حرية – (16/1/2024)
نشر رئيس شركة “ميتا” الملياردير الشاب مارك زوكربيرغ في 10 يناير (كانون الثاني) الجاري، على تطبيق “إنستغرام” صوراً له ولبعض أصدقائه بينما يتناول شريحة كبيرة الحجم من لحم البقر المشوي، وقد أعلن أن قطعة اللحم النادرة وغالية الثمن التي يتناولها من إنتاج مزرعته كولاو التي تبلغ قيمتها 100 مليون دولار على مساحة 1400 فدان وتقع بجزيرة كاواي في هاواي.
وأعلن زوكربيرغ أنه يربي أنواعاً نادرة من بقر واغيو وأنجوس التي تعطي أغلى أنواع اللحوم في العالم لجودتها وفرادة طعمها وطريقة تربيتها المميزة، وهي من اللحوم الأكثر طلباً من أثرياء العالم.
وكتب مؤسس “فيسبوك” في تغريدته، أن مزرعته تحوي أفدنة شاسعة لأشجار الميكاديميا التي تثمر نوعاً من المكسرات غالية الثمن، وعلى رغم أن كل بقرة تأكل ما بين خمسة و10 آلاف رطل من الميكاديميا كل عام، فإن أشجار مزرعة كولاو تكفيها جميعاً وعلى مدى سنوات.
وأضاف أنه سيتم تقديم البيرة المصنوعة داخل المزرعة للأبقار العطشى، وهي طريقة يتبعها مزارعون كثر لفتح شهية الأبقار من أجل تسمينها. وأضاف أن بناته الصغيرات يساعدنه في الزراعة والري ورعاية حيواناته المختلفة، معتبراً أنه ما زال في بداية رحلة هذا المشروع “الذي اعتبره الأكثر لذة من بين جميع مشاريعه.
ووصف بعض المنتقدين مشروع تربية الماشية في مزرعة كولاو في هاواي بأنه عرض جيد للملياردير وسيئ على البيئة. وأشاعوا أنه أغرى سكان الجزيرة من المزارعين الأصليين بأموال طائلة كي يتخلوا عن أرض أجدادهم. وأضافوا أنه لم يحترم الخصوصية البيئية للمنطقة ولعلاقة المزارعين بأرضهم من أجل إرضاء رغباته الغريبة في أكل لحم البقر المشوي.
في السياق يقول ميتش جونز، مدير السياسات في منظمة مراقبة الغذاء والمياه، وهي منظمة وطنية أميركية غير ربحية، “نحن في حاجة إلى إصلاح زراعي حقيقي لمعالجة عدم المساواة في نظامنا الغذائي، وليس إلى مزيد من تدهور البيئة عبر تربية الأبقار التي تتسبب في زيادة غازات الدفيئة أو بإطعامها المكسرات والبيرة التي تحتاج إلى كثير من المياه. بل نحتاج إلى تعزيز جدوى المزارع الصغيرة والمتوسطة الحجم التي تعمل على إطعام الجميع، وليس فقط المشاهير الأثرياء”.
الضرر البيئي
وبات من المعروف علمياً أن تربية الأبقار وغيرها من المواشي بكثافة ومن دون تدبير وتقدير يسهم في إزالة الغابات وتلوث المياه والاحتباس الحراري. ويمكن أن تطلق البقرة كاملة النمو ما يصل إلى 500 ليتر من غاز الميثان يومياً، وقد تسبب هذا الغاز وعلى مدار الـ20 سنة الماضية في ارتفاع درجات الحرارة بمقدار 85 مرة أكثر من ثاني أكسيد الكربون.
المعلومات المتداولة حالياً حول علاقة زوكربيرغ بأكل اللحم المشوي من أبقار يربيها بنفسه في مزرعته النائية ليست فريدة من نوعها، إذ تناولت وسائل الإعلام العالمية تصريحات زوكربيرغ حول كونه لا يأكل لحم الحيوان إلا الذي يقتله وينحره بنفسه، وقد علق حينها بأنه قد بات نباتياً لقلة أكله للحم طالما أنه لا يقوم بالصيد بشكل دائم.
وأضاف أن سبب قراره هذا اعتقاده أن الحيوان يجب ألا يأكل لحمه إلا إذا كان ميتاً بشكل نهائي ولهذا السبب لجأ إلى التأكد بنفسه من موت الحيوان الذي سيأكل منه. وتم تناقل صور ومشاهد لزوكربيرغ في ذلك العام بينما كان يتلقى دروساً في ذبح الدواجن والمواشي، قبل أن يعلن الأسبوع الماضي مشروع مزرعته الجديدة لإنتاج أفضل أنواع لحوم الأبقار حول العالم بسبب الاهتمام الكبير الذي ستلقاه خلال علفها وتسمينها وتربيتها برفاهية.
وكان زوكربيرغ أعلن عام 2011 لمجلة “فورتين”، أن ولعه الجديد بذبح الحيوانات هو التحدي السنوي الأخير الذي اختاره لنفسه في عام 2010 لتعلم لغة الماندرين، وفي العام الذي سبقه كان قد أنهى تدريباته على اعتياد ارتداء ربطة العنق كل يوم.