حرية – (3/4/2024)
اعتبر رئيس مجلس إدارة شركة العاصمة الإدارية الجديدة في مصر، أداء الرئيس عبد الفتاح السيسي اليمين الدستورية لفترة رئاسية ثالثة، من مقر مجلس النواب الجديد، بمثابة الافتتاح الرسمي للمرحلة الأولى لـ”العاصمة الإدارية”.
وأدّى السيسي، الثلاثاء، اليمين الدستورية، رئيساً للبلاد لست سنوات مقبلة في ولاية جديدة، بالعاصمة الإدارية الجديدة، شرق القاهرة، بعد فوزه بنسبة 89.6% في الانتخابات التي أجريت نهاية العام الماضي، معرباً عن شكره للشعب المصري، على “تجديد الثقة لتحمل مسؤولية قيادة وطننا العظيم، واستكمال مسيرة بناء الوطن، وتحقيق تطلعات الأمة المصرية العظيمة في بناء دولة حديثة ديمقراطية”.
وينص الدستور المصري على أن القاهرة هي العاصمة الرسمية لمصر والمقر الرسمي للرئاسة والحكومة وانعقاد البرلمان بغرفتيه والمحكمة الدستورية العليا. وأصدر الرئيس المصري في يوليو 2022 قراراً بتعديل حدود محافظة القاهرة لتشمل العاصمة الإدارية الجديدة.
وقال رئيس مجلس إدارة شركة العاصمة الإدارية للتنمية العمرانية، وهي الشركة المشرفة على تنفيذ المشروع، خالد عباس، في تصريحات لـ”الشرق”، إن أداء الرئيس اليمين الدستورية في مقر مجلس النواب الجديد، بمثابة الافتتاح الرسمي للعاصمة الجديدة، مشيراً إلى أن الرئيس سينتقل بعدها إلى المكتب الرئاسي في العاصمة، ويبدأ مع هذه الخطوة الانتقال الرسمي لأجهزة الدولة بالكامل للعمل من هناك.
واعتبر عباس أن ما تحقق من تقدم خلال السنوات الماضية، أثبت أن “العاصمة الإدارية لم تكن وهماً كما وصفها البعض، بل حلم تحقق بالفعل، ولو لم نبدأ وتأخرنا في التنفيذ حتى الآن كنا سنواجه صعوبات كبيرة في ظل ارتفاع أسعار الخامات”.
وتبلغ مساحة مجلس النواب الجديد داخل الحي الحكومي حوالي 26 فداناً (أي ما يعادل 108,659 م2)، ويضم مبان خدمية عدة، إلى جانب قاعة المجلس التي تتسع لنحو 1000 نائب، وتضم شرفتين تتسع كل منهما لحوالي 230 – 260 مقعداً.
ويتكون المبنى الرئيسي لمجلس النواب من قبو ودور أرضي و8 أدوار متكررة تتوسطها قاعة المجلس، وتشمل القبة الوسطى على ارتفاع 35 متراً، تعلوها قبة تظهر من خارج المبنى، وهي قبة مصنوعة من قطاعات حديد ومغطاة بخرسانة وألياف زجاجية GRC، ويعلوها سارية علم بارتفاع 14 متراً ليصل ارتفاع أعلى نقطة بالمبنى إلى 75 متراً.
العاصمة الإدارية
وتقع العاصمة الإدارية شرق القاهرة، في المنطقة الواقعة بين طريقي “القاهرة – السويس”، و”القاهرة – العين السخنة”، وتبعد نحو 60 كيلومتراً من السويس والعين السخنة، وأيضاً 60 كيلو متراً عن قلب القاهرة. وتم الإعلان عنها عام 2015، ووضع السيسي حجر الأساس في أكتوبر عام 2017.
وتقدر المساحة الإجمالية للعاصمة الجديدة بـ170 ألف فدان، ويتوقع أن يبلغ عدد سكانها 6.5 مليون نسمة، على أن توفر مليونَي فرصة عمل.
وتشمل العاصمة مقار حكومية ذكية ومناطق سكنية متعددة لكل شرائح المجتمع، منها إسكان اجتماعي، ومقر الحكم، ومدينة طبية عالمية، ومدينة رياضية، وقرية ذكية، وقاعات للمؤتمرات الدولية، ومدينة معارض ضخمة، ومناطق للمال والأعمال وطرق حضارية بعرض 120 متراً، ومحور أخضر بمساحة 7200 فدان بعرض 300 كيلو متر مربع.
