حرية – (28/10/2023)
قتل شرطي وجرح أكثر من مئة في العاصمة البنغلادشية، السبت، وفق الشرطة، بعد تفريق أكبر تظاهرة نظمت حتى الآن ضد رئيسة الحكومة، شيخة حسينة.
وقال المتحدث باسم شرطة مدينة دكا لوكالة فرانس برس إن العناصر هم ضحايا “هجمات المعارضة” مضيفا أن “الشرطي (القتيل) ضُرب في الرأس من جانب نشطاء المعارضة”.
ونزل أكثر من 100 ألف من أنصار أحزاب المعارضة البنغلادشية إلى شوارع دكا، السبت، بحسب الشرطة، للمطالبة باستقالة رئيسة الوزراء، وبانتخابات حرة ونزيهة في ظل حكومة حيادية.
والتظاهرات التي نظمها السبت “الحزب القومي البنغلادشي” أكبر أحزاب المعارضة، و”الجماعة الإسلامية” أكبر حزب إسلامي، تؤذن بمرحلة جديدة من احتجاجات المعارضة على عتبة انتخابات عامة مرتقبة في غضون ثلاثة أشهر.
وحسينة، ابنة مؤسس بنغلادش، تتربع على السلطة منذ 15 عاما، وأشرفت على نمو اقتصادي سريع تجاوزت معه بنغلادش الهند من حيث الناتج المحلي الإجمالي للفرد، لكن التضخم ارتفع وحكومتها متهمة بالفساد وبانتهاكات لحقوق الإنسان.
وتصعد المعارضة، منذ أشهر، تظاهراتها للدفع بمطالبها، رغم أن زعيمة الحزب القومي، خالدة ضياء، التي تولت رئاسة الحكومة مرتين وخصم حسينة، موضوعة في الإقامة الجبرية إثر إدانتها بتهم فساد.
وتدفق أنصارها على دكا، السبت، واكتظت بهم الحافلات رغم الحواجز التي أقيمت على الطريق المؤدي إلى العاصمة، حتى أنهم تسلقوا إلى سطح قطارات.
مظاهرات حاشدة
وهتف الحشد في تظاهرة الحزب القومي البنغلادشي أمام مقر الحزب “سارقة أصوات، سارقة أصوات، شيخة حسينة سارقة أصوات”.
وقال الطالب سكندر بدشا (24 عاما) من شيتاغونغ: “نطالب باستقالة حكومة حسينة فورا، وإطلاق سراح زعيمتنا ضياء، وترسيخ حق الشعب في التصويت”.
ونُشر 10 آلاف شرطي على الأقل للحؤول دون وقوع أعمال عنف، بحسب مسؤولين، لكن عناصر اشتبكوا مع مئات المتظاهرين في حي كاكريل، أمام أكبر كنيسة كاثوليكية في المدينة، وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاط.
وقال نائب مفوض الشرطة، أكتر الإسلام، لوكالة فرانس برس إن “عددا من عناصر الشرطة أصيبوا بجروح”.
وأعلن المتحدث باسم شرطة مدينة، دكا فاروق، حسين أن 100 ألف شخص على الأقل انضموا إلى تظاهرة الحزب القومي، فيما شارك ما يصل إلى 25 ألف شخص في تظاهرة الجماعة الإسلامية، قرب الحي التجاري الرئيسي في المدينة.
وكانت الشرطة قد حظرت التظاهرات، وانتشر مئات من عناصرها المزودين بوسائل مكافحة الشغب عند تقاطع طرق رئيسي، لكن حوالى 3000 متظاهر اخترقوا الطوق الأمني، وفق مراسل فرانس برس في المكان.
دعوة أخيرة
اعتقلت الشرطة 200 شخص على الاقل من أنصار الحزب القومي البنغلادشي، قرب مقر الحزب بتهمة إلقاء عبوات مولوتوف، حسبما قال فاروق، مضيفا أن 600 شخص على الأقل أوقفوا خلال الأسبوع الماضي.
وقال المتحدث باسم الحزب القومي، زهير الدين سوابان، لوكالة فرانس برس إن أكثر من مليون شخص شاركوا في تظاهرة الحزب التي اعتبرها “الدعوة الأخيرة” لحسينة للاستقالة مضيفا أن 2900 شخص على الأقل من نشطاء وأنصار الحزب أُوقفوا، خلال الاسبوع الماضي.
وهدد الحزب في حالة عدم استقالة حسينة طوعا، وهو ما لا يمكن تصوره على نطاق واسع، بالدعوة إلى مزيد من الاحتجاجات القوية مثل تنظيم إضرابات.
وعبرت حكومات غربية عن قلقها إزاء المناخ السياسي في بنغلادش، حيث يهيمن حزب رابطة عوامي الحاكم بزعامة حسينة على المجلس التشريعي.
وتُتهم قواتها الأمنية باعتقال عشرات الآلاف من نشطاء المعارضة وقتل مئات الآلاف خارج نطاق القانون وإخفاء المئات من قادتها وأنصارها.