حرية – (23/3/2024)
دخلت الغواصات الخدمة قبل أكثر من 200 عام، لكنها تطورت بشدة وأصبحت الآن لا غنى عنها في الأسطول البحري لأي دولة قوية، فما هي أكبر 10 غواصات في العالم اليوم؟
كانت الغواصات قد دخلت الحروب للمرة الأولى خلال حرب الاستقلال الأمريكية عن بريطانيا عام 1775، وإن لم تحقق الغواصة “السلحفاة” أهدافاً عسكرية تذكر، إلا أنها سجلت نفسها كأول غواصة تستخدم للأغراض العسكرية في التاريخ، وكان ديفيد بوشنيل المهندس الأمريكي صاحب السبق في هذه القصة، فهو مخترع “السلحفاة” والمشرف على تصميمها.
كان موقع marineinsight قد نشر تقريراً يتناول قائمة أكبر غواصات حول العالم، مع مطلع العام الجاري، وكان لافتاً أن 7 من أكبر 10 غواصات روسية الصنع وواحدة منها فقط أمريكية.
وكانت الغواصات في البداية تعمل بشكل يدوي وكانت بطيئة للغاية، لكن منذ منتصف القرن الماضي، عندما دخلت الخدمة أول غواصة تعمل بالطاقة النووية، بدأت الغواصات تصبح سلاحاً ربما يكون الأكثر فتكاً في التاريخ.
1- غواصة روسيا فئة تايفون
يعود تشييد تلك الغواصات العملاقة التي تعمل بالطاقة النووية إلى عصر الاتحاد السوفييتي، خلال حقبة الستينات والسبعينات من القرن الماضي. وهي أكبر من 3 ملاعب كرة قدم مجتمعة، وكانت مجهزة بمواصفات غير عادية مثل حمامات السباحة وقاعات الساونا وملاعب الغولف.
ويبلغ طول الغواصة من فئة تايفون أكثر من 172.5 متر وعرضها 76 متراً وارتفاعها 38 متراً. أما تسليحها فهو عبارة 20 صاروخاً باليستياً عابراً للقارات. كل صاروخ منها يبلغ طوله 53 قدماً وعرضه 8 أقدام، إضافة إلى صواريخ متوسطة المدى من طراز RSM-52، ونظام دفع هيدروستاتيك يسمح بإطلاق الصواريخ بشكل صامت يفاجئ العدو. وتوصف التايفون بأنها أكبر غواصة بناها الإنسان على الإطلاق.
وتمتلك تلك الغواصات تصميماً متعدد الأشكال ولها 19 كابينة إطلاق أسلحة وغرفة تحكم منفصلة قريبة من تجهيزات إطلاق الصاروخ. وتم تصميمها في ساحة سفن سيفيرودفينسك بغرض عبور مياه القطب الشمالي المتجمدة. لذلك تمتلك الغواصة آلية شق الثلوج وزعنفتها قوية وحادة ونظام الدفع بها قابل للسحب. وكانت هذه الغواصات الفتاكة تبحر بسرعة 12 عقدة فوق سطح الماء وتصل سرعتها القصوى إلى 25 عقدة تحت الماء.
كانت الغواصة TK-28 الأولى من فئة التايفون التي تدخل الخدمة أواخر سبعينات القرن الماضي. أما اليوم فهناك غواصة واحدة فقط من هذه الفئة لا تزال في الخدمة، بينما توقفت باقي الغواصات عن العمل وتحولت الغواصة TK-28 إلى معمل تجارب لأحدث التقنيات البحرية والصواريخ الروسية.
2- فئة بوري.. روسيا
الغواصات فئة بوري من الجيل الرابع كانت أول غواصة تشيدها روسيا بعد نهاية الحقبة السوفييتية، وكان الغرض منها أن تحل محل غواصات دلتا وتايفون التي كانت تخدم في البحرية السوفييتية.
لكنها غواصات أصغر حجماً ومقاييس من فئة التايفون، بوزن 24 ألف طن وطاقم 107 أفراد. ويبلغ طول الغواصة 170 متراً وعرضها 13 متراً، وسرعتها تحت الماء تصل إلى 25 عقدة.
