حرية – (19/5/2024)
عثر مؤثرو “إنستغرام” على وجهتهم الجديدة، لكن السكان المحليين غير سعداء بذلك، فحديقة “هومالوهيا للنباتات” Hoomaluhia Botanical Garden وهي أكبر حديقة نباتية في جزيرة أواهو في هاواي، تحولت إلى هدف لأولئك الذين يبحثون عن صور جميلة لزيادة عدد متابعيهم على وسائل التواصل الاجتماعي.
صورة لمدخل الحديقة النباتية كانت انتشرت بشكل واسع على موقع “إنستغرام”، ومنذ ذلك الوقت ازداد عدد الأشخاص الذين يزورن المنطقة لالتقاط الصور ومشاركتها على الموقع.
ويقول المسؤولون إن الصور المنتشرة هي السبب وراء ارتفاع عدد الزوار من أقل بقليل من 250 ألف زائر عام 2017 إلى أكثر من 550 ألفاً عام 2022.
ومع ذلك تعرب السلطات المحلية عن مخاوفها من أن عدداً من هؤلاء الزوار انتهكوا القوانين بصورة متكررة وأهملوا تدابير السلامة الأساس في سعيهم إلى الحصول على فرصة التقاط الصور المثالية.
وعلى رغم وجود عدد من لافتات “ممنوع التقاط الصور” و”ممنوع ركن السيارات” المعلقة عند المدخل إلا أن الحشود لا تزال مستمرة.
مديرة “حدائق هونولولو” للنباتات جوشلين ساند قالت لموقع “إس إف غايت” SFGATE [بوابة سان فرانسيسكو] “لا تزال هذه مشكلة كبيرة، إذ يتجاهل الناس اللافتات ويقومون بالتقاط الصور إلى جوار اللافتة مباشرة”.
وتابعت “أن الطريق للدخول [إلى الحديقة] مزدحم للغاية، كما أنه طريق مشترك وضيق جداً، لا يوجد خط سير للدراجات ولا يوجد ممر للمشاة، لذا فأنت تتقاسمه مع سيارتين، وربما عربات الأطفال والمشاة وسائقي الدراجات النارية، لذلك فإن جلسات التصوير لا تتناسب مع تلك المنطقة تماماً”.
وأضافت أن الموضوع تصاعد “بما يكفي ليسبب قلقاً” لدرجة أن بعض الحوادث كادت أن تقع.
وأوضحت أنه “لم يصب أحد على حد علمي، لكن الأمر أصبح أكثر تعقيداً من قبل بالتأكيد”.
وفي الوقت الحالي فإن الدخول إلى حدائق النباتات مجاني ولا يتطلب حجزاً للزيارة، لكن إدارة الحدائق والترفيه في “هونولولو” تدرس تغيير ذلك.
يذكر أن حدائق “هومالوهيا” للنباتات التي تمتد على مساحة 400 فدان بنيت في أوائل الثمانينيات من فيلق المهندسين في الجيش الأميركي لمنع الفيضانات في بلدة كانيوهي في ولاية هاواي.
و”هومالوهيا” تعني “إنشاء مكان للسلام والهدوء” في لغة هاواي، وتحوي الحدائق نباتات ليس فقط من هاواي ولكن أيضاً من بولينيزيا [مجموعة من الجزر في وسط وجنوب المحيط الهادئ] والفيليبين وأفريقيا وماليزيا وأميركا الاستوائية والهند وسريلانكا، وهذه ليست المرة الأولى التي ينتفض فيها السكان المحليون بسبب حشود مستخدمي “إنستغرام”.
خلال العام الماضي اضطرت الحكومة المحلية في بلدة بومفريت الصغيرة بولاية فيرمونت إلى اللجوء إلى تدابير جذرية للحد من الزيادة التي تغذيها وسائل التواصل الاجتماعي في أعداد السياح الذين تسببوا في ازدحامات مرورية أثناء محاولتهم التقاط صور تظهر تساقط أوراق الشجر الخريفي الشهير في الولاية، وانجذب مستخدمو “إنستغرام” في المقام الأول إلى “المزرعة الهادئة الفارغة” “Sleepy Hollow Farm”، وهي منطقة خلابة في البلدة ألهمت صوراً لا حصر لها لأشخاص يقفون على طول ممر تتناثر فيه أوراق الشجر.
وبحسب ما ورد فقد أدت حركة المرور إلى ازدحام عدد من الطرق مثل “طريق كلاودلاين” Cloudland Road، وهو طريق ترابي ذو مناظر ريفية خلابة وأكثر من يستخدمه هم السكان المحليون، ولكن خلال ذروة موسم “النظر إلى الأوراق” في الخريف تسبب السياح والمؤثرون في ازدحام الطريق، وفي ذلك الوقت قال المزارع المحلي مايك دوتن لصحيفة “بوسطن غلوب” Boston Globe إن السياح الذين “ينظرون إلى الأوراق” كانوا يعوقون السلامة العامة للسكان المحليين.
وقال، “لا يمكن لعربة إطفاء أو سيارة إسعاف أن تعبر على هذا الطريق في منتصف موسم تساقط الأوراق، إنه مزدحم للغاية”.
وتعاني الوجهات السياحية الشهيرة في جميع أنحاء العالم تحديات السياحة المفرطة، مما دفع الخبراء إلى حث الزوار ومؤثري السفر على احترام القواعد واللوائح المحلية والالتزام بها، بغض النظر عن مدى رغبتهم في التقاط الصورة المثالية.