حرية – (18/5/2024)
كان من المفترض أن يكون موقع “أشلي ماديسون” Ashley Madison الملاذ الأكثر سرية للراغبين في خيانة شركائهم والدخول في موقع “أشلي ماديسون” الذي يسهل العلاقات الغرامية للمرتبطين تحول لموضوع وثائقي على “نتفليكس” وتحديداً حادثة اختراقه عام 2015 التي أدت إلى تدمير سمعة كثير من الأشخاص وانتحار بعضهم، ولكن في يوليو (تموز) 2015 تحول هذا الملاذ الآمن إلى كابوس حقيقي لملايين المستخدمين حول العالم.
وفي ذلك الصيف استهدف المتسللون موقع “أشلي ماديسون”، وهو موقع مواعدة للأشخاص المتزوجين أو الشركاء الذين يرغبون في إقامة علاقة غرامية، وقاموا بنشر المعلومات الشخصية لنحو 37 مليون مستخدم، ولقد دمر هذا الاختراق عدداً لا يحصى من العلاقات وسمعة الأشخاص، وربما يكون مرتبطاً بحالات انتحار عدة.
وحالياً تعرض “نتفليكس” فيلماً وثائقياً من إنتاجها يتناول هذه الحادثة بعنوان “أشلي ماديسون: علاقات غرامية وأكاذيب وفضيحة” “Ashley Madison: Sex, Lies & Scandal”، ويكشف الفيلم عن مزيد من التفاصيل حول هذا الاختراق المدمر، وبدأ عرضه الأربعاء الماضي.
وقبل أن تشاهدوا الوثائقي الذي طال انتظاره إليك كل ما تحتاج لمعرفته حول فضيحة اختراق موقع “أشلي ماديسون”.
ما هو موقع “أشلي ماديسون”؟
“آشلي ماديسون” هو موقع مواعدة كندي تأسس عام 2002، وكان يستهدف الأشخاص المرتبطين والراغبين في الدخول بعلاقات غرامية.
كان شعار الشركة “الحياة قصيرة… عش علاقة غرامية”.
وذكرت “اندبندنت” سابقاً أن 86 في المئة من مستخدمي الموقع كانوا من الرجال، وكانت مدينة ساو باولو تضم أكبر عدد من المستخدمين المسجلين من أي مدينة أخرى، وأن الموقع يستخدم بشكل أساس من قبل الرجال الأثرياء وذوي النفوذ، وقبل حادثة التسريب بلغ عدد المستخدمين، وفقاً للموقع نفسه، 37 مليون شخص.
وبعد حادثة تسريب المعلومات عام 2015 تبين أن ثلاثة فقط من بين كل 10 آلاف حساب يدعي أنه لامرأة كان يديره شخص حقيقي، في حين زعم الموقع أن أكثر من 5 ملايين امرأة يستخدمن منصته.
ملايين المتضررين من عملية اختراق عام 2015
وفي يوليو 2015 قام مخترق مجهول أو مجموعة من المخترقين الذين أطلقوا على أنفسهم اسم “فريق التأثير” أو “Impact Team” بالحصول على بيانات شخصية لملايين المستخدمين، وفي أغسطس (آب) من العام نفسه قاموا بتسريب الأسماء وكلمات المرور وحسابات البريد الإلكتروني والتفضيلات الشخصية لأكثر من 30 مليون مستخدم.
وكان مالك الموقع نويل بيدرمان من بين الذين استهدفهم الاختراق، إذ كشفت رسائله الإلكترونية المسربة أنه كان غالباً ما يبحث عن مرافقات شابات، وفقاً لتقرير صحيفة “غارديان”.
وكشف ريك توماس، أحد مستخدمي الموقع في عام 2017 أنه كان من ضمن من سُربت بياناتهم إذ سجل في الموقع قبل أسبوعين فقط من حادثة الاختراق، وفقاً لما ذكرته “اندبندنت” في وقت سابق، وكان عمره 56 عاماً عندما انضم إلى الموقع ومضى على زواجه 19 عاماً، وذكر أنه تعرض للابتزاز على يد شخص مجهول يطلق على نفسه اسم “مستر X”.
وقام “مستر X” بابتزاز السيد توماس مهدداً إياه بكشف سره لزوجته إذا لم يدفع له 1000 دولار، وبدلاً من الخضوع للتهديد قرر السيد توماس أن يصارح زوجته بحقيقة الأمر ووجد منها الصفح، بحسب قوله، ولكن هناك من انتهى بهم المطاف بطريقة مختلفة.
ففي نيو أورلينز انتحر القس المحلي جون جيبسون بعد أيام قليلة من حادثة الاختراق حيث كشف عن استخدامه الموقع، وقالت زوجته لشبكة “سي إن إن” عام 2015 إنه ذكر موقع المواعدة في رسالة تركها قبل وفاته.
وفي الوقت نفسه أعلنت شرطة تورونتو في أغسطس 2015 عن وجود صلة محتملة بين حادثتي انتحار في الأقل وعملية الاختراق.
كما تورط كثير من المشاهير في عملية الاختراق، بما في ذلك نجم تلفزيون الواقع جوش دوغار الذي دين لاحقاً عام 2021 بتهم تتعلق باستغلال الأطفال في المواد الإباحية.
وكشف تحقيق أجرته وكالة “أسوشيتد برس” أن مئات الموظفين الحكوميين الأميركيين، بما في ذلك العاملين في البيت الأبيض والكونغرس ووكالات إنفاذ القانون، قد قاموا بالدخول إلى الموقع أثناء أدائهم وظائفهم.
وأشارت تقارير أخرى عام 2015 إلى أن مسؤولين في الحكومة البريطانية والأمم المتحدة وحتى الـ “فاتيكان” استخدموا الموقع.
ماذا حل بالموقع؟
ولا يزال موقع “أشلي ماديسون” موجوداً حتى اليوم، لكنه شهد تغييرات كبيرة عقب عملية الاختراق، إذ استقال السيد بيدرمان الذي تولى منصب الرئيس التنفيذي للشركة عام 2007 من منصبه بعد فترة وجيزة من الهجوم الإلكتروني، وفي عام 2017 دفعت الشركة 11.2 مليون دولار لتسوية دعوى قضائية جماعية رفعت نيابة عن ملايين المتضررين من تسريب البيانات.
والآن أصبح موقع المواعدة هذا موضوعاً لفيلم وثائقي جديد من إنتاج “نتفليكس” بعنوان Ashley Madison: Sex, Lies and Scandal، وهو متاح للمشاهدة منذ الـ 15 من مايو (أيار) 2024.