حرية – (18/3/2024)
وصل سعر ميدالية برونزية صغيرة تحمل صورة السلطان محمد الفاتح، عثر عليها مطلع القرن الحالي بعد ضياعها لعدة قرون، إلى مليونيْ جنيه إسترليني (نحو 2.5 مليون دولار أمريكي)، حيث ستعرض في مزاد تقيمه دار “بونهامز” للمزادات في لندن في مايو/أيار المقبل.
صحيفة The Times البريطانية قالت، الأحد 17 مارس/آذار 2024، إنه يُعتقد أن هذه الميدالية هي أقدم صورة معروفة لسلطان مسلم فتح الباب على مصراعيه أمام دخول الإسلام إلى أوروبا، ويرسمها فنان غربي، وقد صدر الأمر بصناعتها لكي يلبسها السلطان العثماني محمد الثاني في القرن الخامس عشر.
ووفقاً للتايمز فقد عُثر على “تميمة” السلطان محمد الثاني، والتي يُعتقد أنها تحمل الصورة الوحيدة له، عندما كان شاباً، في مزاد آخر أقيم عام 2000 أثناء التجهيز لبيعِ ميداليات تعود إلى عصر النهضة الإيطالية.
وقد لفت انتباه الباحثين إلى أهميتها غياب اللقب “الإمبراطوري” الذي حمله السلطان محمد الثاني بعد فتح القسطنطينية عام 1453 وهو في الرابعة والعشرين من عمره أو نحو ذلك، علاوة على العثور على ميدالية أخرى يظهر فيها السلطان محمد وقد لبس الميدالية الأولى حول عنقه.
“اكتشاف كبير”
من المقرر أن تُعرض الميدالية التي تحمل صورة السلطان محمد الفاتح للبيع في مزاد تقيمه دار “بونهامز” للمزادات في لندن في مايو/أيار المقبل، وقال أوليفر وايت، رئيس قسم الفن الإسلامي والهندي في دار المزادات العالمية، إن الميدالية “اكتشاف كبير” يعود إلى “فترة في حياة السلطان محمد لم يكن تبقى لنا منها أي دليل مادي مباشر”.
كانت القسطنطينية في القرن الخامس عشر الميلادي أكبر مدينة مسيحية في أوروبا ومقر الإمبراطورية البيزنطية على مدار ألف عام، وقد استدعى ذلك أن يصف المؤرخ البريطاني اللورد أكتون في القرن التاسع عشر، غزوَ محمد الفاتح للقسطنطينية، بأنه كان “بداية التاريخ الحديث”.
ميدالية برونزية
ولد السلطان محمد عام 1432، وكان سابع سلاطين آل عثمان حين تولى الحكم عام 1451، ويُعتقد أنه طلب صناعة “التميمة”، التي يبلغ قطرها 92 ملليمتراً فقط، من أحد فناني عصر النهضة لم يتيسر التوصل إلى هويته بعد.
اختفت الميدالية من السجلات بعد وفاة السلطان محمد عام 1481، إلى أن بيعت عام 2000 في دار كريستي للمزادات في لندن ضمن مجموعة من ميداليات عصر النهضة الإيطالية.
قالت دار بونهامز إن الميدالية يمكن أن يصل ثمنها إلى مليونيْ جنيه إسترليني (نحو 2.5 مليون دولار أمريكي)، وأشارت الدار إلى أن صناعة الميدالية من البرونز كفلت لها البقاء، و”غياب أي نص أو تفاصيل أيقونية -لا حاجة إليها في هذا النوع من التمائم- أسهم في إخفاء الخلفية الدرامية الرائعة لهذه القطعة الأثرية”.
وقال وايت: “إنها الميدالية الوحيدة المعروفة التي يظهر فيها محمد الثاني وهو شاب، وقبل أن يفتح القسطنطينية عام 1453، وقد كان هذا الفتح عملاً فذاً اعتقد الناس استحالته”، و”يُعتقد أن السلطان كان يتخذ الميدالية تميمة له، ويمكن القول إن هذا أحد التجليات المادية لتطلعاته إلى تأسيس إمبراطورية، وأن يكون خليفة لأباطرة روما”.