حرية – (2/1/2024)
عن عمر تجاوز 91 عاما وعقود عاشها لجذب أنظار العالم عبر عدسات كاميرته إلى المعاناة اليومية للسود في جنوب أفريقيا في ظل سياسة الفصل العنصري، لفظ المصور والفنان الجنوب أفريقي الشهير بيتر ماجوباني أنفاسه الأخيرة.
وقد اكتسب ماجوباني شهرة بعد انضمامه إلى مجلة درام في عام 1955 كسائق بادئا، ثم كأحد المصورين السود القلائل الذين يغطون عصر القمع.
صورة تاريخية في أحد الأحياء الثرية
وعقب عام، أظهرت صورة تاريخية التقطها في أحد الأحياء الثرية في جوهانسبرج، طفلة بيضاء تجلس على مقعد طويل كتب عليه “للأوروبيين فقط” بينما جلست فتاة سوداء خلفها تمشط للطفلة شعرها.
وخلال الستينيات، وفي غمرة تصاعد الحركة المناهضة للفصل العنصري، سجلت عدساته اعتقال نيلسون مانديلا وحظر حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم الآن.
وإثر مرور عقد، حصد جوائز دولية لتغطيته الانتفاضة الطلابية في سويتو.
وكثيرا ما تعرض ماجوباني لمضايقات واعتداءات واعتقالات. وبدءا من عام 1969، ألقي به في زنزانة انفرادية لمدة 586 يوما.
إلا أن ماجوباني واصل التقاطه للصور حتى عين في التسعينيات مصورا رسميا لمانديلا.
قدم تضحيات كبيرة جدا من أجل الحرية
من جانبها، قالت حفيدته أولونجيلي ماجوباني لرويترز: “كان شخصا قدم تضحيات كبيرة جدا من أجل الحرية التي نتمتع بها اليوم”.
وأكدت: “حالفه الحظ وعاش كي يرى البلاد تتغير للأفضل”.
وقد وُلِد ماجوباني عام 1932 في ضاحية فريديدورب التي يطلق عليها الآن بيدجفيو بجوهانسبرج ونشأ في صوفياتاون التي كانت ذات يوم مركزا لمشاهير الفنانين السود ودُمرت في النهاية إبان نظام الفصل العنصري.
فيما قالت ابنته فيكيلي ماجوباني إنه توفي بسلام في منتصف النهار تقريبا. وكان سيبلغ 92 عاما في 18 يناير الجاري.