرًا على غزة بدلًا من المخاطرة بالتصعيد الإقليمي.
وأشارت الصحيفة إلى أن جنوب لبنان يمثل “خطًّا أحمر” حاسمًا بالنسبة لإيران، وأن الاشتباكات بين إسرائيل وحزب الله يمكن أن تجر إيران إلى الصراع، مشيرة إلى العواقب الجيوسياسية الأوسع للصراع بين إسرائيل وحماس.
مغريات
ترى إيران أن الصراع وسيلة لعرقلة التطبيع المحتمل بين إسرائيل والدول العربية، ولا سيما مع تدهور صورة إسرائيل الدولية واتساع الفجوة بين الكتلة الغربية الداعمة لإسرائيل و”الجنوب العالمي” الذي ينتقد تصرفات إسرائيل؛ ما يخدم مصالح إيران.
ولفتت الصحيفة إلى المخاوف المتزايدة على طول الجبهة الإسرائيلية اللبنانية، حيث نبَّهت السفارة الأمريكية في بيروت رعاياها للاستعداد للمغادرة المحتملة، فيما تلتزم الاشتباكات بين إسرائيل وحزب الله حاليًّا بقواعد معينة غير مكتوبة، فإن الشبكة الأوسع للجماعات المدعومة من إيران يمكن أن تشكل التهديد الأكبر.