حرية – (5/3/2024)
في الوقت الذي سيكون فيه العالم الإسلامي على موعد مع ختام شهر رمضان، سيحدث كسوف كلي للشمس، لن يكون مشاهدا في المنطقة العربية، لكنه سيكون دليلا جديدا على دقة الحسابات الفلكية.
وقبل حلول شهر رمضان حدث كسوف للشمس، وخسوف للقمر في شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حيث كان الأول من نوعية “حلقة النار” بتاريخ ١٤ أكتوبر/ تشرين الأول، ولم تكن منطقتنا العربية على موعد مع مشاهدته، إذ كان مشاهدا في أجزاء من الولايات المتحدة والمكسيك وأمريكا الجنوبية والوسطى، أما الخسوف، فكان من نوعية “الخسوف الجزئي”، وحدث السبت 28 أكتوبر /تشرين الأول، وكان مشاهدا في المنطقة العربية.
ومع ختام شهر رمضان، سيكون الكسوف الكلي للشمس في يوم 8 أبريل/نيسان، مشاهدا في أجزاء كبيرة من قارة أمريكا الشمالية، حيث يصل إلى ساحل المكسيك على المحيط الهادئ في الصباح، ويقطع قطريا عبر الولايات المتحدة من تكساس إلى ماين ويخرج إلى شرق كندا في وقت متأخر من بعد الظهر، وستشهد معظم بقية القارة كسوفا جزئيا.
ويقول عصام جودة، رئيس الجمعية الفلكية المصرية لـ”العين الإخبارية”، إن هذا الحدث المنتظر، ورغم أنه غير مشاهد في المنطقة العربية، إلا أنه سيعطي تأكيدا من جديد على دقة الحسابات الفلكية، وهذه هي القيمة العلمية الوحيدة للحدث بالنسبة لمنطقتنا.
ويضيف أنه بالنسبة للمناطق التي سيظهر فيها الكسوف قد يكون فرصة علمية لدراسة العديد من الأشياء، ومنها:
دراسة الإكليل الشمسي: أثناء الكسوف الكلي للشمس، يحجب القمر قرص الشمس اللامع بالكامل، كاشفاً عن غلافه الجوي الخارجي الخافت المعروف بالإكليل، وهذا يوفر للعلماء فرصة نادرة لمراقبة ودراسة بنية الإكليل وديناميكياته وتغيرات درجات الحرارة، وتساعد مثل هذه الملاحظات على تعزيز فهمنا للفيزياء الشمسية والظواهر مثل التوهجات الشمسية والانبعاثات الكتلية الإكليلية، والتي يمكن أن تؤثر على الطقس الفضائي والغلاف المغناطيسي للأرض.
التحقق من النماذج الشمسية: يوفر الكسوف الشمسي الكلي فرصة فريدة لاختبار والتحقق من صحة النماذج والتنبؤات النظرية المتعلقة بالغلاف الجوي للشمس والمجالات المغناطيسية والإشعاع، ومن خلال مقارنة الملاحظات التي تم إجراؤها أثناء الكسوف مع النماذج الموجودة، يمكن للعلماء تحسين فهمهم للعمليات الشمسية.
دراسات الغلاف الجوي: يؤدي الانخفاض المفاجئ في الإشعاع الشمسي أثناء الكسوف الكلي للشمس إلى تغيرات سريعة في الغلاف الجوي للأرض، بما في ذلك انخفاض درجات الحرارة والتغيرات في أنماط الرياح، ويمكن للعلماء إجراء دراسات جوية أثناء الكسوف للتحقيق في هذه التغييرات وتأثيرها على أنماط الطقس وديناميكيات الغلاف الجوي.
علم الكواكب: للكسوف الشمسي الكلي أيضا آثار على علم الكواكب، حيث يمكن أن توفر الملاحظات التي يتم إجراؤها أثناء الكسوف رؤى قيمة حول الأجواء وأسطح الأجرام السماوية مثل القمر والكواكب، بما في ذلك تكوينها ودرجات الحرارة والخصائص الجيولوجية.