حرية – (21/2/2024)
محافظة الشرقية التي تعتبر البوابة الشرقية لجمهورية مصر العربية، تضم العديد من المدن التاريخية، منها مدينة بلبيس أقدم مدن المحروسة، والتي كانت في العصور الأولى مدخل ومعبر الوافدين على مصر.
جامع سادات قريش الموجود بشارع بورسعيد في مدينة بلبيس، أقيم تكريمًا لشهداء المسلمين من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فى معركتهم التي جرت بمدينة بلبيس قبل أكثر من 1422 عامًا، وذلك بعدما أرسل الأنبا بنيامين الذى كان يقيم فى بلبيس إلى الصحابي عمرو بن العاص فى الشام ليستنجد به بعد أن قتل الرومان 36 ألف قبطى فى الإسكندرية، حتى ينقذ 10 آلاف قبطى موجودين فى مدينة بلبيس.
جيش عمرو بن العاص
وبالفعل، استجاب عمرو، وسار بجيشه من رفح ثم العريش والقنطرة والصالحية والقصاصين، ثم اجتاز تلال وادى الطميلات فأصبح على مشارف مدينة بلبيس، ودارت المعارك بالمدينة بين الجيشان المسلم والرومانى وانتهت بهزيمة ساحقة للرومان.
وقد بني مسجد جامع السادات بالطوب اللبن، مكان قصر الحاكم الروماني، وأقيم فيه جهة القبلة صفان من جذوع النخل بدلا من الأعمدة وسقف فوقها بالسعف والطمي، حسبما يقول المهندس فاروق شرف، استشاري وخبير ترميم الآثار والمنشآت التاريخية.
آخر تجديد في العصر العثماني
وبطبيعة الحال استمرت يد التجديد والتعمير للمسجد خلال العصور، وآخر هذه العمائر ترجع إلى العصر العثمانى فقد أعاد بناءه الأمير مصطفى الكاشف عام 1002هـ، وذلك حسب ما ذكر كتاب “مساجد مصر وأولياؤها الصالحون” للدكتورة سعاد ماهر محمد، رحمها الله.
ويتكون المسجد من مستطيل يحتوي على ثلاثة صفوف من الأعمدة الرخامية تقسم المسجد إلى أربعة أورقة موازية لحائط القبلة، وعددها 18 عمودا من الرخام الفسفورى، منها اثنان بالمحراب، وتبلغ مساحة المسجد حوالي 3 آلاف متر مربع.. أما تيجان من الأعمدة فمختلفة الأشكال والطراز مما يدل على قدمها وعلى أنها أخذت من أماكن متعددة، وتحمل الأعمدة عقودًا مدببة فيما عدا العقود المتوسطة التي على محور القبلة فهي ذات ثلاث فتحات على شكل القنديلية، كما يوجد في الجار الشرقي مقابل كل رواق نافذة مماثلة.
ويوضح المهندس فاروق شرف، استشاري وخبير ترميم الآثار والمنشآت التاريخية، أنه تم تجديد بناء المسجد فى نهاية العهد العثماني على يد الأمير أحمد الكاشف، أمير مصر السابق، والذى أنشأ مئذنة المسجد وكان طولها حوالي 15 مترًا ومنقوش عليها مجموعة من الرسومات الهندسية إلا أنها بمرور الزمن مالت واستقطب منها جزء وبقي الجزء الآخر، فيما يضم المسجد بعض المعالم الفرعونية الموجودة بغرب المسجد على هيئة نوافذ زجاجية وسقف خشبي.
والمسجد يحتل المركز الخامس عشر للمساجد الأشهر على مستوى العالم، وقد خضع للترميم فى عهد الخليفة المأمون، بالعصر العباسى.
زيارة السيدة زينب رضي الله عنها
أهم ما يميز هذا المسجد هو وضعه على خريطة السياحة الدينية؛ حيث يزوره العديد من الشخصيات من دول العالم الإسلامي والعربي خاصة من الهند وباكستان وبنجلاديش والسعودية، لكن تظل زيارة السيدة زينب رضي الله عنها لهذا المسجد وإقامتها فيه شهرا كاملا هي الأشهر على الإطلاق.
المعروف أن مدينة بلبيس نفسها، والتي تحتضن مسجد سادات قريش لها تاريخ متميز عن باقي مدن مصر، فهي أقدم خامس مدينة في العالم وذكرت في القرآن الكريم ودخلها الكثير من الأنبياء الصالحين منهم على سبيل المثال وليس الحصر أنبياء الله؛ إبراهيم ولوط ويوسف ويعقوب وموسى وهارون وعيسي عليهم السلام، كما دخلتها كل من: السيدة سارة زوجة سيدنا إبراهيم والسيدة مريم العذراء.