قام بتصميم الغواصة “بوري” مكتب تجهيزات روبين البحري وتم تجميعها في ساحة سفن سيفماش، وكان أول صاروخ باليستي يتم إطلاقه من غواصة من هذه الفئة هو الصاروخ يوري دولغوروكي، وكان ذلك عام 2008. وتم تشييد 8 غواصات بأبدان مختلفة ضمن هذا البرنامج.
وتعمل هذه الغواصات بمفاعل نووي طراز OK-650 وبدن هدفه تقليل الضوضاء ومحرك يعمل بالبخار طراز AEU. وهذه الغواصات هي أول غواصات روسية تستخدم تقنية دفع المضخة النفاثة. ويمكنها أن تحمل 16 صاروخاً من طراز بولافا العابر للقارات و6 صواريخ من طراز SS-N-15، وكلها قادرة على حمل رؤوس نووية.
3- الغواصات فئة أوهايو- أمريكا
ثالث أكبر غواصة في العالم هي الغواصات فئة أوهايو، والتي دخلت الخدمة في البحرية الأمريكية في الفترة من 1977 وحتى 1998. ووفق تقارير عسكرية، فإن غواصات “أوهايو” قادرة على محو 24 مدينة من خريطة العالم في أقل من دقيقة، فتلك الغواصة ولدت في الحرب الباردة، وتم بناء 18 غواصة من هذه الفئة بين عامي 1976 و1997، ولا يزال نحو 14 منها في الخدمة حالياً.
ويبلغ طول الغواصة من فئة أوهايو 170 متراً وعرضها 10 أمتار وسرعتها نحو 20 عقدة وتصل إلى عمق 250 متراً وتعمل بمفاعل نووي من طراز “S 8 G” ومحركها توربيني يعمل بالبخار.
وتحمل الغواصة 24 صاروخاً باليستياً عابراً للقارات من طراز “ترايدنت 2” النووي، بمدى يصل إلى 7400 كيلومتر، فضلاً عن قذائف MK-48. كما تحمل أنبوب إطلاق محسناً لرمي صواريخ توماهوك مع 22 قاذفة، أي إجمالي 154 صاروخ توماهوك كروز ومداها حوالي 1700 كيلومتر.
وبحسب موقع Military Watch العسكري، فإن أوهايو غواصة تحمل صواريخ موجهة تعمل بالطاقة النووية، وتعد من السفن الرائدة بالبحرية الأمريكية، وصُممت بداية لتكون غواصة صواريخ باليستية، إلّا أنها تحوّلت لاحقًا لتصبح غواصة صواريخ كروز.
4- الغواصات فئة دلتا.. روسيا
تعتبر الغواصات دلتا، التي ترجع إلى الحقبة السوفييتية، واحدة من أفضل الغواصات على الإطلاق، بحسب تقرير لمجلة ناشيونال إنتريست الأمريكية. وبين عامي 1972 و1992، شيد الاتحاد السوفييتي 43 غواصة من فئة دلتا.
تصل سرعة الغواصات دلتا إلى 26 عقدة، وتستخدم ستة أنابيب طوربيد كأسلحة دفاعية. وتحمل هذه الغواصات ستة عشر صاروخاً وتضرب أهدافاً على مسافة 4000 كم.
وبدأ تشغيل الوحدات القتالية الأولى من هذه الفئة في عام 1972 واستمر حتى منتصف التسعينات. وبعد بضع سنوات، تم إدخال ثلاثة أنواع أخرى من تلك الفئة من الغواصات هي “مورينا-إم” و”كالمار” و”دلفين”.
وعلى مدى عقود، أصبحت هذه الغواصات السوفييتية الأداة الرئيسية للردع النووي ضد الغرب بقيادة الولايات المتحدة.
5- الغواصات فئة أوسكار- روسيا
بدأ تدشين فئة الغواصات أوسكار في الاتحاد السوفييتي منذ منتصف سبعينات القرن الماضي، وكان الهدف من هذه الغواصة هو التصدي لحاملات الطائرات الأمريكية في حالة نشوب حرب بين حلفي الناتو ووارسو (الحلف العسكري الشرقي وقتها).
