حرية – (9/3/2024)
“حسنًا، هناك دائمًا شخص آخر أسوأ حالًا منك، أليس كذلك؟ نحن أفضل من أوزبكستان”. بهذه الكلمات الافتتاحية انتقد تقرير لصحيفة “التليغراف” البريطانية حلول المملكة المتحدة في المرتبة الثانية في العالم في تصنيف الدول الأكثر بؤسًا في مؤشر الصحة العقلية العالمي، الذي تصدره منظمة “سابين لابز” الأمريكية .
وتابع: “نعم، نحن أكثر بؤسًا من مولدوفا ومن بيلاروسيا، ويبدو أن كلًا من اليمن وأوكرانيا في حالة معنوية أفضل منا، لقد أصبحت مشاكل العالم الأول حقيقية”.
ويقول التقرير إن قياس الصحة العقلية للناس أمر صعب، لكن منظمة “سابين لابز” غير الربحية، حاولت إعداد تقريرها عن الحالة العقلية للعالم باستخدام بيانات من 500 ألف شخص من المشاركين في 71 دولة.
ويقيس التقرير مدى تأثير “الحالة النفسية للناس على قدرتهم على العمل ضمن سياق حياتهم”، ما يعني أن الصحة العقلية مرتبطة بالمكان.
وتشير نتائج التقرير إلى أنه على الرغم من عيشهم في ظل كارثة إنسانية تتكشف، فإن اليمنيين مثلاً يعملون بشكل أفضل نسبيًا ليس فقط من البريطانيين، بل أيضًا من الأستراليين، والأيرلنديين.
وبحسب التقرير فقد كان أداء الدول الغربية الغنية سيئًا بشكل عام، حيث أشار الباحثون إلى أنّ “الثروة الأكبر، والتنمية الاقتصادية، لا تؤديان بالضرورة إلى صحة عقلية أكبر”.
وتساءل تقرير تليغراف هل الأمور حقًا بهذا السوء؟، وتابع: “لقد وضع تقرير السعادة العالمية الغامض والمشكوك فيه المملكة المتحدة في المرتبة الـ 19 في مؤشر الدول الأكثر بهجة، بين كل من جمهورية التشيك وليتوانيا، ومع ذلك، فإنه مطلوب منا أن نتحلّى درجة كبيرة من الوطنية للاستنتاج بأن كل شيء على ما يرام”.
وأفاد التقرير بأن مكتب الإحصاءات الوطنية في المملكة المتحدة سجل انخفاضًا عامًا في مستوى “الرفاهية الشخصية” في جميع أنحاء المملكة المتحدة في العام 2023.
وفي الوقت نفسه، تحذّر مؤسسة “مايند” الخيرية من أزمة الصحة العقلية التي تتكشف، خاصة بين الرجال والشباب في المملكة المتحدة.
وأشار التقرير إلى أنه ليس مستغربًا أن تزدهر المنتجعات الصحية العلاجية في المملكة المتحدة “لأن الضغوط كثيرة، والأموال شحيحة، والنظام الصحي يئن، والبحر مملوء بالمخلفات، ومراكز مدننا بكل متاجرها المغلقة ومساكنها القاسية ما هي إلا علامات أخرى على أن الأمة تكافح”.
ويضيف تقرير “تليغراف” أن منظمة “سابين لابس” الأمريكية، التي أصدرت تقرير الحالة العقلية للعالم حددت وجود صلة – ليس فقط في المملكة المتحدة، بل على مستوى العالم – بين سوء الصحة العقلية وانتشار الهواتف الذكية، والاتصالات عبر الإنترنت.
وينطبق الشيء نفسه على حقيقة مفادها أن البلدان ذات التكنولوجيا المنخفضة، مثل سريلانكا، وتنزانيا، هي من بين تلك البلدان التي سجلت درجات رفاهية أفضل. كما ارتبطت الروابط الأسرية القوية في تلك الدول بصحة عقلية أفضل.
واعتبر تقرير “تليغراف” أن الشبكة العنكبوتية “الإنترنت” التي سهلت ظاهرة العمل من المنزل بعد جائحة كوفيد -19، سهلت أيضًا المواعدة والبيع بالتجزئة عبر الإنترنت، وأججت الحروب الثقافية.
وشددت الصحيفة على أنّ “كل شيء متصل بالإنترنت الآن، والمتاجر مغلقة، وتابعت أنّ الإحساس بالمكان قد اختفى بينما يسير الناس في الأثير الرقمي.
في المقابل، تحدثت الصحيفة عن 5 نقاط جذب للسعادة بعيدًا عن البؤس في المملكة المتحدة مثل “ريتشموند أون تيمز”، والتي تصدرت مؤشر “رايت موڤز Rightmove” السنوي للسعادة والتي تقع على جانبي نهر التايمز بين متنزه ريتشموند وحدائق كيو.
وكذلك مدينة كامبريدج، حيث تعد المتنزهات من بين عوامل الجذب المتنوعة التي تتمتع بها هذه المدينة الجامعية، ويتمتع السكان المحليون بوقت أكثر من غيرهم لاستكشافها.
بالإضافة إلى مونموث في ويلز، فوفقًا لمكتب الإحصاءات الوطنية، فقد حصلت هذه المنطقة على أعلى درجة مشتركة للرضا عن الحياة في ويلز، حيث توصف بالمكان الأكثر بهجة في ويلز بسبب مسارات المشي على النهر والقلعة، والحانات المتواضعة، والشارع الرئيس المزدهر، التي تعد من بين السمات التي ترفع الروح المعنوية المحلية.