حرية – (19/3/2024)
رحب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الإثنين خلال احتفال موسيقي أقيم في الساحة الحمراء عقب فوزه في الانتخابات، بـ”استعادة” الأراضي الأوكرانية التي ضمتها موسكو.
وحصل بوتين الموجود في السلطة منذ نحو ربع قرن، على 87.28 في المئة من الأصوات بعد فرز نتائج كل مراكز الاقتراع في روسيا، بزيادة 10 نقاط على عام 2018، وهي نتيجة اعتبرها الكرملين “استثنائية” فيما وصفتها المعارضة في المنفى بأنها “لا تمت إلى الواقع بصلة”.
وشكر بوتين أنصاره المشاركين في الاحتفال الذي أقيم في الساحة الحمراء بمناسبة ذكرى مرور 10 سنوات على ضم روسيا شبه جزيرة القرم من أوكرانيا، واقفاً إلى جانب المرشحين الثلاثة الذين خاضوا الانتخابات ضده.
وتحدث بوتين بفخر عن خط السكك الحديد الذي يربط تلك المناطق بجنوب روسيا قائلاً إن الأراضي الأوكرانية التي استولى عليها الجيش الروسي “أعلنت رغبتها في العودة إلى كنف عائلتها الأصلية”.
أعرب روس كثر عن دعمهم لفلاديمير بوتين، بعد أكثر من عامين على الهجوم العسكري في أوكرانيا
وقال بوتين “تبين أن استعادتها أصعب مما كان متوقعاً (…)، لكننا نجحنا في ذلك، وهو حدث عظيم في تاريخ دولتنا”. وأضاف “يداً بيد سنمضي قدماً، وهذا سيجعلنا أقوى… تحيا روسيا!”.
وضمت روسيا شبه جزيرة القرم في مارس (آذار) 2014 بعد تدخل لقواتها الخاصة. وفي سبتمبر (أيلول) 2022، أعلنت موسكو ضم أربع مناطق أخرى في أوكرانيا تسيطر عليها جزئياً هي دونيتسك ولوغانسك في الشرق وخيرسون وزابوريجيا في الجنوب.
دعم بوتين
وبين الحشود التي شاركت في هذا الاحتفال الوطني، أعرب روس كثر عن دعمهم فلاديمير بوتين، بعد أكثر من عامين على الهجوم العسكري في أوكرانيا والعقوبات الثقيلة التي فرضها الغرب رداً على ذلك.
وقالت الخبيرة الاقتصادية إيلينا (64 سنة)، وهي من سكان موسكو “جميع المواطنين الذين يحترمون بلادنا صوتوا لصالح بوتين”.
من جهته، قال العامل في المجال الاجتماعي إيفان تريغوبوف (30 سنة) إنه “تحت قيادته (بوتين)، ستصبح البلاد أقوى”. وصرحت فيكتوريا (23 سنة) التي ولدت عندما كان بوتين في السلطة أصلاً “فلاديمير بوتين هو أساس بلدنا. أنا أثق به”.
وجعل الكرملين من الانتخابات الرئاسية اقتراعاً مصمماً خصيصا لإظهار “ثقة” الروس في رئيسهم: كان خصومه الثلاثة الذين تمت الموافقة على ترشيحاتهم في الانتخابات، مؤيدين جميعهم لخطه، سواء بالنسبة إلى الهجوم على أوكرانيا أو قمع المعارضة.
النتيجة “لا تمت إلى الواقع”
غير أن المعارضة تمكنت على رغم كل ذلك من إثبات وجودها في الانتخابات بعدما حضر أنصار المعارض أليكسي نافالني الذي توفي في مجمع سجون بالقطب الشمالي في ظروف غامضة الشهر الماضي، بأعداد كبيرة في الوقت نفسه ظهر الأحد للتصويت ضد الرئيس الروسي.
وهذا ما فعلته أرملته يوليا نافالنايا التي صوتت كاتبة اسم “نافالني” على بطاقة الاقتراع في السفارة الروسية في برلين. ورأى فريق المعارض الذي يتهم الكرملين بقتله، أن النتيجة التي حققها بوتين “لا تمت إلى الواقع بصلة”.
من جانبه، أكد الرئيس الصيني شي جينبينغ أن فوز بوتين “يظهر الدعم الكامل من الشعب الروسي له”.
في المقابل، نددت وواشنطن وبرلين ولندن وباريس وممثل السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل بانتخابات بلا معارضة جرت في ظل حملة قمع شديد لأي أصوات مخالفة.
أعلن بوتين فوزه منذ مساء الأحد مؤكداً أن روسيا “تعززت” بانتصاره
“مهووس بالسلطة”
كما اعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن بوتين “مهووس بالسلطة”، ويريد أن “يحكم إلى الأبد”.
وأعلن بوتين فوزه منذ مساء الأحد مؤكداً أن روسيا “تعززت” بانتصاره ولن تسمح بأن “يرهبها” خصومها.
توازياً، حض زيلينسكي الذي يعاني جيشه نقصاً حاداً في الذخيرة في مواجهة القوات الروسية، الكونغرس الأميركي، في شأن الإفراج عن مساعدة لأوكرانيا، لـ”أهميته الكبرى”.
أما على الجبهة، فاتسم الأسبوع بكامله بعمليات قصف مميتة وتوغلات نفذها مقاتلون أتوا من أوكرانيا ليظهروا لروسيا أن أراضيها ليست آمنة.
وفي منطقة بيلغورود الحدودية مع أوكرانيا، أسفرت هذه الهجمات عن مقتل 16 شخصاً في الأقل منذ الـ12 من مارس، بحسب السلطات المحلية.