حرية – (26/2/2024)
عندما نسمع لفظ المقابر عادة ما يخطر ببالنا المكان الذي يرقد فيه الأموات، إلا أنه في اليابان توجد مقبرة مخبأة داخل حقل للأرز تضم أفخم أنواع السيارات الكلاسيكية، من بينها سيارات كورفيت القديمة الشهيرة.
هذا المكان الذي يعتبر مقبرة السيارات الفخمة و أنواع من المحركات التي أكلها الصدأ مع مرور الوقت بسبب إهمالها، لا تضم فقط السيارات الفاخرة، بل أيضاً بعض الزلاجات النفاثة.
اكتُشفت هذه البقعة الأرضية المليئة بهذه التحف من قبل سائق سيارات سباق يشتهر باسم “Sammit” على موقع اليوتيوب.
انتشر الفيديو خلال قيامه بجولة في مختلف مناطق اليابان، فيما لقيت جولته في مقبرة السيارات اليابانية المخفية والتي قد تكون الأكبر في العالم، تفاعلاً وانتشاراً كبيراً، فيما كتب “Sammit” في تعليق له على الفيديو: “عُدت إلى المكان الذي وجدت فيه سيارة كورفيت C3 مهجورة في حقول الأرز في اليابان”.
صدأ وأوراق متناثرة في مقبرة السيارات الفخمة باليابان
حسب صحيفة The Sun البريطانية تحولت هذه السيارات الآن إلى مجرد هياكل عظمية صدئة تكسوها الأوراق، وتحكي قصة الزمن الذي مضى. تُرِكت بعضها مجردة من أجزائها، تصارع الصدأ والنسيان جنباً إلى جنب.
ومع أن قيمتها ستكون خيالية إذا كانت في حالة جيدة، إلا أن الحزن يخيم على قلوب متابعي Sammit لرؤية هذه التحف الفنية تُهمل. تعجّب أحدهم بصوت عالٍ من السيارات القديمة الأكثر جمالا التي رآها في حياته مهجورة ومهملة، بينما يراهن آخر على أن تلك المنطقة كانت يوماً مرأب سيارات يزخر بالكنوز التي لم يتم اكتشافها بعد.
ترك هذا المشهد الذي يبرز في الوقت ذاته جمال استعادة الطبيعة لمكانها، بصمة في القلوب. ليست هذه المرة الأولى التي تشهد اليابان مثل هذه المقابر السرية للسيارات. فقد كشفت عبر السنين عن مئات السيارات القديمة المهجورة، بما في ذلك سيارات بورش وجاغوار وحتى عربات نقل الموتى الفاخرة في منطقة فوكوشيما المحظورة.
جاء هذا الاكتشاف الرائع بينما كان المستكشف الحضري بوب ثيسن يستكشف المنطقة المهجورة، التي كانت تتعرض للإشعاع. تعود أصول هذا الإهمال إلى عام 2011، عندما دُمِّرَت المدينة الشمالية بسبب حادث نووي في محطة فوكوشيما دايتشي، بعد زلزال مدمر وتسونامي هائل.
تسببت هذه الكارثة في إنشاء منطقة فوكوشيما المحظورة وإجلاء أكثر من 160 ألفاً من السكان. ووفقاً لبوب ثيسن، البالغ من العمر 34 عاماً والذي يعمل صانعاً للأفلام الوثائقية، فإن الإشعاع جعل معادن هذه السيارات غير صالحة للاستخدام، ما أضاف طبقة أخرى من الحزن على مشهد مقبرة السيارات الفخمة.