حرية – (13/2/2024)
استضاف متحف الشارقة للأثار الباحث العراقي في مجال الاثار علي بنيان الحساني في محاضرة بعنوان (الكتابة السومرية) التي ابرزت اهميتها كونها اولى النماذج الكتابية التي نبعت من ارض جنوب بلاد الرافدين لتكون أعظم الاكتشافات الحضارية على مر العصور التاريخية وفي عصرنا الحاضر والمستقبل، فتصور كيف تكون حياتنا من دون هذه الوسيلة المهمة.
وقدم المحاضر بنيان عرضاً تاريخيا عن الكيفية التي ادت بالإنسان الرافديني للاهتداء الى ابتداع مثل هذه الوسيلة التي كان لابد من وجودها لتسير الحياة الاقتصادية الخاصة بالمعابد التي كانت تلعب الدور الجوهري في ادارة المدن في عصورها الاولى بالإضافة الى دورها الديني، ومن رحم العدم جاء هذا الابتكار الذي برز بشكله المعروف بـ الكتابة الصورية، مرورا بمراحل تطورها مستعرضا عبر شروحات عن اشكالها وكيفياتها مروراً بالمرحلة الرمزية التي اخذ الانسان يحاول ان يعبر عن الافعال الامر الذي لم يكن يستطيع فعها في مرحلها الصوري التي كان تعتمد على التصوير المادي للاشياء، ان هذه الخبرة التي تكونت خلال المرحلتين الصورية والرمزية ادت الى الحاجة الى وجود كتابة تلبي الحاجة الى تدوين الافعال والمشاعر وكل ما يتعلق بحياة الانسان القديم الامر فتمكن من ان يكتب القواعد الخاصة باللغة السومرية بشكل يلبي الحاجة اللغوية، ان هذه المرحلة هي الحالة الناضجة للكتابة بشكلها الاخير، بدأ منذ ظهورها في منتصف الالف الرابع قبل الميلاد (3500 قبل الميلاد).
كما تطرق المحاضر الى انتشار الكتابة المسمارية بين اقطار العالم القديم والشعوب المجاورة وكيف تم اقتباسها واجراء التعديلات لتلائم كل لغة من لغات الاقوام القديمة، لاسيما الأكاديون الذين كانوا يتشاركون العيش مع السومريون وكذلك الشعب العيلامي وانتقالها شمالاً حيث أعالي بلاد الاناضول اليوم وغرباً حيث بلاد الشام الذين تمكنوا من وضع ابجدية اتخذت من الشكل المسماري عماد لهذه الكتابة، اما المناطق الجنوبية من بلاد الرافدين فاخذو الكتابة وكتبوا بها بلغاتها السومرية والاكدية حيث وجدت الواح مسمارية وقطع من الاختام عليها كتابات مسمارية دليل على انتشارها ومزاولتها من قبل اقوام الخليج العربي.
وأشار المحاضر الى الكيفية التي قام بها العلماء الذين قاموا بفك رموز هذه الكتابة التي كانت مجهولة وغير معروفة، حيث تمكنوا من كتشاف كتابات جبل بهستون في كرمانشاه التي تعود الى الملك الاخميني دارا الاول (داريوس) حفيد الملك الفارسي كورش الاخميني، الذي خلد انتصارات على الثورات وثبت اسس مملكته، حيث كتب هذه الانتصارات بثلاث لغات هي العيلامية والفارسية والبابلية (البابلية لهجة من اللغة الاكدية)، وكما فعل في حال الكتابة الهيروغليفية وحجر رشيد كان الامر مع الكتابة المسمارية ونقوش جبل بهستون.