حرية – (4/3/2024)
أفاد الرئيس الفيليبيني فرديناند ماركوس الابن اليوم الاثنين بأن الفيليبين ستتعاون مع الصين في المحادثات بشأن بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه، لكنها سترد إذا تم تجاهل سيادتها وحقوقها البحرية.
وفي حديثه خلال فعالية أثناء زيارة لأستراليا، قال ماركوس إنه ملتزم بالعمل مع دول جنوب شرق آسيا والصين من أجل وضع مدونة سلوك طال انتظارها لبحر الصين الجنوبي ترتكز على القانون الدولي.
وقال ماركوس: “هذه الجهود لا تتم بمعزل عما يدور حولها. وتوفير بيئة مواتية تتم فيها إدارة التوترات بشكل فعال أمر بالغ الأهمية لنجاح مفاوضات مدونة السلوك”، مؤكدا مجددا أنه لن يسلم أي أراض فلبينية لقوة أجنبية.
وتوترت العلاقات بين الجارتين الفيليبين والصين بعد وقت قصير من تولي ماركوس منصبه في عام 2022، مع تكرار النزاعات حول الجزر والشعاب المرجانية في بحر الصين الجنوبي في وقت طورت فيه مانيلا علاقات دفاعية أوثق مع الولايات المتحدة.
وقال ماركوس إن تحالف الفيليبين مع الولايات المتحدة تم تشكيله “باختيارنا وسنواصل تعزيزه باختيارنا”.
وفي خروج عن موقف سلفه رودريغو دوتيرتي المؤيد لتعزيز العلاقات مع الصين، يتهم ماركوس بكين بالتعدي على المنطقة الاقتصادية الخالصة للفيليبين بما في ذلك استخدام خراطيم المياه وأشعة الليزر “العسكرية” وتكتيكات التصادم لإبعاد السفن الفلبينية.
“توقفوا عن مضايقتنا”
من جهته، ذكر وزير الخارجيّة الفيليبيني إنريكي مانالو لوكالة فرانس برس الاثنين أنّ بلاده تحضّ الصين على “التوقّف عن مضايقتنا” وتريد حلّ النزاعات البحريّة بين مانيلا وبكين سلميا.
وكان مانالو يتحدّث على هامش قمّة خاصّة لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) وأستراليا في ذكرى مرور خمسين عاما على إقامة العلاقات بينهما. وتأتي تصريحاته في أعقاب سلسلة حوادث بين مانيلا وبكين في المياه المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي.
ودافع الوزير الفيليبيني عن سياسة حكومته المتمثّلة في الإعلان عن المناورات الصينيّة في هذه المياه المتنازع عليها، مثل المرور الأخير لسفن حربيّة قرب جزيرة سكاربورو.
وأوضح الوزير لوكالة فرانس برس: “يتعلّق الأمر فقط بمحاولة إعلام الناس بما يجري”.
وأضاف: “إذا توقّفتم عن مضايقتنا وعن الإقدام على إجراءات أخرى، فلن تكون هناك معلومات للإبلاغ عنها”.
وفي وقت لاحق، أكد الرئيس الفيليبيني على هامش القمة: “لن نتنازل أبدًا ولو عن سنتيمتر مربع واحد من أراضينا وسيادتنا البحرية”.
وردت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ على تصريحات مانالو بالقول إن “موقف الصين بشأن قضية بحر الصين الجنوبي ثابت وواضح”.
وأضافت ان “سبب الخلافات البحرية الأخيرة يعود إلى أن الفيليبين قامت بشكل متكرر بأعمال استفزازية في بحر الصين الجنوبي في انتهاك لحقوقنا”.
ولمانيلا وبكين تاريخ طويل من النزاعات البحريّة في بحر الصين الجنوبي الذي تمرّ عبره سلع بمليارات الدولارات سنويا.
وقد حاولت مانيلا حشد دول أجنبيّة، ومنها دول في المنطقة، لدعم قضيّتها، لكنّ النتائج جاءت متباينة.
وتابع مانالو: “الفيليبين ملتزمة الحلّ السلمي للنزاعات من خلال وسائل دبلوماسيّة أو سلميّة”، مشددا في الوقت نفسه على أنّ “هذا لن يتمّ على حساب مصلحتنا الوطنيّة”.
وأردف: “نحن نمدّ يدنا إلى الشركاء في البلدان التي نتقاسم معها أفكارنا والتي تواجه مشكلات ومخاوف مماثلة”.