حرية – (24/10/2023)
أدى قصف روسي إلى جرح ثمانية أشخاص، اليوم الثلاثاء، في منطقتي خيرسون (جنوب) وخاركيف (شمال شرق) الأوكرانيتين، فيما أعلنت روسيا “تحييد” ثلاث مسيّرات بحرية تابعة للقوات الأوكرانية في البحر الأسود.
“ذخائر حارقة”
وكتب وزير الدفاع الأوكراني إيغور كليمنكو على “تيليغرام” أن أربعة أشخاص، بينهم طفل يبلغ 12 عاماً، جرحوا خلال قصف “بذخائر حارقة” على قرية بيلوزيركا شرق مدينة خيرسون، وأضاف أن “20 منزلا وشبكة للغاز وعدداً من السيارات والمباني التجارية تضررت”.
وفي منطقة خاركيف، جرح أربعة أشخاص ونقلوا إلى المستشفى بعد غارة على قرية بوروفا، حسب وزير الدفاع.
الى ذلك، أشارت القوات الجوية الأوكرانية إلى أنها أسقطت خلال الليل ست طائرات مسيّرة متفجرة من نوع “شاهد” انطلقت من شبه جزيرة القرم التي ضمّتها روسيا في 2014.
من جانبها، أشارت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، إلى “تحييد” ثلاث مسيّرات تابعة للبحرية الأوكرانية في البحر الأسود، استهدفت على ما يبدو خليج سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم، وأوضحت أن “ثلاث مراكب من دون طواقم تابعة للجيش الأوكراني رصدت في الجزء الشمالي من البحر الأسود”، وأشارت الى أن ضربة صاروخية استهدفت موقع رصد هذه المسيّرات، من دون أن تضيف أي تفاصيل.
الأسطول الروسي
وقال حاكم سيفاستوبول الذي عينته موسكو ميخائيل رازفوزاييف في ساعة مبكرة من صباح اليوم الثلاثاء إن الأسطول الروسي شارك في صد هجوم أوكراني على المدينة الواقعة على البحر الأسود في شبه جزيرة القرم.
وأعلن مسؤولون أمس الإثنين أن أوكرانيا أسقطت صاروخ كروز و14 طائرة مسيرة هجومية أطلقتها روسيا على المناطق الجنوبية والشرقية من الأراضي الأوكرانية خلال الليل. وأضافوا أن حطام إحدى هذه الطائرات المسيرة ألحق أضراراً بمخزن في ميناء أوديسا على البحر الأسود.
وكتب حاكم منطقة أوديسا أوليه كيبر على تطبيق “تيليغرام” أن الدفاعات الجوية أسقطت تسع طائرات مسيرة إيرانية الصنع من طراز “شاهد” فوق المنطقة الجنوبية من أوديسا، التي تضم موانئ أوكرانيا الرئيسة على البحر الأسود، من دون أن ترد أنباء عن أية إصابات.
وتكثف روسيا هجماتها على البنية التحتية للموانئ والحبوب منذ انسحابها من اتفاق توسطت فيه الأمم المتحدة في يوليو (تموز) كان يسمح لكييف بتصدير حبوبها عبر البحر الأسود.
وقالت وزارة الداخلية الأوكرانية إن الهجوم استهدف أيضاً مناطق خيرسون في الجنوب ودونيتسك في الشرق وسومي في الشمال الشرقي.
وذكر سلاح الجو الأوكراني أنه أسقط جميع الطائرات المسيرة وعددها 14، بما يشمل 13 طائرة من طراز “شاهد”، وصاروخ كروز. وأشاد بأنظمة الدفاع الجوي التي قدمها الغرب.
وقال قائد سلاح الجو الأوكراني ميكولا أوليشتشوك في بيان على “تيليغرام”، “الأسلحة الغربية أثبتت وما زالت تثبت فاعليتها في ساحة المعركة”.
وتنفذ روسيا ضربات جوية متكررة في أنحاء أوكرانيا منذ شن الحرب في فبراير (شباط) 2022. وتخشى كييف من تكثيف الهجمات الروسية على شبكة الكهرباء لديها لشل البنية التحتية مع قرب فصل الشتاء.
وقال مكتب الرئيس فولوديمير زيلينسكي إن القصف الروسي أصاب محطة للطاقة الحرارية في دونيتسك مساء أول من أمس الأحد. وقالت وزارة الداخلية إن حريقا كبيراً اندلع.
وذكرت شركة “دتيك” أكبر شركة خاصة للطاقة في أوكرانيا أن إحدى محطات الطاقة الحرارية التابعة لها تعرضت لقصف روسي من دون أن تقدم مزيداً من التفاصيل.
كييف تسعى إلى الحصول على 19 مليار دولار من الاتحاد الأوروبي
من جانب آخر قال مسؤولون إن أوكرانيا التي تعتمد على المساعدات الخارجية منذ الهجوم الروسي على أراضيها في العام الماضي تأمل في الحصول على مساعدات بقيمة 18 مليار يورو (19 مليار دولار) من الاتحاد الأوروبي في العام المقبل، وهو المبلغ نفسه الذي تمضي إلى الحصول عليه في 2023.
وقال رئيس الوزراء دنيس شميهال عبر “تيليغرام” إن كييف تلقت 1.5 مليار يورو (1.59 مليار دولار) في الدفعة التاسعة من المساعدات المالية من الاتحاد الأوروبي. وأضاف، “وصلت ميزانية الدعم المقدم من الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا في عام 2023 بالفعل إلى 15 مليار يورو، وهذا أحد أهم العوامل التي تساعد أوكرانيا على أن تكون متماسكة ومستقرة اقتصادياً”.
وتعتمد كييف بشكل كبير على المساعدات المالية الأجنبية بعد انكماش اقتصادها بنحو الثلث في العام الماضي بسبب الحرب مع روسيا. وفر الملايين من الحرب وتعرضت بلدات ومدن للقصف وتعطلت طرق الإمدادات اللوجيستية وسلاسل الإمداد وتضرر قطاع الطاقة والبنية التحتية الحيوية بسبب الضربات الجوية.
وقالت وزارة المالية في كييف إنه من المتوقع تقديم شريحتين أخريين من الاتحاد الأوروبي في الأشهر المقبلة، ليصل إجمالي المبلغ هذا العام إلى 18 مليار يورو.
وقال شميهال إن الحكومة الأوكرانية بدأت العمل مع الاتحاد الأوروبي في برنامج جديد طويل الأجل بقيمة إجمالية تبلغ 50 مليار يورو موزعة على أربع سنوات. وأضاف أن الحكومة تأمل في الحصول على 18 مليار يورو من هذا البرنامج في العام المقبل.
وقال وزير المالية سيرغي مارتشنكو لـ”رويترز” هذا الشهر إن الشعور “بالإرهاق” لدى المانحين يتزايد مع استمرار الحرب مع روسيا.
وتتوقع الحكومة أن يصل عجز موازنة عام 2024 إلى نحو 42 مليار دولار، وتسعى إلى سد هذا العجز من خلال المساعدات المالية الدولية.