حرية – (27/2/2024)
“الحوض المرصود”، اسم لمكان يتزاحم المصريون منذ مئات السنين على اللجوء إليه للاستشفاء والعلاج من الأمراض الجلدية، حتى أقيم مستشفى بالقرب منه، واتخذ نفس الاسم.
فما هي حقيقة ذلك الحوض، وما تاريخه؟!
الحوض المرصود، “تابوت مصري قديم” من حجر الجرانيت الأسود، وليس حوضا بالمعنى المعروف.
طوله متر وعرضه متر وارتفاعه متر
وهو حجر مكعب الشكل.. طوله متر وعرضه متر وارتفاعه متر.
وكان ذلك الحجر مجوفا على شكل حوض، وقد نقشت الكتابات والحروف الهيروغليفية من كافة نواحيه.
أطلق عليه الفرنسيون “ينبوع العشق”، في حين سماه المصريون “الحوض المسحور”، حيث اشتهر بأنه يخلص العشاق من آلام الحب والفراق، والغريب أن كافة الروايات التي ذكرها المستشرقون، وكذلك المؤرخون العرب حول هذا التابوت تتمثل في أنه: من يشرب من الحوض يُشفى من لوعة الفراق ويتخلص من آلام الحب.
سفينة يركبها 4 أشخاص فقط
وقد كان التابوت وفق ما ذكره المؤرخ المملوكي “ابن إياس” يُستخدم كسفينة يركبها 4 أشخاص فقط، لعبور النيل من ضفة إلى أخرى، فإذا زاد العدد عن ذلك تتعرض للغرق، وهو ما لم يعجب حاكم مصر وقتها “كافور الإخشيدي”، فطلب من علماء مصر، وكلفهم بقراءة النقوش الهيروغليفية المدونة على هذا التابوت، ولكنهم عجزوا عن قراء النقوش المدونة على هذا التابوت، فألقى كافور التابوت بجوار مسجد بالسيدة زينب.
وعندما زار الرحالة التركي “أوليا جلبي” مصر في القرن السابع عشر الميلادي، روى تفاصيل عن تلك الأسطورة، وقال: إن هذا التابوت مملوء بماء زلال براق، يستسقي منه الرائح والغادي ليل نهار، من الإنسان والحيوان، دون أن ينقص من مائه شيء ولا يُفهم من أين يأتي إليها الماء، ومنذ ذلك الحين، عرف الناس أن ماء هذا التابوت لها قدرات سحرية.
تابوت فرعوني من الجرانيت الأسود
وأثناء وجود الحملة الفرنسية في مصر، سجل الفرنسيون قصة التابوت أو “الحوض المرصود” في كتاب “وصف مصر”، بأنه عبارة عن تابوت فرعوني من الجرانيت الأسود، وضعه أحد بكوات المماليك أمام جامع الجاويلي بحي السيدة زينب بالقاهرة، واستخدمه الأهالي في سقاية الماء ليشرب منه المارة، ثم سرت شائعات بأن من يرتوي من مياه هذا الحوض، يُشفى من آلام العشق والفراق، فأطلق عليه سكان القاهرة “الحوض المسحور”.
ورسم الفرنسيون التابوت وبه ثقب من أحد جوانبه لتصريف المياه.. كما سجل علي باشا مبارك في خططه التوفيقية قصة هذا التابوت.
الفرنسيون حاولوا سرقته، فسرقه الإنجليز
ثم أطلقت هذه التسمية على المكان كله، ثم على المستشفى المعروف بذلك الاسم بشارع قدرى المتفرع من شارع بورسعيد ببركة الفيل بحي السيدة زينب.
وحاول المحتلون الفرنسيون نقل التابوت إلى بلادهم؛ إلا أن الإنجليز منعوهم طبقا لاتفاقية الإسكندرية عام 1802، لكنهم لم يتركوه في مصر، بل سرعان ما قام الإنجليز بنقله إلى بلادهم.
ولا يزال موجودا بالمتحف البريطاني في لندن يزوره مئات الآلاف من دول العالم كل عام.