حرية – (12/3/2024)
تصف الكثير من الآيات القرآنية مراحل تطور الجنين، وذلك قبل أن يكون هناك علم الأجنة الحديث بمئات السنين.
واسترعى هذا الأمر انتباه العالم الكندي، كيث مور، والذي ذكر في مقدمة كتابه الجامعي في علم الأجنة، المعتمد في كثير من كليات الطب حول العالم، أن القرآن الكريم هو الكتاب الوحيد الذي ذكر قبل زماننا المعاصر بدقة متناهية مراحل تطور الجنين.
ووصفت مراحل تطور الجنين بدقة متناهية في سورة المؤمنون {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْناهُ نُطْفَةً فِي قَرارٍ مَكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظامًا فَكَسَوْنَا الْعِظامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ (14 )}.
ويقول أسامة مرسي، استشاري أمراض النساء والتوليد بوزارة الصحة المصرية لـ”العين الإخبارية”، إن ما ذكره القرآن الكريم من تلك المراحل بدقة متناهية، كما جاء في سورة “المؤمنون”، احتاج الطب الحديث إلى تقنيات التصوير والأشعة الحديثة لإثباته، والتي ذهبت جميعها إلى براعة النص القرآني في وصف تفاصيل مراحل نمو الجنين.
ويوضح مرسي، هذا التلاقي بين النص القرآني وما أثبته العلم الحديث في العناصر الآتية، وفق ما جاء في سورة “المؤمنون”..
أولا: الخلق من طين (النطفة)
وفق ما جاء في المنظور القرآني، فإن جوهر خلق الإنسان هو الطين، ويأتي ذلك كناية عن خلق الإنسان الأول (آدم) من الطين، ومنه جاءت سلالة البشر.
ويقول مرسي: “يمكن اعتبار ذلك إشارة إلى دور الحيوانات المنوية التي تحتوي على المادة الوراثية اللازمة لنمو الإنسان، وهو ما تم إثباته علميا، حيث يحدث الإخصاب عندما تندمج خلية منوية من الذكر مع خلية بويضة من الأنثى لتشكل اللاقحة، وتحتوي هذه اللاقحة على المادة الوراثية (الدي إن إيه) من كلا الوالدين وهي المرحلة الأولى من التطور البشري”.
ثانيا: وضع قطرة السائل (الزيجوت) في مكان آمن (الرحم)
ويصف القرآن في الآية 13 من سورة المؤمنون المكان الآمن بأنه الرحم، حيث تتم حماية الجنين النامي وتغذيته، ويوضح مرسي أن “العلم الحديث أثبت أنه بعد الإخصاب، تنتقل اللاقحة عبر قناة فالوب وتزرع نفسها في بطانة الرحم، حيث تتلقى العناصر الغذائية والدعم لمزيد من التطور”.
ثالثا: تكوين العلقة
ووفق المنظور القرآني، يشير تكوين العلقة، كما جاء في بداية الآية 14 من سورة المؤمنون إلى التعلق الأولي للجنين النامي بجدار الرحم، وهو ما يطلق عليه علميا، كما يوضح مرسي، بـ”المرحلة الجنينية”، والتي تستمر من فترة الانغراس إلى حوالي 8 أسابيع من الحمل.
ويقول:” تتكاثر خلال تلك المرحلة، خلايا الجنين بسرعة، ويبدأ مخطط الجسم الأساسي بالتشكل، ويرتبط الجنين بجدار الرحم عن طريق هياكل مثل المشيمة والحبل السري”.
رابعا: تكوين كتلة اللحم (المضغة)
وتمثل كتلة اللحم (المضغة) التطور اللاحق من “المرحلة الجنينية”، إلى جنين، كما جاء في نفس الآية (14) من سورة المؤمنون.
ويقول مرسي: “في بداية تلك المرحلة (حوالي 9 أسابيع من الحمل)، أثبت العلم أن أجهزة وهياكل الأعضاء الرئيسية بالجسم تبدأ في التطور، ويأخذ الجنين مظهرا أكثر شبها بالإنسان”.
خامسا: تكوين العظام
وتذكر الآية “14” مرحلة تكوين العظام كمرحلة متميزة في تطور الإنسان، وهي العملية التي تحدث خلال مرحلة الجنين، وتسمى علميا بـ”التعظم”.
ويوضح مرسي أنه “في هذه المرحلة، تبدأ العظام في التشكل، ويتكون في البداية، الهيكل العظمي من الغضروف، الذي يتحول تدريجياً إلى نسيج عظمي”.
سادسا: كسوة العظام باللحم
بعد تكوين العظام، يذكر القرآن بداية مرحلة كسوتها باللحم، ويقول مرسي، إن “هذه المرحلة يشار لها علميا بأنها تلك التي تشهد نمو العضلات والأعضاء والأنسجة الرخوة الأخرى حول الهيكل العظمي، مما يوفر الشكل والدعم للجسم المتنامي”.
سابعا: مزيد من التطوير والتمايز
ويقر القرآن الكريم بأن التطور البشري يستمر إلى ما بعد تكوين العظام واللحم، مما يشير إلى مراحل أخرى من النمو والتمايز.
ويضيف مرسي أن “ذلك يتفق مع المنظور العلمي، الذي يقر بأنه طوال فترة الحمل، يمر الجنين بنمو وتطور مستمر، حيث تنضج أعضاؤه وأجهزته وتصبح وظيفية، وتستمر هذه العملية حتى الولادة وما بعدها”.