حرية 9/1/2024
الدكتور صفاء الوائلي
على مر السنين تعاقبت على حكم العراق ما بعد ٢٠٠٣ مجموعة من الحكومات اتصف بعضها بالنجاح والانجاز وبعضها بالفشل او التلكوء…رب سائل يسأل هل المشكلة بالشخوص ام بالنظام السياسي الذي يساعد الحكومة والحاكم على النجاح؟
كل الرؤساء الذي تناوبوا على رئاسة الحكومة يسيرون على ضوء منهاج حكومي تعده الحكومة ولا يوجد فرق كبير في البرامج الحكومية فاغلبها تركز على نفس الجوانب الامنية والخدمية والاقتصادية مع اختلاف الرؤى احيانا … ورغم ان بعض الحكومات كانت تمتلك برامج كفوءة ورصينة الا انها لم تستطع تنفيذها واصابها التلكوء بسبب غياب الدعم والارادة من المنظومة السياسية في انجاح تلك البرامج..يتعرض رؤساء الحكومات الى ضغوطات سياسية واحيانا الى نوع من لي الاذرع من اجل تحقيق مكاسب من قبل المنظومة السياسية على حساب المصلحة الوطنية … لذلك ورغم كون شكل الحكومة وشخوصها مهم من ناحية كفائتها الا ان نجاح الحكومة يرتبط بارادة القوى السياسية في انجاح مهمة الحكومة وعملها. فاذا صلح النظام السياسي صلح البلد واستقام.
من المفهوم ان المنظومة السياسية تلعب دورا في تشكيل الحكومات وان السلطة التشريعية هي السلطة الرقابية التي تقيم وتقوم عمل الحكومة لكن المشكلة في العراق هو وجود سلطة من نوع اخر هي السلطة السياسية التي تتحكم بشكل اساسي في تشكيل الحكومات ونوعها وانجاحها او افشالها …السلطة السياسية هي السلطة التي تحرك السلطة التشريعية بشكل او باخر بالطريقة التي تتيح لتلك السلطة او الطبقة السياسية فرض ارادتها على الحكومة وممارسة ضغوطها والتلويح بانهاء وجود الحكومة او حتى عرقلة عملها فيما لو تعارض عمل الحكومة مع مصالح الطبقة السياسية الحاكمة.
نظام الحكومة يختلف عن نظامها السياسي فالعمل الحكومي هو عمل مؤسساتي يدير دولة والعمل او النظام السياسي هو النظام الذي يسند الحكومة ولايتدخل في عملها فمهمة السلطة السياسية هي انتاج السلطات التشريعية والتنفيذية وهنا ينتهي دورها. اما ان تبقى الطبقة السياسية متحكمه على طول الوقت فهذا الامر سيجعل الحكومات قلقة وحذرة لانها قد تصطدم بالسلطة السياسية من خلال تضارب عمل الحكومة مع اهداف ومصالح السلطة السياسية وهذا ما يحدث في اغلب الاوقات… النظام السياسي للبلد يجب ان يكون نظاما ساندا وداعما للحكومة وبرامجها حتى وان تعارض العمل الحكومي مع المصالح الخاصة بالطبقة السياسية والا فان الحكومات لن تكون قادرة على تنفيذ برامجها باريحية او تحقق الاهداف التي وضعتها.