حرية – (28/10/2023)
بلغت الأزمة بين المستويين السياسي والعسكري في إسرائيل ذروة جديدة، بشأن قضية “من يتحمل المسؤولية عن إخفاقات السابع من أكتوبر، ووصلت حدَّ التراشق والاتهامات بترويج أكاذيب.
واتهم مسؤولون في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، شخصيات مقربة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بالعمل بشكل ممنهج من أجل تحميلهم مسؤولية تلك الإخفاقات، وطالبوا رئيس الوزراء بالتدخل الفوري من أجل وقف تلك المحاولات.
وبحسب تقرير لقناة “أخبار 12” الإسرائيلية، نشرته، أمس الجمعة، تأتي تلك الاتهامات في أعقاب تسريب حوارات داخلية أجراها مدير مكتب نتنياهو، يوسي شيلي، وحمّل خلالها مسؤولين كبارًا في الجيش المسؤولية عن الإخفاق الذي شهدته إسرائيل على مستويات عدة.
وذكرت القناة، أن مدير مكتب نتنياهو أكد أمام مصادر سياسية وفي حوارات أخرى شخصية أن من يُحمِّلون نتنياهو المسؤولية عليهم أن يلقوها على الجيش، ونقلت عنه: “عليكم بتوجيه الاتهامات إلى الجيش وليس إلى نتنياهو”.
ووفق التسريبات التي نشرتها القناة، قال شيلي: “إن رئيس هيئة الأركان العامة هارتسي هاليفي، وقادة الاحتجاجات (المظاهرات ضد الإصلاحات القضائية)، وجميع قادة النظام السابق الذين يهاجموننا، إنما هم المتهمون”.
وأوضحت القناة العبرية، أنها بحثت عن الملابسات التي تقف وراء الاتهامات التي صدرت عن مدير مكتب نتنياهو وعثرت على نتائج، منها أن تلك الاتهامات ضد قادة المؤسسة العسكرية “لا تعكس رأي شيلي الشخصي فحسب”، إذ وجدت أن الدائرة المقربة من رئيس الوزراء بالكامل، والمقربين منه على المستويين، الشخصي والسياسي، على قناعة بأن الجيش والمؤسسة العسكرية يتحمّلان المسؤولية.
مفهوم ردع حماس
ووجدت القناة أن الدائرة المقربة من رئيس الوزراء تُحمِّل المؤسسة العسكرية والجيش المسؤولية عن المفهوم الذي رسخته تلك الجهات في أذهان المستوى السياسي بشأن “ردع حماس”.
وبيَّنت أن هؤلاء يتهمون المؤسسة العسكرية بأنها هي التي أقنعت المستوى السياسي قبيل بدء “طوفان الأقصى” بأن الحركة التي تسيطر على غزة في حالة ردع، إضافة إلى الاتهامات المتعلقة بالإخفاقات المحيطة بالهجوم المباغت الذي شنته حماس.
ونقلت القناة عن مصادر عسكرية، أن سلوكًا من هذا النوع بالنسبة للجيش يعد “ضارًا وخطيرًا”، ولفتت إلى أن “هجومًا كذلك (أي من مكتب نتنياهو) من شأنه عرقلة التعاون بين الجانبين”، ووصفت ذلك الأداء الذي “يقوم على سعيهم إلى حماية ظهورهم”، بأنه “لن يكون في صالح الجهود الحربية”.
وأكدت القناة أن حالة من عدم الارتياح تنتاب قيادات المؤسسة العسكرية، بعد أن فاجأتهم المواقف التي يؤمن بها مسؤولون على صلة بصناعة القرارات، ونقلت عن المصادر: “لدينا حالة من عدم الارتياح طالما أن هؤلاء الذين يتخذون القرارات يفكرون بتلك الطريقة”.
ودعت المصادر رئيس الوزراء إلى “التحدث بصوت مسموع”، وتوضيح موقفه من أجل وقفت تبادل الاتهامات بين المستويين السياسي والعسكري، بغية توحيد الصفوف.
حملة من الأكاذيب
في غضون ذلك، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، مساء الجمعة، أن مدير مكتب نتنياهو حاول أن ينأى بنفسه عن الاتهامات التي وجهتها مصادر عسكرية، وأشارت إلى أنه في المقابل “لا يعتقد أن نتنياهو يتحمّل أية مسؤولية”.
واقتبست عن شيلي تصريحات وصف خلالها ما يقوله مسؤولون في الجيش بأنه “محض افتراءات”، وأضاف: “لم يحدث مثل هذا الأمر، نحن أمام حملة من الأكاذيب، إن مدير مكتب رئيس الوزراء لا ينشغل بالبحث عن متهمين أو بالتصريحات السياسية، ولكنه يعمل فقط من أجل المساعدة بتحقيق النصر”.