حرية – (28/2/2024)
فازت العراقية تالا الخليل بلقب “صانعة الأمل” الأولى في الوطن العربي، الأحد، وحصدت الجائزة التي تمنحها مؤسسة “مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية”، وفقاً لما أوردته وكالة أنباء الإمارات “وام”.
وكرم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد، صناع الأمل الأربعة المتأهلين لنهائيات مبادرة صناع الأمل، بمكافأة مالية بقيمة مليون درهم لكل منهم، لتبلغ قيمة جائزة صناع الأمل 4 ملايين درهم.
وتوجت العراقية تالا الخليل بلقب “صانعة الأمل” الأولى في الدورة الرابعة من المبادرة الأكبر من نوعها لتكريم أصحاب العطاء في الوطن العربي، بعدما حصلت على أعلى نسبة تصويت في الحفل.
ووجه الشيخ محمد بن راشد، بأن يكون جميع صناع الأمل الأربعة المتأهلون إلى نهائيات المبادرة فائزين باللقب، وهم إضافة إلى تالا الخليل، العراقي محمد النجار، والمغربي أمين إمنير، والمصرية فتحية المحمود، فيما أبرزت وكالة أنباء الإمارات في تقرير لها أبرز إنجازات الفائزين، وأسباب ترشحهم.
“4 قصص ملهمة”
أسست صانعة الأمل العراقية الدكتورة الصيدلانية تالا الخليل، مؤسسة مجانية لرعاية ومساعدة الأطفال من أصحاب الهمم في العراق، واستهلت رحلتها مع عالم صناعة الأمل في عام 2015، عندما خصصت “كرفاناً” في مستشفى الأطفال التخصصي بالبصرة لاستقبال مرضى السرطان من الأطفال لغرس الأمل وتجاوز الكثير من التحديات والتي أبرزها عدم قدرتهم على استكمال الدراسة، أو الاندماج في المجتمع، أو حتى إيجاد مساحة أمل لحياتهم، لأنهم محاطون فقط بالمرض والدواء، ومن هنا جاءتها فكرة تأسيس مشروع الأكاديمية.
حصلت تالا الخليل على دعم من البنك المركزي العراقي، لتوفير مبنى مؤثث بشكل متكامل لمدة 3 سنوات، حيث انطلقت الأكاديمية في البداية بـ100 محارب من المرضى وأصحاب الهمم، تسعى إلى إعدادهم لمواجهة تحديات الحياة بكل ثقة في النفس، وفقاً لـ”وام”.
العراقي محمد النجار
فقد العراقي الدكتور محمد النجار، 37 عاماً، ساقه في عام 2014، نتيجة تطوعه للقتال ضد تنظيم “داعش”، حيث أصيب برصاصة في ساقه نتجت عنها مضاعفات عرضت حياته للخطر، وأدخلته في غيبوبة لأكثر من شهرين، لكنه ما إن استفاق حتى قرر تحويل هذا الحادث إلى نقطة الانطلاق في مجال العمل الإنساني.
وتمكن من الحصول على منحة لدراسة الدكتوراه في لندن، بعد أن تكيف مع الطرف الاصطناعي الذي تم تركيبه له وبدأ بالعودة للمشي وأداء أعماله اليومية والاهتمام بأسرته، ورغم انشغال النجار بدراسة الدكتوراه في القانون ببريطانيا عام 2016، إلا أنه لم يفقد يوماً شغفه بكرة القدم، وهو ما تحقق بعد أن علم أن هناك فريقاً لمبتوري الأطراف في مدينة بورتسموث البريطانية التي يدرس فيها ويحمل الاسم نفسه، فكتب إليهم، وأراد الانضمام إليه، وهو ما حدث بعد ذلك.
وأصبح جزءاً من فريق بورتسموث، وشارك معه في الكثير من المباريات على مدار 4 سنوات هي مرحلة دراسته ببريطانيا، ومن هناك حاول وضع نواة لفريق عراقي من مبتوري الساق، لكن هذه الفرصة لم تحن إلا بعد عودته إلى بغداد.
وتمكن صانع الأمل العراقي مع فريق بورتسموث من الحصول على كأس دوري إنجلترا في عام 2018، وازدادت شهرته بين العرب والعراقيين في مدينة بورتسموث بعد حصوله على لقب أفضل لاعب في النادي عام 2019، الأمر الذي حفزه أكثر على نقل التجربة إلى وطنه، بعد أن أعادت له كرة القدم ثقته بنفسه ولياقته البدنية.
المغربي أمين إمنير
صانع الأمل المغربي أمين إمنير، حول حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي إلى بوابة للعطاء، بهدف تحسين نوعية الحياة والارتقاء بالمستوى المعيشي للأسر الأقل حظاً في المملكة المغربية.
وتبنى صانع الأمل المغربي رئيس جمعية “أفتاس للتنمية والتعاون”، الكثير من المبادرات والحملات الإنسانية التي تسعى إلى التخفيف من معاناة أبناء وطنه، إذ يقوم بتنظيم العديد من الحملات الإغاثية لتوزيع المساعدات على المحتاجين في المملكة المغربية، وتشمل هذه المساعدات الإغاثية توزيع الأضاحي والسلال الغذائية وحفر الآبار وبناء الجسور وغيرها من أعمال الخير.
وحققت جمعية “أفتاس للتنمية والتعاون”، عدداً من الإنجازات منها توزيع 800 أضحية على العائلات المحتاجة منذ عام 2020، وحفر أكثر من 100 بئر وتوزيع أكثر من ألف لوح لإنتاج الطاقة الشمسية، وتوزيع أكثر من 4 آلاف و500 سلة غذائية على الأسر المحتاجة والأرامل والأيتام، وتشييد جسر فوق واد لفك العزلة عن 3 مناطق تتعرض لفيضانات، وإجراء 217 عملية جراحية خلال 2023، وزراعة 2800 شجرة مثمرة.
المصرية فتحية المحمود
المصرية فتحية المحمود الملقبة بـ”أم اليتيمات” و”ماما فتحية”، استقبلت 34 طفلة يتيمة في بيتها، لتكتب منذ العام 2005 فصول قصة سيدة ملهمة ونموذجاً لجنود الخير الذين وهبوا حياتهم لخدمة الفئات الأقل حظاً، ثم أسست جمعية لمسة أمل لرعاية الأيتام، للاعتناء بالفتيات، وقررت البحث عن أطفال لكي تتبناهم، وفقاً لوكالة الأنباء الإماراتية “وام”.
وقالت الوكالة إن “ماما فتحية” تعمل على غرس ثقافة العطاء في بناتها الـ34 من منطلق إيمانها بأن كل جهد شخصي يبذل في العطاء وفعل الخير، سيحدث فرقاً كبيراً في حياة المجتمعات والمحتاجين، وسيعود على فاعله بسعادة غامرة.