حرية – (24/2/2024)
على مر السنين، عُرِضَت العديد من القرى المهجورة في إسبانيا للبيع بالكامل، وهو ما شجع زوجين هولنديين على شراء إحدى هذه المستوطنات المدمرة في شمال إسبانيا، وذلك في الأيام القليلة الماضية، حيث جذب تاريخ هذه القرى المهجورة، الخاصة بالتصنيع والهجرة والحرب، الزوجين لإجراء هذه الصفقة.
حيث تقف آلاف القرى المهجورة في إسبانيا شاهدة على تاريخ التصنيع والهجرة والحرب، وتعد كنائسها ومنازلها المهجورة بمثابة رموز “لإسبانيا الفارغة”، والمناطق الريفية المهجورة التي ولّد مصيرها حركة سياسية تضغط من أجل إحيائها، وفق ما قالت صحيفة The Times البريطانية في تقريرها يوم الخميس 22 فبراير/شباط 2024.
زوجان يشتريان قرية مهجورة في إسبانيا
اشترى الزوجان بارسينا دي بوريبا، وهي قرية في مقاطعة بورغوس مهجورة منذ أكثر من 50 عاماً. ويعتزمان تطوير مشروع القرية البيئية فيها وتجديد المنازل للاستخدام السكني.
وأُبرِمَت الصفقة قبل الصيف الماضي، لكنها لم تُعلَن إلا الآن. وكانت عملية البيع سريعة جداً، وهو أمر غير معتاد عندما يتعلق الأمر بشراء وبيع القرى؛ نظراً لأنَّ ملكية المنازل غالباً ما تكون منقسمة بين أفراد الأسرة.
وقالت إلفيرا فافيان، من وكالة Aldeas Abandonadas العقارية، التي أدارت عملية البيع: “اتصلا بنا لأنهما يبحثان عن شيء كبير مثل هذا، يضم الكثير من المنازل والأراضي، بعيداً عن المدن الكبرى. وذهبنا مباشرة إلى بارسينا حيث وجدا أنها تناسبهما؛ لذا وقع الاختيار عليها”.
وأضافت فافيان أنَّ الزوجين أحضرا معهما “مشروعاً إبداعياً للغاية لإحياء القرية، مع تجديد المنازل للاستخدامات السكنية والسياحية، فضلاً عن إنشاء مشروع للزراعة العضوية”.
تفاصيل القرية التي تم بيعها
تضم قرية بارسينا دي بوريبا، التي تبعد 25 ميلاً (40 كيلومتراً) عن مدينة بورغوس، 64 منزلاً، معظمها في حالة خراب، وتحتل مساحة إجمالية قدرها ستة هكتارات (14.8 فدان). وطُرِحَت للبيع مقابل 525 ألف يورو (568 ألفاً و530 دولاراً أمريكياً)، لكن اشتراها الزوجان بسعر مُخفَّض مقابل 339 ألف يورو (367 ألفاً و108 دولارات أمريكية).
وقال فافيان لوكالة الأنباء الإسبانية EFE: “صحيح أنَّ القرية في حالة خراب، لكن يمكنهما البدء في ترميمها -كما يقولان- المنزل تلو الآخر بقدر استطاعتهما في محاولة لاستعادة القرية بالكامل”.
ويعرض الموقع الإلكتروني لشركة Aldeas Abandonadas قرى ومنازل ريفية وقصوراً وبيوتاً ريفية وأديرة وكروم عنب وعقارات. ففي منطقة قشتالة وليون، على سبيل المثال، بيعت قرية في بلنسية بمبلغ 1.2 مليون يورو (مليون و299 ألفاً و498 دولاراً أمريكياً)، وفي أفيلا، بيعت قرية أخرى مدمرة بمبلغ 900 ألف يورو (974 ألفاً و623 دولاراً أمريكياً).
على مر السنين، بيعت العديد من القرى المهجورة في منطقة غاليسيا في شمال غرب إسبانيا. لكن صعوبة الحفاظ على مثل هذه المشروعات برزت من خلال مصير قرية كانديلاغو الصغيرة، التي اشترتها مجموعة من المالكين. وبعد عقد من الزمن، أعيد طرحها في السوق مقابل 200 ألف يورو (216 ألفاً و583 دولاراً أمريكياً)، وكانت لا تزال في حالة مهجورة.
وتراوحت المبادرات الرامية إلى جذب السكان إلى القرى في المناطق المهجورة في السنوات الأخيرة بين تقديم السكن والتعليم المجاني إلى خطط تخفيض الضرائب.