حرية – (1/2/2024)
أفاد تقرير نشرته صحيفة “ذا هيل”، بأن الصين تمضي قدما في تصعيد حملة لإجبار وتخويف تايوان، حيث تقوم بإرسال مجموعات من البالونات التجسسية، في أجواء الدولة الجزرية المتمتعة بالحكم الذاتي، وذلك بعدما استهانت بتحذير بكين لها بانتخاب رئيس مؤيد للولايات المتحدة.
وتستخدم الصين بالونات التجسس لإضعاف استقلال تايوان، وهي خطوة تعيد إلى الذاكرة حادثة التجسس الصينية على الحد الرئيسي الفاصل مع الولايات المتحدة، العام الماضي.
لكن حملة التجسس الأخيرة تثير مخاوف لدى خبراء، عبّروا عن قلقهم من قيام بكين بعمل أكثر عدوانية ضد تايوان، فيما حذر مسؤولون في الولايات المتحدة من أن الصين ستزيد الضغط على تايوان في الوقت الحالي، مع احتمال حدوث عمل عسكري في عام 2027.
ويشير تقرير جديد صادر عن مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية إلى أن حصاراً قد يطال تايوان بدلا من الغزو، وإن كان هذا السيناريو يمكن أن يتصاعد إلى صراع عسكري.
وتتعامل الصين حاليًّا مع القضايا المحلية، بما في ذلك الاقتصاد المنهار؛ ما يفسر عدم اتخاذها إجراء سواء العام الحالي أو في المستقبل القريب، ما لم يكن هناك تصعيد كبير وغير متوقع مثل إعلان تايوان الاستقلال.
وأضاف التقرير: “قد تبقى الصين على نفس المسار لفترة من الوقت، لأنها لا تريد أن تهز علاقاتها مع الولايات المتحدة، وبعد ذلك، من الممكن أن تواصل ما تقوم به من عمليات جوية وبحرية حول تايوان لإظهار قدرتها على التحكم في المجال البحري والمجال الجوي”.
واكتسبت بالونات التجسس الصينية اهتماما عالميا بعد أن ظهرت بألوان بيضاء مضيئة فوق قارة الولايات المتحدة في شباط/فبراير، حيث استخدمت بكين هذه البالونات لسنوات للتجسس على أمريكا، واليابان، وتايوان، ودول أخرى.
ومع تحليق ما يصل أحيانا إلى ست بالونات في المجال الجوي لتايوان في اليوم الواحد، تشكل هذه البالونات جزءا من تكتيك صيني للحد من استقلال تايوان.
ويحذر معهد دراسة الحرب، من أن الصين ستحاول تطبيع استخدام البالونات جنبا إلى جنب مع الانتهاكات الجوية والبحرية الأخرى لأراضي تايوان لإبطال الوعي بالتهديدات التي تواجهها تايوان مع انتصار الرئيس المنتخب لاي تشينغ تي، والذي يعتبر خسارة بالنسبة للصين التي دعمت مرشحا يسعى إلى توثيق روابط بكين مع حزب كومنتانغ.
وناقش الرئيسان الأمريكي والصيني قضية تايوان خلال اجتماع عقد في تشرين الثاني/نوفمبر في سان فرانسيسكو، ووافقا على استعادة الاتصالات العسكرية، فيما لم يحقق زعيما القوتين العظميين العالميتين أي تقدم أو حل للتوترات القائمة.
كما أرسلت الولايات المتحدة وفدًا غير رسمي واثنين من المشرعين الأمريكيين إلى تايبيه بعد انتصار لاي تشينغ تي في الانتخابات، ومن غير المرجح أن تؤدي عمليات إطلاق البالونات إلى اتخاذ إجراء من جانب الولايات المتحدة أو تايوان.
وتقوم تايوان بتحريك الطائرات عندما تتوغل الصين فوق مجالها الجوي، ولكنها تختار ألا تتورط لتجنب استفزاز بكين.
وقال العقيد وانغ شيا تشون، نائب رئيس وزارة الدفاع الوطني في تايوان: “لن نقوم بإسقاط البالونات؛ لأن ذلك سيحقق ما يريده الصينيون بالضبط، مشيرا إلى أن “الولايات المتحدة لديها علاقات غير رسمية مع تايوان ولن تشارك في الغارات الصينية ضدها، وستركز تايبيه على بناء دفاعاتها، مثل تمديد الخدمة الإلزامية، والإعداد للدفاعات في الجزيرة.