وحتى بعد انهيار الاتحاد السوفييتي وتفككه، استمرت روسيا في إنتاج الغواصة أوسكار، وحلّت 11 من غواصات أوسكار الأحدث، محل أوسكار- آي إس الأصغر، والتي جرى إنتاج اثنتين منها فقط.
ويبلغ طول الغواصة أوسكار 155 متراً وارتفاعها 9 أمتار ويبلغ مقدار الإزاحة تحت الماء 24 ألف طن، ويصل حجمها إلى نحو نصف ملعب كرة قدم، وهي مبنية بهيكل مزدوج يهدف إلى تحسين القدرة على البقاء تحت الماء إذا تعرّضت لهجوم من طوربيد.
ورغم حجمها الضخم، إلا أن الغواصة أوسكار يمكنها الإبحار بسرعة تتجاوز أكثر من 30 عقدة، بفضل محركاتها التي تعمل بالطاقة النووية، كما يمكنها أن تبحر على عمق يصل إلى 500 متر تحت سطح الماء، بحسب تقرير لمجلة ناشيونال إنتريست الأمريكية.
وتحمل الغواصة أوسكار 24 صاروخاً مجنحاً من طراز “بي 700 غرانيت”، التي يصل طولها إلى 10 أمتار، ووزنها نحو 8 أطنان. ويمكن إطلاق الصواريخ على السفن المعادية التي توجد في نطاق يصل إلى نحو 700 كيلومتر من موقع الغواصة أوسكار أثناء وجودها تحت سطح الماء. وتنطلق الصواريخ بسرعة تصل إلى 2.5 ماخ (سرعة الصوت)، أو ما يتجاوز 2400 كيلومتر في الساعة.
6- الغواصة فئة فانغارد- المملكة المتحدة
الغواصة البريطانية فانغارد هي من الغواصات النووية التي دخلت الخدمة أواخر تسعينيات القرن الماضي، ويبلغ طولها 150 متراً وعرضها 13 متراً وارتفاعها نحو 12 متراً، وتبلغ سرعتها على السطح 15 عقدة، وتحت الماء تصل سرعتها إلى 25 عقدة.
وتحمل الغواصة 192 رأساً حربياً، وتحتوي على 16 أنبوباً لإطلاق الصواريخ ومدى إطلاق يبلغ 5 آلاف ميل، ولديها أفضل نظام سونار يمكنه رصد السفن على بعد أكثر من 5 ميلاً.
وتعمل بمفاعل مائي مضغوط رولز رويس PWR-2 يقوم بتشغيل محركي البخار المتصلين بنظام دفع المحرك النفاث.
7- الغواصة ياسن/جراني.. روسيا
تعرف أكثر باسم الغواصة فئة جراني، وهي من الغواصات التي شيدتها روسيا عبر شركة سيفماش أكبر صانع سفن روسي، ودخلت الخدمة عام 2013. بينما دخل طرازان من نفس الفئة وهما الغواصة كازان والغواصة نوفوسيبيرسك الخدمة عام 2021.
وتبلغ سرعة الغواصة ياسن 16 عقدة بحرية على سطح البحر و31 عقدة بحرية تحت الماء، ويبلغ عمق غطسها 600 متر، أما طاقمها فهم 90 فرداً، بمن فيهم 32 ضابطاً. وبمقدور الغواصة البقاء في البحر لمدة 100 يوم.
وبإمكان الغواصة الروسية أن تحمل حتى 40 صاروخاً فرط صوتي وبمقدورها تدمير السفن الحربية الكبيرة بضربة واحدة، بحسب تقرير لمجلة ميليتاري ووتش الأمريكية. وكانت الغواصة “ياسن” قد أطلقت صاروخاً من طراز “تسيركون” من البحر الأبيض في شمال روسيا من عمق 40 متراً، وأصاب الصاروخ هدفاً في بحر بارنتس.
ويبلغ طول الغواصة 140 متراً وتعمل بواسطة مفاعل نووي من الجيل الرابع ويمكنها أن تظل تعمل لمدة 30 عاماً متواصلة دون الحاجة لإعادة التزود بالوقود، ولهذه الغواصات نظام خاص قادر على تقليل الضوضاء تمام، وتبلغ تكلفة الغواصة الواحدة منها مليار دولار أمريكي.
