حرية – (19/3/2024)
نتائج تحليل الـ “D N A” تكشف عن مفاجآت أحيانا تكون صادمة ومزعجة، وتثبت أن الحمض النووي عبارة عن “صندوق أسود”.
ومؤخرا، كشفت تحليلات الحمض النووي عن الكثير من القصص الغريبة جدا والأسرار المثيرة، كالعلاقات غير الشرعية، والخيانات الزوجية، وحالات الاغتصاب، والخلط في عيادات أطفال الأنابيب وبنوك الحيوانات المنوية، وكان أصحابها وضحاياها يحافظون على سريتها.
وحاليا، صار بالإمكان أيضا أن يصل الشخص إلى أقارب له لم يكن يعرفهم من قبل.
على سبيل المثال، صحفية تدعى كريستينا هاجر تقيم في تورونتو بكندا، قررت التحقق من مدى صحة الخدمة الشائعة المنتشرة في البلاد الخاصة بتحديد سلالات الكلاب باستخدام اختبار الحمض النووي. ولكن النتيجة كانت مروعة.
أخذت الصحفية مسحة من فمها وأرسلتها بالبريد إلى شركة DNA My Dog التي تقوم باختبار الحمض النووي.
وبعد أيام استلمت نتيجة الاختبار التي تؤكد أنها تنحدر بنسبة 40 بالمئة من فصيلة كلاب ملموت الألاسكي (Alaskan Malamute)، و35 بالمئة من صنف شارباي (shar pei) و25 بالمئة من فصيلة لابرادور (Labrador).
فضحت أمها
الواقعة الثانية، حسب “سكاي نيوز عربية”، حدثت في الولايات المتحدة، سمعت أليشيا باختبارات الحمض النووي، وكانت تحلم بإجراء الفحص لتكتشف المزيد من أقاربها، ولكن الفحص كان مكلفا بالنسبة لها فلم تفكر فيه جديا.
ثم تزوجت وكان عمرها 26 عاما، وأرادت استكمال دراستها الجامعية التي ستكلفها الكثير.
أليشيا كانت تعلم أن جزءا من والدها يرجع للهنود الحمر؛ سكان أمريكا الأصليين، وهناك منح جامعية وتسهيلات في الأقساط لهم، لذا كان من الوجيه أن تجري فحص الحمض النووي حتى تثبت نسبة السكان الأصليين في تاريخ عائلتها، لأن هذا الكشف يؤهلها لتوفير جزء كبير من مصاريفها الجامعية.
وبالفعل، قامت أليشيا بطلب عينة الاختبار لتجريه وترسله، وبعد فترة أتتها النتيجة. وحينما اطّلعت عليها أليشيا فوجئت بشدة، وتبين أن أصولها إيطالية بنسبة 50 في المئة، ولا يوجد أي ذكر لسكان أمريكا الأصليين.
تلقت الشابة قاعدة البيانات باسم بنت إيطالية في مدينتها الأولى التي كانت تعيش فيها مع أبيها وأمها وهي صغيرة، وأن هذه الفتاة الإيطالية هي ابنة عمها.
اتصلت بأمها وسألتها: هل أنا ابنتكم؟ هل والدي هو والدي فعلا؟ الأم أكدت لها أنها ابنة بالفعل، وأنكرت أي شيء خلاف ذلك.
كلام الأم لم يقنع أليشيا، فذهبت إلى عمتها وسألتها عما إذا كانت أمها قد عرفت رجلا إيطاليا في شبابها.
أجابت العمة بأن هناك شابا إيطاليا بالفعل ذهب مع أمها كرفيق في حفلة التخرج من الثانوية، وقالت اسمه لأليشيا، والصدمة هنا أن اسم عائلته كان هو نفس اسم عائلة البنت الإيطالية التي أوردتها قاعدة بيانات الحمض النووي كابنة عمها.
بدورها، أنكرت الأم تماما كل ذلك، وأنكرت أن تكون قد أقامت علاقة مع ذلك الشاب الإيطالي في حفلة تخرجها، لكن الأب، أو الذي كان يعتقد أنه والدها- شدّه الموضوع وقام بإجراء فحص الحمض النووي لتؤكد النتيجة ما سبق، فالشخص الذي ربى أليشيا طوال الوقت وهو يعتقد أنه والدها ظهر أنه ليس والدها.
البحث عن الأب الحقيقي
ومن أغرب القصص في اختبارات الحمض النووي قصة تكشفت، مؤخرا، عن فتاة سويدية تبلغ من العمر 26 عاما وتدعى فيليسيا، استهواها موضوع اختبارات الحمض النووي فأجرت هي الاختبار لتدلها النتائج على أقارب كثيرين لها من طرف أمها، لكن لا شيء تقريبا من طرف أبيها.
طلبت من والدها إجراء التحليل لكنه رفض، لتقنع عمها الذي أجرى التحليل، لتصل النتيجة بعد ذلك وتكتشف فيليسيا أنه ليس عمها ولا يمت لها بأي صلة بيولوجيا، حينها واجهت فيلسيا والديها بالأمر.