المرحلة الأولى
وتبلغ مساحة المرحلة الأولى من العاصمة الإدارية نحو 40 ألف فدان من إجمالي المساحة، وتضم برجاً من 70 طابقاً “البرج الأيقوني”، والذي يعد الأطول في قارة إفريقيا، ودار أوبرا تضم خمس قاعات، فضلاً عن مسجد الفتاح العليم، والذي يعد من أكبر المساجد حول العالم، وكاتدرائية هي الأكبر في الشرق الأوسط، وتبلغ الكلفة التقديرية لهذه المرحلة حوالي 45 مليار دولار، بحسب الحكومية المصرية.
ومن المتوقع أن يبلغ عدد سكان المرحلتين الأولى والثانية 1.5 مليون نسمة، وتبلغ المساحة المخططة لكل منها 40 ألف فدان (168 كيلومتراً مربعاً)، ومن المقرر بدء أعمال الإنشاءات في المرحلة الثانية في وقت لاحق من العام الحالي والانتهاء منها في 2027.
وأوضح رئيس مجلس إدارة شركة العاصمة الإدارية للتنمية العمرانية، أن الشركة نفذت ما يصل إلى 100 ألف وحدة سكنية، واستقبلت 1200 أسرة، حتى بداية عام 2024، لافتاً إلى أن الشركة تستعد لتعيين استشاري لوضع المخطط الرئيسي للمراحل الثانية والثالثة والرابعة للمدينة.
وذكر خالد عباس أن الشركة أنفقت 16 مليار دولار على أعمال البنية التحتية والمباني، ضمن المرحلة الأولى حتى يناير الماضي.
“تدشين سياسي”
ومن المتوقع أن تنتقل كل المقار الرئيسية الحكومية إلى العاصمة الإدارية خلال الفترة المقبلة، إذ بدأ عدد كبير منها تنفيذ الانتقال التدريجي، منذ منتصف العام الماضي، حيث انتقلت نحو 100 جهة حكومية، بينها 30 وزارة، لممارسة أعمالها بالحي الحكومي، وفق أرقام حكومية مصرية، أشارت أيضاً إلى “انتقال نحو 50 ألف موظف وعامل” إلى العاصمة الإدارية.
وبحسب مصدر حكومي مصري تحدث لـ”الشرق”، فإن 90% من الوزارات المصرية انتقلت إلى العمل بشكل كامل من العاصمة الإدارية، فيما عدا وزارة الداخلية التي تعمل من مقر أكاديمية الشرطة القريب من العاصمة، مشيراً إلى أن أكثر من 50 ألف موظف انتقلوا إلى المقار الجديدة لمؤسسات الدولة بالحي الحكومي في العاصمة الجديدة.
وشهدت العاصمة الإدارية أحداثاً وفعاليات متنوعة، من بينها “قمة القاهرة للسلام” التي استضافتها أكتوبر الماضي، والتي عدّها مراقبون بمثابة “تدشين سياسي للعاصمة الجديدة”، إلى جانب بطولة كرة قدم حملت اسم “بطولة العاصمة الإدارية”، والتي شارك فيها منتخبات مصر ونيوزيلندا وتونس وكرواتيا، وأقيمت خلال مارس الجاري.
7 أهداف من إنشاء العاصمة الجديدة
وتسعى الحكومة المصرية إلى تحقيق 7 أهداف من إنشاء العاصمة الجديدة، وفقاً لما ذكرته وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، على موقعها الإلكتروني، وهي كالتالي:
مدينة خضراء: يبلغ نصيب الفرد من المسطحات الخضراء والمفتوحة المعايير العالمية لجودة الحياة، (15متراً مربعاً لكل فرد).
مدينة مستدامة: تستخدم محددات الاستدامة في الطاقة وتدوير المياه والمخلفات، وتغطى 70% من أسطح المباني بوحدات الطاقة الشمية.
مدينة للمشاة: تتواصل أحياء المدينة من خلال شبكة ممرات للمشارة والدراجات، وتُخصص 40% من شبكة الطرق بها لهذا الأمر.
مدينة للسكن والحياة: حيث تخصص نسبة 35% للإسكان عالي الكثافة، و50% للإسكان متوسط الكثافة، و15% للإسكان منخفض الكثافة، و30% من مساحة المدينة مخصص للسكن والحياة بواقع (1.5 مليون وحدة سكنية).
