حرية – (18/3/2024)
دعا الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى إنهاء الحرب في قطاع غزة بسرعة، وهي المرة الأولى التي يدعو فيها إلى إنهاء الحرب في القطاع منذ هجوم حركة “حماس” على إسرائيل في 7 أكتوبر الماضي، حسب موقع “أكسيوس” الأميركي.
وجاءت تعليقات ترمب في مقابلة أجراها مع قناة “فوكس نيوز”، وتم بثها الأحد، وذلك في أعقاب دعوته لتل أبيب، في مقابلة أخرى، أجراها الجمعة، لإنهاء الوضع الحالي، قائلاً: “لقد قمتم بغزو مروع، ولكنه لم يكن ليحدث أبداً لو كنت رئيساً للولايات المتحدة”.
ولم يذكر الرئيس السابق، في مقابلة الأحد، المحتجزين الإسرائيليين أو أي شروط أخرى سيدعمها للتوسط لوقف إطلاق النار.
وبسؤاله عما يقوله لنتنياهو عن الحرب في غزة، قال ترمب: “عليك الانتهاء من الأمر والقيام بذلك بسرعة، فنحن بحاجة إلى السلام في العالم، ونحتاج إليه في الشرق الأوسط”.
وأضاف أن انتقادات زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر لإسرائيل كانت بدافع السياسة الداخلية، وتابع: “هو ينظر إلى القضايا التي يمكنه الحصول على المزيد من الأصوات من خلالها، وأعتقد أنه يرى الفلسطينيين ويرى المسيرات الكبيرة الداعمة لهم، ويقول أريد أن أسير في هذا الاتجاه بدلاً من الاتجاه المؤيد لإسرائيل”، مشيراً إلى “أنه (أي شومر) تخلى عن إسرائيل”.
وكان الرئيس الأميركي السابق قد انتقد نتنياهو في الأيام الأولى بعد هجوم “حماس” لفشله في منع هذا الهجوم، ومنذ بدء الحرب، أعرب عدة مرات عن شعوره بخيبة أمل من رئيس الوزراء الإسرائيلي لعدم مساعدته في المهمة التي أدت إلى اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني.
وأعرب ترمب عن دعمه لإسرائيل في الأشهر الأخيرة، لكنه تجنب دعم نتنياهو بشكل علني.
خطاب موجه للداخل؟
ويتناقض موقف ترمب الجديد مع دعمه المتجذر لإسرائيل، فقبل نحو أسبوع قال بشكل واضح إنه يدعم الحرب التي تشنها إسرائيل في غزة، وعند سؤاله عما إذا كان “موافقاً” على الطريقة التي تنفذ بها إسرائيل هجومها في غزة، رد الرئيس السابق بالقول “يجب عليك إنهاء المشكلة”.
ويأتي هذا في ظل تزايد الضغوط الدولية على الولايات المتحدة للجم حليفتها الوثيقة.
ويتعرض الرئيس جو بايدن الذي بات من شبه المؤكد أن ترمب سينافسه في انتخابات نوفمبر الرئاسية، لانتقادات حادة على المستوى الدولي ومن قاعدته الديمقراطية، بسبب دعمه لإسرائيل، مع ارتفاع أعداد الضحايا المدنيين في غزة، وشبح المجاعة الذي يخيم على القطاع.
وحضّت تحركات احتجاجية أميركية الناخبين على معاقبة بايدن في صناديق الاقتراع بسبب دعمه لإسرائيل.
وصوّت أكثر من 100 ألف حزبي ديمقراطي في ميشيجان بـ”غير ملتزم” بدلاً من إعطاء صوتهم لبايدن في الانتخابات التمهيدية للحزب في الولاية المتأرجحة الأسبوع الماضي. وكان غالبية الناخبين في هذه الولاية قد صوتوا لبايدن في 2020 بعد أن كانوا قد صوتوا لترمب في 2016.
على غرار بايدن
وجاء موقف ترمب الجديد بعد أن دعا زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ الأميركي تشاك شومر الخميس الماضي، إلى إجراء “انتخابات جديدة” في إسرائيل، معتبراً أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يشكل “عقبة أمام السلام”، في مؤشر جديد على تغير لهجة القادة الأميركيين تجاه إدارة الحرب في غزة.
وقال شومر خلال خطاب له إن الائتلاف الحكومي الذي “يقوده نتنياهو لم يعد يلبّي حاجات إسرائيل بعد السابع من أكتوبر”، تاريخ اندلاع الحرب مع حركة “حماس”.
وأضاف: “لقد ضل رئيس الوزراء نتنياهو طريقه، حيث جعل استمراريته السياسية قبل مصلحة إسرائيل العليا”.
ويأتي المؤشر الجديد إلى تراجع الثقة الأميركية تجاه رئيس الوزراء الإسرائيلي بعد أيام قليلة من تصريحات للرئيس جو بايدن أكد فيها أن نتنياهو “يضر إسرائيل أكثر مما ينفعها”.
وتشاك شومر هو أعلى مسؤول يهودي منتخب في تاريخ الولايات المتحدة، وقد كان حتى الآن حذراً للغاية في انتقاداته لإسرائيل والطريقة التي تنفذ بها هجومها في غزة.
واعتبر أن إسرائيل تقف “عند تقاطع مفصلي” بعد 5 أشهر من الحرب، مشدداً على أن إجراء “انتخابات جديدة هي الطريقة الوحيدة لإفساح المجال أمام عملية اتخاذ قرار سليمة ومفتوحة بشأن مستقبل إسرائيل، في وقت فقد الكثير من الإسرائيليين ثقتهم برؤية حكومتهم وإدارتها”.
شومر الذي دعا أيضاً إلى استقالة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الذي يشغل منصبه منذ عام 2005، اتهم نتنياهو بأنه “أبدى استعداداً كبيراً للتسامح مع الخسائر المدنية في غزة، الأمر الذي يدفع الدعم لإسرائيل في جميع أنحاء العالم إلى أدنى مستوياته التاريخية”.
وتابع: “لا يمكن لإسرائيل الصمود إذا أصبحت منبوذة”.