حرية – (13/12/2023)
حذَّرت الوكالة الأوروبية للمواد الكيميائية (ECHA) من انتشار واسع النطاق لمواد كيميائية خطرة في ما يقرب من 20% من السلع الاستهلاكية.
وحدَّد التقرير، الذي نشرته صحيفة “لوموند” الفرنسية، هذه السلع في “الألعاب، وسماعات الرأس، وحصائر اليوغا، وقفازات ركوب الدراجات، والأحذية، والمجوهرات”.
وأوضحت الصحيفة، نقلًا عن التقرير، أنه بعد عمليات التفتيش في 26 دولة من دول الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك فرنسا، عثرت السلطات على أكثر من 400 من أصل 2400 مادة تقريبًا تنتهك تشريعات الاتحاد الأوروبي بسبب المستويات المفرطة من المواد الخطرة، مثل: الرصاص، والكادميوم، والفثالات.
وبحسب التقرير، تصدرت الأجهزة الكهربائية، بما في ذلك الألعاب والشواحن والكابلات وسماعات الرأس، قائمة “عدم الامتثال” للمعايير الأوروبية، حيث فشلت 52 في المئة من هذه المنتجات في تلبية معايير السلامة، وتراوحت المشكلات بين الرصاص في اللحام ووجود الفثالات في الأجزاء البلاستيكية المرنة والكادميوم في الدوائر المطبوعة.
أكثر من 400 من أصل 2400 مادة تقريبًا تنتهك تشريعات
الوكالة الأوروبية للمواد الكيميائية
وأشارت “لوموند” إلى أنه من المثير للدهشة أن التأثيرات الصحية الناجمة عن التعرض للرصاص قد أعيد تقييمها بما يزيد عن خمسة ملايين حالة وفاة سنوياً على مستوى العالم، مع خسارة كبيرة في الحاصل الفكري لدى الأطفال دون سن الخامسة، بينما تشكل الفثالات، وهي اختلالات معروفة في الغدد الصماء، مخاطر شديدة على الإنجاب، في حين تسهم مادة الكادميوم، وهي مادة مسرطنة وسمية، في الإصابة بسرطان البنكرياس.
وأظهرت سلع الموضة، بما في ذلك الحقائب والمجوهرات والأحزمة والأحذية والملابس، مستويات مفرطة من المواد الكيميائية نفسها؛ ما أدى إلى معدل عدم امتثال قدره 15٪.
الأحذية ضمن السلع الواردة بالتقرير
كما تحتوي الألعاب غير الكهربائية، بما في ذلك ألعاب الحمام، وسجاد اللعب، والدمى، والأزياء، والتماثيل البلاستيكية، والمواد اللزجة، على مواد خطرة، بمعدل عدم امتثال قدره 16٪.
وإضافة إلى ذلك، كشفت المعدات الرياضية، مثل سجادات اليوغا، وقفازات ركوب الدراجات، والكرات، والمقابض المطاطية، عن عدم الامتثال في 18% من الحالات.
ويرجع ذلك أساسًا، وفق التقرير، إلى وجود مادة البارافينات المكلورة قصيرة السلسلة (مثبطات اللهب)، والفثالات في البلاستيك، والمواد الكيميائية، إضافة إلى الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات (PAHs) في المطاط.
ووفقًا للتقرير، فإن غالبية المواد التي تم اختبارها، ولا سيما تلك التي لديها أعلى معدلات عدم امتثال بنسبة (22%)، ذات منشأ صيني الصين، فيما أظهرت المواد المصنعة في أوروبا معدل عدم امتثال قدره 8%.
غالبية المواد التي لديها أعلى معدلات “عدم امتثال” ذات منشأ صيني
الوكالة الأوروبية للمواد الكيميائية
ولفت التقرير إلى اتخاذ السلطات إجراءات في 85% من الحالات؛ ما أدى إلى إزالة المنتج من السوق من خلال عمليات السحب أو الحظر، إلا أن العديد من الشركات المخالفة (بنسبة 53%) أفلتت من العقوبات، و 18% فقط من المخالفات أدت إلى غرامات، و13% أدت إلى شكاوى أو تحقيقات قضائية.
وختم التقرير بتوصية الوكالة الأوروبية للمواد الكيميائية (ECHA) بزيادة اليقظة، مع التركيز على تقييمات صارمة للمخاطر قبل الإنتاج والالتزام باللوائح الكيميائية، علاوة على حث المفوضية الأوروبية على التعامل مع الشركاء الاقتصاديين الأجانب، ولا سيما الصين، لمعالجة هذه القضية.
ودعا التقرير إلى تشجيع الدول الأعضاء على تعزيز وتوسيع الضوابط على المنتجات التي تم تحديدها على أنها مخاطر صحية محتملة على مواطني الاتحاد الأوروبي، مؤكدًا الحاجة إلى بذل جهود تعاونية لضمان سلامة السلع الاستهلاكية وحماية صحة الأوروبيين.