أقر والداها بأن الأب لا يمكنه الإنجاب، ولذلك استعانا حينها بمتبرع بحيوانات منوية عن طريق إحدى عيادات الخصوبة، ليتم تلقيح الأم وتحمل بفيليسيا.
الصدمة كانت شديدة عليها، ولكنها كانت مصممة على أن تعرف أباها، فتواصلت مع العيادة التي أعطتها اسم المتبرع، وتواصلت معه فيلسيا وقالت إنها ابنته.
الرجل فوجئ بالموضوع ولكنه سعد بذلك كثيرا، خصوصا أنه دون عائلة، فتعرفا على بعضهما البعض، واتفقا أيضا أن يجري هو كذلك اختبار الحمض النووي ليتأكدا تماما.
النتيجة كانت مفاجئة، حيث ظهر أنه ليس والدها، وبمراجعة العيادة ظهر أنه قد يكون حصل خلط في العينات حينها، لأن المعايير التي كانت تعمل بها العيادة كانت بسيطة في أوائل التسعينيات.
بعدها، شعرت فيلسيا باليأس حيث لا طريقة أخرى للوصول إلى أبيها، مضت عدة سنوات ومات ذلك الشخص الذي اعتقدت أنه أبوها، كما مات زوج أمها الذي رباها واعتقدت أنه أباها.
وبينما كانت تتصفح قاعدة بيانات شجرة العائلة التي توفرها الجهة التي تقوم بعمل تحاليل الحمض النووي، لتفاجأ بظهور امرأة قامت بعمل التحليل مؤخرا، وأنها تقربها من جهة أبيها.
فيليسيا بحثت عن هذه المرأة حتى وجدتها، كانت تعمل راهبة في نفس مدينتها، ذهبت إليها وقابلتها وحكت لها قصتها، ولم تصدق الراهبة ما تقول لأن التبرع بالحيوانات المنوية يبدو أمرا منبوذا في عائلتهم، ثم تذكرت الراهبة أمرا ما.
وقالت إن أخاها وزوجته كانت لديهم مشاكل في الخصوبة وأنهما كانا يراجعان نفس العيادة، في نفس التاريخ الذي تم تلقيح أم فيلسيا بها.
سألت الراهبة أخاها، الذي استغرب الموضوع برمته، ولكن بعد البحث والتحقق ظهرت قصة أخرى مزعجة وحزينة لذلك الأخ وعائلته. لقد ذهب الأخ وزوجته للعيادة لمشاكل في الخصوبة، وأعطى هو حيواناته المنوية للمختبر ليتم حقن زوجته بها.
ويبدو أن المختبر خلط العينات، ليتم تلقيح زوجته بعينات رجل آخر متبرع، وذهبت حيواناته المنوية إلى أم فيليسيا. كانت صدمة للأخ وزوجته فهذا يعني أن ابنهما والذي هو في عمر فيلسيا ليس هو ابن ذلك الأخ بيولوجيا.
خيانة زوجية
لورا تعمل في مركز لتحليل الجينات، ولذلك كانت لديها الخبرة والعلم الكافي لتتبع أصول عائلتها، مما أدى بها إلى كشف مزعج، وهو أن أم جدتها كانت تخون زوجها مع رجل آخر، وأن ذلك الرجل الآخر هو والد جدتها البيولوجي.
كانت الجدة ووالدتها قد توفيتا، لكن هذا الاكتشاف شكل صدمة للعائلة ككل، فلا أحد يرضى بأي اتهام في الشرف أو الأخلاق للأموات من الآباء والأجداد، ولذلك لا يزال جزءا من عائلة لورا يرفض هذه النتيجة تماما، ويقول إن التحليلات الطبية هي المخطئة.
وفي عيد ميلادها السادس والخمسين، تلقت كاثرين هدية من أخيها الأكبر، عبارة عن أدوات تحليل الحمض النووي التي تم إحضارها أيضا للآخرين.
كانت كاثرين الأصغر سنا، وسط عائلة تعيش في أركانساس بالولايات المتحدة.
نتائج الفحص كانت صادمة، فكلهم أشقاء إلا كاثرين التي أثبت التحليل أنها أخت غير شقيقة لهم، وأن أباهم ليس أباها البيولوجي، ويبدو أن والدتهم كانت على علاقة غير شرعية برجل آخر.
لكن ليزا لها قصة أخرى، حيث نشأت لدى أبوين أمريكيين من البيض، ولكن بشرتها سمراء وشعرها مجعد، قامت ليزا بإجراء الفحص لتظهر النتيجة أن أباها غالبا إفريقي أمريكي.
صدمت ليزا بهذه المعلومة، وذهبت إلى أمها وواجهتها، ولكن الأم أنكرت أي شيء، وحينما ضغطت ليزا على أمها أكثر صرخت الأم قائلة: هل تريدين تدمير العائلة؟ لو عرف أبوك بما تقولين فسوف يقتلني.