حرية – (16/1/2024)
حذرت بيانات إحصائية من ارتفاع عدد الوفيات بين النساء اللاتي اعتدن شرب الخمر في بريطانيا، واللاتي يستسلمن للأمراض المرتبطة بالكحول بشكل كبير في السنوات الأخيرة في المملكة المتحدة، ما يؤدي لزيادة مقلقة في الوفيات بينهن.
وكشفت الأرقام التي نشرها تقرير لصحيفة “إندبندنت” البريطانية، زيادة كبيرة بنسبة 37% في عدد الوفيات بين النساء بسبب هذه الظاهرة، حيث ارتفعت من 2399 وفاة في العام 2016 إلى 3293 في العام 2021.
المرتبة الأولى في الإفراط في شرب الخمر
وتوضح الأبحاث الحديثة أيضًا أن النساء البريطانيات سجلن المرتبة الأولى في الإفراط في شرب الخمر بين 33 دولة، إضافة إلى أن ما يقرب من ثلثي طالبي الدعم عبر الإنترنت من الجمعيات الخيرية هم من النساء، وأكثر من نصفهم يطلبون المساعدة في القضايا المتعلقة بالكحول.
ورغم أن العدد الإجمالي للوفيات المرتبطة بالكحول لا يزال أعلى بين الرجال، فقد أفاد مكتب الإحصاءات البريطاني عن معدل زيادة أسرع بين النساء، إذ يمثل هذا الارتفاع أعلى مستوى على الإطلاق، ما دفع الخبراء إلى إرجاعه إلى الاستهداف المتعمد للنساء في تسويق الكحول.
من جانبها، أكدت ديبي شوكروس، أستاذة أمراض الكبد في جامعة كينجز كوليدج في لندن، خطورة أمراض الكبد لدى المرضى الإناث، مشيرة إلى الاختلافات في حجم الجسم وتكوينه كعوامل مساهمة.
التسويق للمشروبات الكحولية
وقال الدكتور ريتشارد بايبر، الرئيس التنفيذي لجمعية الحد من الأضرار الناجمة عن الكحول، إن هذه الزيادة يغذيها في المقام الأول التسويق المستمر للمشروبات الكحولية التي تستهدف النساء. ودعا إلى وضع لوائح أكثر صرامة بشأن الإعلان عن الكحول للحد من هذا الاتجاه.
وقارنت أبيجيل ويلسون من مؤسسة WithYou، التي تركز على المخدرات والكحول والصحة العقلية، بالأضرار الناجمة عن الكحول بالأضرار التي يسببها الهيروين والكوكايين، ما يسلط الضوء على الحاجة الملحة لمعالجة هذه القضية.
مرض الكبد مرتبط بالكحول
وتوضح التجارب الفردية التأثير الإنساني لهذه الأزمة، حيث تشارك روكسان نايتون تجربة فقدان والدتها المفجع بسبب مرض الكبد المرتبط بالكحول، مشددة على الطبيعة المتفشية لإدمان الكحول.
وفجر الدكتور بايبر مخاوف بشأن “تأنيث” تسويق الكحول، مستشهدا بتقارير سنوية من العلامات التجارية الكبرى التي تستهدف النساء عمدًا، ومؤكدا الحاجة إلى وضع لوائح أكثر صرامة بشأن تسويق الكحول وتطبيق سياسة تحديد أدنى سعر لوحدة منتجات الكحول بهدف تقليل استهلاك المشروبات التي تحتوي على تركيز كحولي عالٍ.
إدمان الكحول
من جانبهم، يؤكد الناشطون التحديات التي تواجهها النساء في الحصول على الدعم لمكافحة إساءة استخدام الكحول، مشيرون إلى مسؤوليات رعاية الأطفال والحاجة إلى خدمات مخصصة. كما أن النساء اللاتي يعانين من إدمان الكحول قد يواجهن عوائق مجتمعية أكبر من نظرائهن من الرجال، مما يثنيهن عن طلب المساعدة.
وفي محاولة لوضع حد للمأساة، وضعت وزارة الصحة خطة مدتها 10 سنوات لمعالجة الأضرار المرتبطة بالمخدرات والكحول، واستثمار كبير بقيمة 532 مليون جنيه إسترليني بين عامي 2022 و2025، لإنشاء فرق متخصصة في رعاية مدمني الكحول في واحد من كل أربعة مستشفيات في المملكة المتحدة.