حرية – (18/3/2024)
مسجد “فاطمة الشقراء”، هو مسجد يمثل تحفة معمارية ويحمل اسم سيدة روسية.. اشتهرت بدورها الاجتماعي مثل بناء الأسبلة والمساجد والكتاتيب. كانت “فاطمة الشقراء” جارية روسية أعتقت في العصر العثماني، وهي شركسية الأصل، تم أسرها فى أحد الحروب، واتخذها السلطان “قايتباي” زوجة له، فأنجبت له ولى العهد السلطان “محمد بن قايتباي”، فأصبحت الزوجة الرسمية ووالدة ولي العهد، وكانت تحظى بمكانة اجتماعية رفيعة.
موقع مسجد “فاطمة الشقراء”
أين يقع المسجد؟.. نصل إليه من ميدان باب الخلق “تحت الرَّبع” سابقًا، ثم الدخول إلى شارع أحمد ماهر باشا، على ناصية مديرية أمن القاهرة، وعلى بعد 20 مترًا يمينًا يوجد المسجد.
المسجد عمره 556 سنة، حيث تم تشييده عام (873 هـ/ 1468م)، أثناء حكم السلطان المملوكي قايتباي، حيث أسسه شخص يُدعى رشيد الدين البهائي، وتم تجديده في العصر العثماني على يد “فاطمة شقراء” التي سُمي المسجد باسمها في القرن الثاني عشر من الهجرة الثامن عشر من الميلاد.
وكان المسجد يُسمى في البداية بـ “مسجد المقشات”، وفي منتصف القرن التاسع عشر، أطلق عليه “مسجد المرأة”، بسبب أن من قامت برعايته سيدة هي فاطمة الشقراء.
مسجد المرأة، والمقشات
وقال علي مبارك المسجد في موسوعته “الخطط التوفيقية الجديدة”: إن المسجد عرف في النصف الثاني من القرن الـ 19 باسم مسجد المرأة، كما عرف باسم المقشات وشعائره مقامة”.
فيما يصف خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان، مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء، معالم الجامع من خلال الدراسة، موضحًا أنه يضم مقصورة من الخشب بها قبران مكتوب على أحدهما: “هذا قبر الست فاطمة”، أما الجامع فكان يُسمى في البداية بـ “مسجد المقشات”، وفي منتصف القرن التاسع عشر، أطلق عليه “جامع المرأة”، بسبب أن من قامت برعايته سيدة هي “فاطمة شقراء”.
وعام 1907، قامت إدارة حفظ الآثار العربية بإصلاح الجامع وترميمه، وللجامع محراب قديم يُعد من أجمل المحاريب الحجرية، فقد اشتملت طاقيته على مقرنصات وتلبيس بالرخام الأسود، ويعلوه مستطيلان كتب فيهما: “وما النصر إلا من عند الله.. إن ينصركم الله فلا غالب لكم”.
بعد زلزال 1992
وبعد زلزال 1992، تأثرت كل مفردات المسجد بالكامل والذي كانت من مظاهره تصدعات بالحوائط وشروخ متعددة بأنواعها وهبوط ببعض الأرضيات؛ الأمر الذى خلق ميلا بالمئذنة، فأصبحت أكثر خطورة على المارة وعلى سكان المنطقة.
ولذلك تم درء الخطورة بأعمال الصلب لعمل الدراسات الكاملة ثم التوثيق فالفك والتشوين على دمسات خشبية بمكان آمن بعيدًا عن أي مؤثرات خارجية، ثم إعادة التركيب حسب المواثيق الدولية وتمت أيضا أعمال الترميم اللازمة من أرضيات وحوائط وايضًا الميضأة وأعمال الترميم الدقيق، كما تم وضع نظام إضاءة خارجية جديد للمأذنة والمسجد. حسب إصول الصناعة الفنية، واستغرق ذلك نحو 25 عاما.
وكان الافتتاح فى مايو 2019 م.