حرية – (27\2\2021)
سلّط تقرير صحفي، الضوء على الأوضاع في قضاء سنجار التابع لمحافظة نينوى، والتهديدات التركية الأخيرة التي تمثلت بـ”غزو المنطقة”، بداعي ملاحقة حزب العمال الكردستاني فيها، فيما بحث التقرير تحركات الحكومة العراقية للحفاظ على أمن القضاء وإبعاده عن الصراعات.
ويقول التقرير الذي نشرته وكالة “فرانس برس”، وتابعته – حرية – ، (27 شباط 2021): إنه “بعد ستة أعوام على طرد تنظيم داعش من سنجار، شمال غرب العراق، يهدد التوتر المستمر بسبب تدخلات إقليمية لتصفية حسابات بين خصوم، بأعمال عنف جديدة تشكل خطرا على الأقلية الأيزيدية التي يتركز وجودها في المنطقة”.
وتالياً نص التقرير:
رغم طرد الجهاديين على يد قوات كردية بدعم من التحالف الدولي، في تشرين الثاني 2015، ما زالت المنطقة تعيش عدم استقرار يقطع الطريق أمام عودة النازحين لمناطقهم.
وسيطر مقاتلون من كردستان العراق على المنطقة في 2015 بمساندة مقاتلين أكراد سوريين وبدعم من تحالف دولي بقيادة واشنطن.
وفي المناطق المحيطة بالقضاء، انتشرت فصائل من قوات الحشد الشعبي التي ساهمت في معارك تحرير العراق من تنظيم داعش إلى جانب القوات الحكومية، وأدى وجود هذه التشكيلات المسلحة إلى عرقلة عودة النازحين إلى سنجار، حيث لا يوجد حضور كبير للحكومة الاتحادية ومنظمات الإغاثة الدولية.
وقال المحلل السياسي ياسين طه الذي يسكن القضاء: “سنجار اليوم بؤرة لتجمع الأجندات المتضاربة والأطراف المتخاصمة”، وأضاف: “سنجار تعيش حاليا وضعا معقدا وتوترا يمكن أن يؤدي إلى انفجار الأوضاع في أي لحظة”.
واتفقت حكومة بغداد مع حكومة إقليم كردستان، في تشرين الأول 2020، على إدارة مشتركة في سنجار، تستند إلى وجود قوات من الحكومة الاتحادية فقط، وإخراج كل الفصائل المسلحة، وبينها قوات حزب العمال الكردستاني المعارض لحكومة كردستان.
لكن طه أفاد بأن “الواقع على الأرض أقوى من هذه الاتفاقات، وكل طرف في سنجار يرفض التخلي عن النفوذ الذي حصل عليه”، مشيرا إلى أن “تركيا تراقب وضع سنجار وتزايد نفوذ حزب العمال فيه”.
معاناة مستمرة
وحاول رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي نزع فتيل التوتر، وفق مسؤول كبير في رئاسة الوزراء أشار إلى وجود اتصالات مستمرة بين بغداد وأنقرة لمنع أي توغل تركي في المنطقة.
وقالت الباحثة في “المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية” نسيبة يونس، إنه إذا وقع نزاع في سنجار فسيخسر الكاظمي كثيرا، مضيفة أن النزاع “سيقوض الانتصار السياسي الذي حصل عليه الكاظمي من اتفاقية سنجار، وسيلمع صورة باقي ميليشيا الحشد كمدافعين عن العراق، على حساب الحكومة المركزية”، منوهة إلى أنه في هذا الوقت، يدفع النازحون الأيزيديون المغلوبون على أمرهم، الثمن.
وكشف المتحدث الرسمي باسم وزارة الهجرة والمهجرين علي عباس، عن استمرار وجود حوالي 90 ألف عائلة مهجرة من سنجار، 90% منها لجأت إلى إقليم كردستان.
ويقول فيصل صالح، وهو يزيدي في السادسة والأربعين، يسكن إحدى قرى سنجار مع والدته وثلاثة من أشقائه: “ظروفنا صعبة، نعيش وسط تهديدات مختلفة”.
ويعمل صالح بأجر يومي، ويسعى لإيجاد منزل خارج القضاء للجوء إليه في حال تدهور الأوضاع، مبينا أن “أكثر ما يخيف أهالي سنجار هو وقوع مواجهات بين قوات تركية من جهة والفصائل الشيعية وحزب العمال من جهة أخرى”.
ويقول قائم مقام سنجار محما خليل، الذي يسكن خارج القضاء حاليا: “وجود عناصر حزب العمال الكردستاني بمباركة بعض فصائل الحشد الشعبي، يعرقل ويعيق عودة النازحين وإعمار سنجار واستقرارها”، مضيفا: “يجب التوصل إلى حل من أجل استقرار سنجار، يجب الاستفادة من دروس الماضي”.
المصدر: AFP