8- الغواصات فئة ترايمفنت- فرنسا
يبلغ طول هذه الغواصات الفرنسية 138 متراً، وعرضها 12.5 متر، ويبلغ وزنها 14335 طناً، مع سرعة تحت الماء تصل لـ46 كم في الساعة. وتم تزويد السفن الثلاث الأولى من هذه الفئة بـ16 صاروخاً باليستياً من طراز M45، يبلغ مداها أكثر من 8000 كيلومتر، ورأس حربي نووي حراري.
وتم إطلاق أول غواصة من فئة Triomphant عام 1997، وقد تم بناء أربع سفن من هذه الفئة، والتي تعد حالياً جزءاً نشطاً من الأسطول البحري الفرنسي، لكن سيتم استبدال هذه الفئة تدريجياً بالجيل الثالث من الغواصات عالية التقنية بحلول عام 2035.
9- الغواصات فئة سييرا- روسيا
تتكون الغواصات الروسية فئة سييرا من أربعة طرازات هجومية، وتم تشييدها جميعا أثناء الحرب الباردة، ثم إعادة تصميمها خلال تسعينات القرن الماضي وكانت تعرف ببدنها من التيتانيوم الخفيف الذي سمح لسرعتها القصوى أن تصل إلى 35 عقدة.
وكانت مجهزة بأسلحة أقوى وأفضل، ويبلغ طول الغواصة 112 متراً وقدرة إزاحة تبلغ 10 آلاف و500 طن.
وعلى الرغم من أنها تعود إلى حقبة الحرب الباردة، لا تزال الغواصة الروسية “سييرا-11” هي الغواصة الأكثر غموضاً في البحرية الروسية، بحسب تقرير لمجلة 1945.com.
فقد تم إنشاء الغواصة النووية الروسية في نهاية الحرب الباردة، لكنها لا تزال حتى يومنا هذا قوية وأكثر غواصة غامضة في البحرية الروسية. ولا يزال حلف الناتو لا يعرف شيئاً تقريباً عن هذه الغواصة النووية، التي تطلق عليها بعض وسائل الإعلام غواصة “يوم القيامة”.
10- الغواصة فئة أكولا- روسيا
غواصة روسية حاملة للرؤوس النووية، من مشروع تايفون أو الإعصار، حسبما صنفه حلف الناتو. ويرجع دخولها إلى الخدمة في البحرية السوفييتية إلى منتصف ثمانينات القرن الماضي.
ويبلغ طول الغواصة 124 متراً وعرضها 23 متراً ويبلغ وزنها نحو 800 طن، وهي مصممة لحمل 20 صاروخاً باليستياً نووياً من طراز ر-39. وتعمل الغواصة سييرا بالوقود الصلب، وتحمل ما يقرب من 200 رأس نووي.
هيكلها الخارجي مصنوع من الفولاذ الخفيف وغرف الطوربيد مصنوعة من التيتانيوم، وتصميمها يمكنها من الإبحار تحت الثلوج والبقاء في البحر لمدة 180 يوماً متواصلة. ويتألف الجزء الحربي للغواصة من 10 رؤوس ذاتية التوجيه، وست منظومات طوربيد عيار 533 ملم، و8 منظومات دفاع جوي.
وتتميز هذه الفئة بأنها أكثر هدوءاً من باقي الغواصات السوفييتية وبها غرفة إنقاذ سرية قادرة على حمل 90 شخصاً. وتعمل غواصات أكولا ضمن أسطول الشمال والمحيط الهادئ، وهناك غواصة منها تم تأجيرها للهند منذ عام 2012.
التقسيم النووي للغواصات
من قائمة أكبر 10 غواصات في العالم، توجد 3 فقط ضمن قائمة أفضل 5 غواصات نووية حول العالم، وتتصدر هذه القائمة الغواصات الروسية فئة بوري، بينما تأتي في المرتبة الثالثة الغواصات البريطانية فانغارد.
أما الغواصات الأمريكية فلها مركزان في هذه القائمة: الثاني وتشغله الغواصات النووية فئة فيرجينيا والمركز الخامس الذي تشغله الغواصات المرعبة فئة أوهايو، أما فرنسا فتحتل غواصاتها النووية فئة سوفرين المركز الرابع، بحسب تقرير لموقع فيربيد المختص بالتسليح.