مدينة متصلة: يراعى بها تدرج جميع شبكات النقل والمواصلات.
مدينة ذكية: تقدم جميع خدمات المدينة إلكترونيا، كما تغطي المدينة شبكة المعلومات العالمية.
مدينة الأعمال: مركز للمال والأعمال يخدم إقليم القاهرة الكبرى وإقليم قناة السويس، حيث تخصص 30% من المدينة لخدمة قطاع الأعمال والمال.
الحي الحكومي والنهر الأخضر
كما تضم العاصمة عدداً من المشروعات الكبرى، أبرزها: (الحي الحكومي، والنهر الأخضر والواحة، ومنطقة المال والأعمال، ومدينة الفنون والثقافة، والحي الحكومي الذي يضم مجمع الوزارات، ومنطقة المستثمرين، والحي الدبلوماسي المعروف باسم “حي السفارات”.
ويقع الحي الحكومي على مساحة ٣٦٠ فداناً، ويضم مبنى مجلس الوزراء، إضافة إلى 34 مبنى للوزارات المختلفة، إلى جانب مقري مجلسي النواب والشيوخ، ومقر الرقابة الإدارية والمركز الثقافي الإسلامي، كما يُقسّم الحي الحكومي لـ10 مجمعات وزارية.
فيما يقام حي المال والأعمال، على مساحة 170 فداناً، ويتكون من 19 برجاً إدارياً وسكنياً وفندقياً، إضافة إلى البرج الأيقوني، ويشمل الحي مدارس ومطاعم ومستشفى واستخداماً مختلطاً.
ويقام الحي السكني الثالث على مساحة 1016 فداناً، ويشمل عدد 697 عمارة سكنية و328 فيلا و157 تاون هاوس و73 مبنى سكنياً مختلط.
ويقام الحي السكني الخامس، على مساحة 885 فداناً، ويشمل عدد 295 عمارة سكنية و105 فيلات و175 تاون هاوس وتوين هاوس و96 عمارة إسكان مختلطة.
ويتكون النهر الأخضر من 692 فدان مساحات خضراء، وبحيرات وملاعب وممرات للدراجات ومجمعات مطاعم ومناطق ترفيهية و288 فدان مشروعات استثمارية مستقبلية.
مسجد مصر (المركز الثقافي الإسلامي)
تبلغ مساحة المسجد 19.100 متر مربع ويحتوي على 3 مداخل رئيسية يعلوها قبب إسلامية بالإضافة إلى مدخل خدمي رابع، كما يتكون المسجد من صحن الصلاة بمساحة 9600 متر مربع، ويسع 12000 مصلٍّ.
كما يعلوه قبة إسلامية رئيسية بقطر داخلي 29.5 متر، و6 قاعات تبلغ مساحة القاعة الواحدة 350 م2 وتعلو كل منها قبة إسلامية، كما أن للمسجد فراغات خدمية مختلفة. حيث يبلغ عدد المصلين بالساحة العلوية: 40 ألف مصلٍّ، ويبلغ عدد المصلين بالساحة السفلية: 55 ألف مصلٍّ، ويبلغ إجمالي عدد المصلين 107 آلاف مصلٍّ.
وترتفع المأذنتان حوالى 140 متراً عن سطح الساحة العلوية، وتبلغ المساحة الكلية للواحدة 1600 متر مربع، وفقاً لما جاء في موقع شركة المقاولون العرب المنفذة للمشروع.
دار الأوبرا الجديدة ومدينة الفنون والثقافة
وتعد دار الأوبرا الجديدة الأكبر في الشرق الأوسط، حيث تضم قاعة رئيسية تصل سعتها إلى 3500 فرد، مقامة وفقاً لأحدث التقنيات الهندسية من إضاءات تخصصية وأنظمة صوتية، إلى جانب مسرح للموسيقى تصل سعته إلى 1300 فرد، مؤهل وفقاً للمعايير الدولية لاستقبال الحفلات الموسيقية العالمية، بجانب مسرح للدراما والأداء الحركي يتسع لـ700 فرد.
ساري العلم
يعد أطول ساري علم في العالم، ويبلغ ارتفاعه 207.8 متراً، ويقع في ساحة الشعب، ويتضمن مدرجات تسع 1300 فرد.