حرية – (23/3/2024)
اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم السبت، إنّ “الفلسطينيين من أطفال ونساء ورجال يعيشون كابوسا لا ينتهي”، فيما تقترب الحرب بين إسرائيل وحركة “حماس” من شهرها السادس.
وقال غوتيريش، أثناء زيارته معبر رفح المصري الحدودي مع غزة، إنّه أتى “حاملا أصوات الغالبية العظمى من دول العالم التي سئمت مما يحدث” في القطاع الفلسطيني، حيث “هدمت المنازل وقضت عائلات وأجيال بأكملها في ظل مجاعة تحاصر السكان”.
وأضاف أنّ توقف شاحنات الإغاثة المحتجزة على الجانب المصري من الحدود مع غزة، حيث يعاني السكان من الجوع، في صف طويل “تصرف مثير للغضب”.
وشدد غوتيريش على أنّ الوقت حان كي تقدم إسرائيل “التزاما صارما” بإدخال السلع الإنسانية إلى جميع أنحاء غزة من دون قيود.
وأكد أنّ الأمم المتحدة ستواصل العمل مع مصر “لتسهيل” تدفق المساعدات إلى غزة.
ودعا المسؤول الأممي أيضاً إلى إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى “حماس”.
وزار الأمين العام للأمم المتحدة الحدود المصرية مع غزة اليوم لتجديد المناشدات من أجل وقف إطلاق النار في الحرب الدائرة بين إسرائيل و”حماس” منذ أكثر من خمسة أشهر والتي ألحقت دمارا هائلا بقطاع غزة.
وتأتي زيارته في الوقت الذي تهدد فيه إسرائيل بشن عملية عسكرية كبيرة في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، على الحدود مع مصر، رغم مناشدات دولية للحيلولة دون القيام بمثل هذا الهجوم.
ويلوذ غالبية سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة بمحيط رفح. وعلى الرغم من أن الظروف أسوأ في شمال القطاع، فإن محنة المدنيين في جميع أنحاء القطاع تفاقمت بشكل حاد في ظل استمرار الصراع.
ووصل غوتيريش إلى العريش في شمال سيناء بمصر اليوم، حيث يتم تسليم وتخزين الكثير من مساعدات الإغاثة الدولية لغزة، والجانب المصري من معبر رفح، أحد نقاط دخول المساعدات.
وكان في استقباله محمد شوشة محافظ شمال سيناء الذي قال إن نحو سبعة آلاف شاحنة في انتظار توصيل المساعدات إلى غزة، لكن إجراءات التفتيش التي تطلبها إسرائيل تعوق تدفق المساعدات وفقا لبيان أصدره مكتبه.
ومن المتوقع أن يزور غوتيريش مستشفى في العريش حيث حيث يتلقى الفلسطينيون الذين تم إجلاؤهم من غزة العلاج، ويلتقي بموظفي الإغاثة التابعين للأمم المتحدة عند الجانب المصري من معبر رفح.
ومع تلاشي الآمال في التوصل إلى هدنة خلال شهر رمضان وتزايد الوضع الإنساني في غزة سوءا، تسعى الولايات المتحدة ودول أخرى إلى استخدام عمليات الإسقاط الجوي والسفن لتوصيل المزيد من مواد الإغاثة.
لكن الوكالات الإنسانية تقول إنه لم تدخل غزة سوى خُمس كمية الإمدادات المطلوبة تقريبا، وأوضحت أن الطريقة الوحيدة لتلبية الاحتياجات في القطاع الساحلي هي تسريع عمليات التسليم عن طريق البر.
وأبقت إسرائيل، التي تعهدت بالقضاء على “حماس” وتخشى أن تقوم الحركة الفلسطينية بتحويل مسار المساعدات، جميع معابرها البرية إلى القطاع مغلقة باستثناء معبر واحد. وفتحت معبر كرم أبو سالم القريب من رفح في نهاية كانون الأول (ديسمبر) وتنفي اتهامات مصر ووكالات إغاثة تابعة للأمم المتحدة بأنها تعطل شحنات المساعدات الإنسانية.
وفي الأسبوع الماضي، حذر التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي الخاص بمراقبة الجوع عالميا من أن المجاعة وشيكة في شمال غزة وقد تمتد إلى أجزاء أخرى من القطاع إذا لم يتم الاتفاق على وقف إطلاق النار.
وأدت الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة إلى مقتل أكثر من 32 ألف شخص، الكثير منهم من النساء والأطفال، وفقا للسلطات الصحية المحلية.
وبالإضافة إلى مصر، يزور غوتيريش الأردن في إطار “جولة تضامن” سنوية لدول مسلمة خلال شهر رمضان. وكان غوتيريش قد قام بزيارة إلى الحدود المصرية مع غزة بعد وقت قصير من اندلاع الحرب.
وأثناء وجوده في القاهرة، من المقرر أن يتناول الإفطار مع لاجئين من السودان، حيث أدت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية إلى نزوح ما يقرب من 8.5 مليون شخص، ودفعت قطاعات من السكان نحو الجوع الشديد، وأدت إلى موجات من القتل لأسباب عرقية في دارفور.