حرية – (7/3/2024)
رغم أن خطاب “حالة الاتحاد” يكتسب أهمية كبيرة من حيث “المحتوى” في الولايات المتحدة، إلا أن التركيز هذا العام على الخطاب الذي سيلقيه الرئيس الأميركي جو بايدن أمام الكونغرس يوم الخميس سيكون مختلفاً، إذ إن الأميركيين بمختلف توجهاتهم سيكونون أكثر اهتماماً بـ”الشكل” من المحتوى، للحكم على حالة الرئيس شخصيا من حيث قدرته على تولي ولاية جدية في الحكم.
ومن المقرر أن يستعرض بايدن في خطابه السنوي الثالث من نوعه منذ توليه الرئاسة، إنجازاته في البنية التحتية والتصنيع، ومناقشة أحدث القضايا الداخلية على غرار الحق في الإجهاض وتشديد قواعد الهجرة، بالإضافة إلى التطرق للتطورات الخارجية الخاصة بحرب غزة وأوكرانيا، وربما ملفات أخرى تتعلق بروسيا والصين.
لكن بايدن يعلم في ذات الوقت أن التركيز سينصب على أدائه الشخصي، وسط ارتفاع مستوى القلق حول حالته الذهنية إلى معدلات غير مسبوقة حتى داخل المعسكر الديمقراطي في البلاد.
ومع اتجاه الأمور نحو مسار شبه مؤكد لعودة ثنائية الانتخابات الرئاسية بين بايدن وغريمه الجمهوري دونالد ترامب، خاصة بعد تعزيز تلك المؤشرات من خلال نتائج انتخابات “الثلثاء الكبير”، فإن حملة الرئيس الأميركي تدرك جيدا أنه “لا مجال لمزيد من الأخطاء خلال خطاب حالة الاتحاد”، حسبما يؤكد كثير من المراقبين في الولايات المتحدة.
وفي سبيل تحقيق أقل هامش من الخطأ، أشارت صحيفة “نيويورك تايمز” في تقرير لها اليوم الخميس، إلى أن بايدن قضى نهاية الأسبوع الماضي في ما يشبه “المعسكر المغلق” بمنتجع كامب ديفيد، مع 6 من مستشاريه ومؤرخ إضافة إلى “مدرب متمرس في الإلقاء”، من أجل صياغة دقيقة لخطاب “حالة الاتحاد”، مع تدريب بايدن على الإلقاء، وتجنب الارتجال.
وتشير تقارير أميركية إلى أن الخطاب قد يكون “مركزا” أكثر من مثيله العام الماضي، والذي تخطى نحو 9 آلاف كلمة واستغرق نحو 70 دقيقة.
لكن بايدن وحملته ربما يواجهون مأزقاً جديداً، إذ تحداه منافسه المحتمل دونالد ترامب علناً لإجراء مناظرة مفتوحة.
وقال ترامب مساء الأربعاء في منشور على منصة “تروث سوشيال” الخاصة به: “من المهم، من أجل مصلحة بلادنا، أن نناقش أنا وجو بايدن قضايا حيوية جدا لأميركا والشعب الأميركي… أنا أدعو إلى مناظرات، في أي وقت وفي أي مكان”.
ورغم أن ترامب رفض مرارا إجراء أي مناظرات مع المرشحين السابقين من الحزب الجمهوري، وآخرهم نيكي هايلي، إلا أن الجميع يعتقد أنه يعول حاليا على تحدي بايدن من أجل إظهار أخطائه وكسب نقاط في المنافسة الثنائية المتوقعة في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.
وجدير بالذكر أن خطاب حالة الاتحاد يأتي بينما أظهر استطلاع لوكالة “أسوشيتد برس” ومركز “نورك” للأبحاث، أن 38% فقط من الأميركيين البالغين فقط يوافقون على الطريقة التي يتعامل بها بايدن مع وظيفته كرئيس، في حين أن 61% لا يوافقون على ذلك.
ووجد الاستطلاع نفسه أن أكثر من 6 من بين كل 10 أشخاص، يقولون إنهم “ليسوا واثقين جدًا” أو “غير واثقين على الإطلاق” في قدرة بايدن العقلية على العمل بفعالية كرئيس.. بينما يقول 57%، إن ترامب يفتقر بدوره إلى القدرات الذهنية المطلوبة للمنصب.
ورغم أن اللغط حول يقظة ذهن بايدن وأخطائه مستمر منذ أشهر، إلا أن حدته تزايدت بعد تعليق مباشر من المحقق الخاص روبرت هور الشهر الماضي، قال إن بايدن ربما لا يكون مدانا فيما يخص تعامله مع معلومات سرية بسبب “كبر سنه”.