حرية – (25/1/2024)
أكدت شبكة “سي ان ان” الامريكية التقارير المتداولة حول استعداد الولايات المتحدة والعراق لكي يبدأ قريبا محادثات حول مستقبل الوجود العسكري الأمريكي، لكن هناك عناصر عراقية تضغط لتحديد مواعيد زمنية واضحة.
وذكرت “سي ان ان” ببيان صادر عن البنتاغون في أغسطس/ آب الماضي يتحدث عن اتفاق البلدين على تشكيل لجنة عسكرية عليا لإجراء محادثات من خلالها حول هذا الموضوع.
ونقلت الشبكة عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن مسؤولين عسكريين ودبلوماسيين أمريكيين سيشاركون في المناقشات مع العراقيين، من خلال “مجموعة عمل” حول المرحلة التالية من التحالف الدولي المناهض لداعش، مع تحول التنظيم الارهابي الى جماعة في الظل.
واوضح التقرير ان جزء من المناقشات الامريكية العراقية سيركز على ما إذا كان من الممكن إنهاء الوجود العسكري الامريكي في العراق ومتى يمكن القيام بذلك.
ونقل التقرير عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن الولايات المتحدة تفضل جدولا زمنيا يعتمد على الظروف في العراق، بما في ذلك الهزيمة المستمرة لتنظيم داعش واستقرار الحكومة وقوات الأمن العراقية.
الا ان التقرير اشار الى ان بعض العناصر داخل الحكومة العراقية تفضل تحديد مواعيد تستند على جدول زمني يحدد تاريخ الانسحاب الاميركي بغض النظر عن الاستقرار والوضع الأمني داخل العراق.
ونقل التقرير عن مسؤول أمريكي قوله إن “الولايات المتحدة والعراق يقتربان من الاتفاق على بدء حوار اللجنة العسكرية العليا الذي أعلن عنه في أغسطس/ آب الماضي”.
وبحسب المسؤول الأمريكي نفسه، فإن “اللجنة العسكرية العليا HMC”، ستكون بمثابة “فرصة لإجراء تقييم مشترك للظروف المطلوبة حول مستقبل المعركة ضد داعش في العراق وتشكيل طبيعة العلاقة الامنية الثنائية”.
واضاف قائلا “نناقش هذا الأمر منذ شهور، والتوقيت لا علاقة له بالهجمات الأخيرة، والولايات المتحدة ستحتفظ بحقها الكامل في الدفاع عن النفس خلال المحادثات”.
كما نقل التقرير عن الباحث في “مركز الأمن الأمريكي الجديد” جوناثان لورد، قوله إن الولايات المتحدة تحتاج الى تحويل دعمها للعراق نحو بناء “قدرة عسكرية دائمة ومستدامة في (قوات الامن العراقية)، لتجنب عام 2014 آخر. وهذا لم يحدث”، في اشارة الى ما جرى في ذلك العام عندما تمكن داعش من التقدم وانتزاع السيطرة على أراض واسعة في العراق.
وبحسب لورد فإنه في حال غادرت الولايات المتحدة العراق الان “دون وضع خطة، فإننا نعيد المريض الى الشارع، دون أي خطة للبقاء بصحة جيدة”.
ولفت التقرير إلى أن الولايات المتحدة والعراق اتفقا على بدء محادثات حول مستقبل الوجود العسكري الأمريكي في العام الماضي، قبل أن يؤدي هجوم حركة حماس على اسرائيل في 7 اكتوبر/ تشرين الاول الى توترات إقليمية أوسع وتحفيز الجماعات المدعومة من ايران، وخاصة كتائب حزب الله، في العراق.
وبحسب التقرير فان البنتاغون يؤكد ان الحكومة العراقية لم تطلب رسميا من الجيش الامريكي الانسحاب، وان القوات لا تزال تتمركز في العراق بناء على دعوة من الحكومة.
ولفت التقرير إلى أنه ليس هناك موعد نهائي محدد لاختتام مناقشات اللجنة العسكرية العليا، أو نتيجتها النهائية.
وبحسب الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الأمريكي جون الترمان فان سياسة الوجود العسكري الامريكي في العراق كانت “غادرة” لأكثر من عقد من الزمن، لكنها ليست خيارا ثنائيا ما بين البقاء او المغادرة، وهي ليست عملية تحتاج الى التحرك بسرعة.
وقال الترمان: “هذا هو اختيار المكان الذي تريد أن تكون فيه على الطيف”. “يمكن للدبلوماسيين التلاعب بتوقيت واتجاه المحادثات والتوصل الى مجموعة واسعة من النتائج المحتملة”.
وبرغم ذلك، يقول الترمان، إن التذمر من التغيير المحتمل في وضع قوات الولايات المتحدة في العراق سيكون بمثابة انتصار لإيران، موضحا ان “اي اشارة الى ان هذه هي بداية النهاية، سيتم الاحتفاء بها على نطاق واسع في الاوساط الايرانية”.
وذكر التقرير بأن وزير الخارجية العراقي كان ألمح الى هذه المباحثات المقبلة مع الأمريكيين قائلا في بيان انه التقى السفيرة الاميركية في بغداد ايلينا رومانوفسكي، و”تلقى منها رسالة مهمة من الحكومة الاميركية الى الحكومة العراقية، سيتم دراستها من قبل رئيس مجلس الوزراء والجهات المعنية، وسيتم اتخاذ الخطوات التالية بخصوص ذلك قريبا”.
الى ذلك، نقل التقرير عن مسؤولين في الادارة الأمريكية قولهم إن انسحاب القوات الامريكية من سوريا ليس قيد البحث وان ادارة بايدن لا تفكر في الانسحاب من هذا البلد.