حرية – 11/5/2024 – دبي
محمود شبر
“كلما جئت هنا لانشر صورة يسألني الفيس بوك بما تفكر”
الى/ ………..
م/ الشعب بحاجة الى متحف
تحية طيبة
بما تفكر؟
“اطمئنك يا عزيزي الفيس بوك كما اطمئن اهلي وكل من يسأل عني انني اعتزلت التفكير
إذ رأيت ان لاجدوى من التفكير. فكل الذي يحصل هو فعل واقع سواء كنت اتحاشى حصوله او انتظره”.
اعود للصورة التي التقطتها هذا اليوم قبل صلاة الجمعة ( حسب توقيت غرينتش) . وكان بظهري هذا المبنى العظيم ( متحف المستقبل) في المدينة العظيمة كما احب ان اسميها ، الذي يحتوي على اجهزة واشياء تعنى بالمستقبل ، وبالتاكيد نحن بالعراق لانحتاج لهكذا مبنى حضاري لاننا والمستقبل على خصومة كبرى منذ عقود.
في العراق العظيم و اقول عظيم لان هذه الصفة تكاد تكون معبرة عنه بشكل واقعي، فهو عظيم بكل شيء من تاريخه الى كل مصائبه التي جادت علينا ان يكون كل واحد منا تحت نجمة.
في هذا البلد وفي كل شبر من ارضيه هناك اثر مهم، وتاريخ يصلح ان يكون له بدل المتحف عشر متاحف.
ونحن نكتفي بواحد في منطقة العلاوي كلما نويت زيارته ابلغوني انه مغلق.
وبعيدا عن الاثار التي لا اريد الحديث عنها كثيرا لانني اعرف مسبقا ان كل هذا الذي اكتبه لاقيمة له فنحن في زمن المزايدات والتسفيه. اقترح و ( اعلم مسبقا ان الجميع سيقولون ان حسابه قد تهكر ، او انه لم ينم جيداً ليلة امس) بناء متحف خاص بالتشكيل العراقي منذ التاسيس والى هذه اللحظة.
هذا المتحف يكون هيئة مستقلة مرتبطة برئاسة الحكومة ويشرف عليه مختصين بالفنون ولا بأس الاستعانة بالمستشارين والخبراء الذي لهم تاريخ بهذا المجال.
الموضوع ليس صعبا على دولة واردها الشهري من البترول يعادل ميزانية سنوية لخمس دول مجاورة. سيكون انعطافاً حقيقياً في بناء الثقافة العراقية التي بدت تترنح منذ تسعينات الحصار المشؤوم وحتى الفينات المحتوى الهابط و فضائع التجهيل والتهميش.
متحف بمبنى يصمم من قبل شركات ومكاتب هندسية مختصة . ومقتنيات فخمة ويلحق به صالات لمؤتمرات ثقافية وندوات تعنى بالفن والادب والشعر وربما المسرح وربما دار اوبرا مع مقتربات خدمية وترفيهية لتصبح لدينا قرية ثقافية تكون الرئة التي يتنفس منها الشعب جرعات الجمال.
هذا الحلم يحتاج الى قرار فقط.
(انتهى)
شوبر / المدينة العظيمة / ذي القعدة / 1445