حرية – (21/3/2024)
في خطوة غير مسبوقة في عالم النشر الأدبي، اجتمع ثلاثة من الناشرين الأميركيين المخضرمين معاً لتأسيس دار نشر جديدة، هدفها حماية “حقوق المؤلفين”، وهو بالمناسبة الاسم الذي تحمله Author’s enquity.
يأمل مؤسسو الدار الثلاثة وهم من أكبر الأسماء في مجال النشر اليوم، في أن يجذب نهجهم في تقاسم الأرباح مع المؤلفين وخبرتهم الطويلة، العديد من الكتّاب للعمل معهم.
مادلين ماكينتوش، هي الرئيسة التنفيذية السابقة لدار “بانغوين راندوم هاوس”، ودون وايزبيرغ، هو الرئيس التنفيذي السابق لشركة “ماكميلان”؛ أما نينا فون مولتك، فهي الرئيسة السابقة لقسم التطوير الاستراتيجي في “دار بانغوين راندوم” أيضاً.
وتجدر الإشارة إلى أنّ الدار الجديدة صغيرة الحجم، ويعمل فيها 6 موظفين فقط، لكنّ مؤسسيها يأملون في أن يحققوا النجاح، وهم يتعاونون مع مستثمرين كثر.
وعلى عكس الخطوات المعتادة، لن تقدّم الدار أموالاً للمؤلفين مقدّماً أو تضمن لهم الدفع، ولكنها ستمنحهم “حصّة الأسد” من أي ربح يتمّ تحقيقه.
تقليدياً، عندما يبيع المؤلفون كتبهم إلى ناشر ما، فإنّهم يحصلون على ما يسمّى سلفة، وهو مبلغ مضمون. ويتمّ دفع الأموال عادةً على ثلاث أو أربع دفعات عادةً: عند توقيع العقد، ومن ثم عند قبول المخطوطة النهائية، وأخيراً عند نشر الكتاب. ولا يحصل المؤلف على أي عائدات إضافية علاوة على هذا المبلغ، إلاّ إذا تمّ بيع الكتاب فوق حدّ معين.
لكن بالإضافة إلى تقديم حصّة من الأرباح للمؤلفين، تعتزم الدار الجديدة توزيع الكتب بشكل أفضل عبر شركة “سايمون آند شوستر” التي تُعدّ واحدة من الناشرين الرئيسيين في العالم، حيث تعمل ماكينتوش كعضو في مجلس الإدارة، علماً أنّ ماكينتوش صرّحت بالقول إنّ 5 من مستثمري الشركة هم مؤلفون تصدّروا بكتاباتهم قائمة “نيويورك تايمز” للكتب الأكثر مبيعاً، بمن في ذلك لويز بيني وتيم فيريس.
وأكّدت أنّ دار “حقوق المؤلفين” يمكن أن تقدّم شروطاً أكثر ملاءمة من دور النشر الكبيرة، ويرجع ذلك جزئياً إلى أنّها لن تتحمّل سوى القليل من النفقات العامة، إذ سيتمّ تجميع فريق النشر لكل كتاب، ويشمل المحررين والمسؤولين عن الدعاية والتسويق، من مجموعة متزايدة من الزملاء المستقلين. كما سيساعد المؤلفون ووكلاؤهم في اختيار من سيتمّ تعيينه للترويج لكتبهم.
وفيما أعرب البعض في الصناعة عن شكوكهم حيال هذا النهج، مشيرين إلى أنّ العديد من الكتّاب لا يستطيعون الانتظار والأمل في نجاح كتبهم ليحصلوا على المال، أبدى العديد من الكتّاب رغبتهم في التعاون مع الدار، ومنهم جيمس كلير، مؤلف كتاب “العادات الذرية” الناجح للغاية، الذي قال: “من الجيد أن تتمّ مكافأتك على أدائك، وأن تشعر أنك كلما قدّمت أداءً أفضل، أصبح مردودك أفضل”.