حرية – (21/2/2024)
أثارت راقصة مغربية أزمة في مواقع التواصل الاجتماعي من خلال مقاطع فيديو تخصص أصحابها في تقديم النصائح والإرشادات حول كيفية التعامل مع زوج متمرد، أو ترويض حماة عنيدة، فضلا عن سبل السيطرة على أطفال مشاغبين.
وما يميز صناع هذا النوع من المحتوى هو عدم حصولهم على أي كفاءات مهنية أو خبرات أكاديمية تسمح لهم بالتحدث بكل ثقة أمام ملايين المتابعين الحريصين على تطبيق هذه النصائح من دون تردد.
وعلى سبيل المثال، فإن مايا تقدم نفسها كخبيرة في العلاقات العاطفية، ومناصرة شرسة لقضايا المرأة. وقد تخصصت الراقصة مايا، وهي سيدة مطلقة تطل على عقدها الرابع، في تحليل شخصية الرجل.
مرت بـ 4 زيجات فاشلة
ولا يكاد يخلو فيديو على حساباتها من انتقاد لاذع لمعشر الرجال ووصفهم بالشخصيات النرجسية السامة، مع إسدائها لما تعتبرها نصائح ثمينة لمتابعاتها من النساء والفتيات لدرجة خصصت منصة مسبوقة الدفع للراغبات في الاستفادة من تجاربها السابقة، خاصة أنها مرت بـ 4 زيجات فاشلة.
وتحاول أن تصب غضبها خلال كل بث مباشر لها على إنستجرام، على الرجال كيفما كانت جنسياتهم.
أيضا، لا تخفي مايا عداءها الواضح للرجل وهو ما يبدو متبادلًا من خلال كم التعليقات المسيئة التي تنهال على محتواها من لدن الرجال على وجه الخصوص، واصفين إياها بـ”خرابة البيوت” التي تشجع على الطلاق وتهدد نواة الأسرة، خصوصًا أن متابعاتها يصدقن كل ما تقوله بل يطلبن منها أيضًا النصائح والتوجيهات للنجاح في علاقاتهن.
الملكة قاهرة الحموات
أما إيمان فتلقب نفسها على وسائل التواصل بـ”الملكة إيمان”، وهي سيدة ثلاثينية متزوجة وأم لثلاثة أطفال. بدأت رحلتها في العالم الافتراضي ببيع الأزياء التقليدية، قبل أن تستغل شهرة شقيقتها على “تيك توك”، وتحصد متابعات تقترب من سقف المليون.
ومن داخل غرفة نومها، تخصصت في بث فيديوهاتها حول حرب الحموات، وكيفية التفوق على مكايدهن، وتوجه نصائحها للنساء المتزوجات أو المقبلات على الزواج حتى ينتصرن في معاركهن الأبدية مع أصهارهن.
كما اشتهرت بمقاطع فيديو تحرض من خلاله النساء على سرقة أزواجهن ورفض العيش مع حمواتهن تحت سقف واحد، قبل أن يهتز عرشها في اليومين الأخيرين وتجد نفسها مطرودة من بيتها بسبب حماتها، حسب ما قالت باكية في بث مباشر أو هكذا تدعي، بعد أن شكك البعض في كون الأمر برمته من نسج خيالها بغرض حصد مزيد من التابعين وكسب تعاطفهم.
رجل في سوق النساء
في حين يحظى كمال الملقب بـ”الباشا” بمتابعة عدد كبير من النساء وهو أمر طبيعي بالنظر للمحتوى الذي يقدمه لهن.
فالرجل تخصص في تسريب أسرار أحاديث الرجال وفضح نقاط ضعفهم، وكشف عالمهم السري الذي طالما استعصى على النساء سبر أغواره.
كمال لا يتردد في توجيههن بأسلوب واثق يجمع بين صرامة تلقائية وكوميديا ساخرة، داعيًا إياهن لاستعمال الحيل والمكايد لكسب قلب الرجل واستمالته. إلى ذلك ولتحقيق المزيد من المتابعات، يتفاعل “الباشا” بشكل مباشر مع مشاكل وشكاوى متابعاته، واصفًا إياهن بـ”بناته المطيعات” اللاتي يتبعن نصائحه للنجاح في حياتهن الزوجية.
وفي تعليقه على تلك الحسابات المنتشرة، شبه أستاذ علم الاجتماع بجامعة محمد الخامس في الرباط علي الشعباني ظاهرة أشباه “الكوتشات” “بالمشعوذين الجدد الذين يحتالون على متابعيهم ويبيعون لهم الأوهام”. وقال: إن “هؤلاء الدجالين يستغلون الفئات الهشة في المجمتع المغربي لضرب قيم وثقافة المجتمع”، حسب “العربية.نت”.
انتشار الجهل والفراغ الفكري
وأضاف أن “هؤلاء الأشخاص ينصبون أنفسهم ناصحين للآخرين في العديد من القضايا ويلاقون نجاحًا واسعًا بسبب انتشار الجهل والفراغ الفكري في صفوف العديد من المتابعين الذي لا يميزون بين الغث والسمين”، داعيًا للتصدي بقوة لهذه الظاهرة “عبر التحسيس بالتهديد الذي تشكله هذه الترهات” والتي شدد على أنها دخيلة على الثقافة المغربية.
من جانبه، عبر المحامي في هيئة الدار البيضاء، خالد الدان، عن أسفه “كون القانون المغربي لا يعاقب على مثل هذه السلوكيات بحيث لا يمكن تكييفها جنائيًا على أنها انتحال صفة نظم القانون شروط اكتسابها”، حسب “العربية.نت”.
وأضاف أن “الأشخاص الذين يقدمون “نصائح أسرية” دون إقدامهم على تكوين في المجال التربوي والأسري أو تخصص في علم الاجتماع أو علم النفس أو الفلسفة أو أي علم من العلوم الإنسانية المعروفة يبقون بعيدين كل البعد عن أية مساءلة جنائية بسبب الفراغ القانوني الذي يمكن أن يمنع الخوض أو النشر بوسيلة ما موضوع ما دون أن يكون هذا المتحدث أو الناشر أو “الناصح” مؤهلًا فكريًا للخوض في ذلك”.
القانون يعاقب على انتحال صفة المحامي
وكشف أن “القانون الجنائي وإن كان يعاقب على انتحال صفة نظم القانون شروط اكتسابها كالمحامي والطبيب والقاضي والشرطي وإلى غير ذلك من الصفات والمهن والوظائف التي حدد القانون شروط اكتسابها، إلا أنه لا يمكننا القول بانتحال صفة كوتش أو صفة موجه أو ناصح أو غير ذلك”.