حرية – (25/5/2024)
تحتفي تونس بزهرة النسرين، تلك الزهرة ذات الرائحة الفواحة من خلال مهرجان يحمل عنوان “نسري زغوان” تنظمه سنويا جمعية “النسري” بزغوان.
ونظمت الجمعة معرضا للترويج لماء “النسري” كما يلفظه جميع التونسيين وتعرف به محافظة زغوان الواقعة شمال شرقي البلاد.
والنسرين أو النسري هي نبتة بيولوجية من صنف الزهور تنبت في الأراضي المتاخمة لجبل زغوان. لها زهرة تتكوّن من خمس وريقات بيضاء وبتول لونها أصفر.
ويذكر المؤرّخون أنّ هذه النبتة هي أصيلة بجنوب قارة آسيا ومنها انتقلت إلى بلاد الشام ثمّ إلى الأندلس. وتذكر الأسطورة أنّ الأندلسيّين الذّين استقرّوا بزغوان من ضمن من هاجر منهم إلى تونس منذ حوالي 4 قرون اصطحبوا معهم هذه النّبتة لتتوارث الأجيال المتعاقبة زراعتها ويتلازم اسمها مع زغوان.
لذلك فإنّ زراعة النسري وتقطيره هي صنعة توارثتها بعض العائلات المعروفة في زغوان ممّا كان سببا في استمرارها وازدهارها.
ويقوم أهالي محافظة زغوان بقطف هذه الزهرة في ساعات الفجر الأولى لضمان جودة عالية للزيت المستخرج منها والمحافظة على رائحتها الزكية.
صورة لشجرة النسرين بجبال زغوان
وقال أنيس بن سليمان مدير الدورة 38 من المهرجان لـ«العين الإخبارية» إن هذه التظاهرة تهدف إلى تثمين الخصوصيات المحلية بمدينة زغوان والحفاظ على تراثها المادي واللامادي.
وتابع “نسعى إلى تطوير المهرجان من أجل تحويله إلى مهرجان دولي لمزيد من التعريف بالجهة وتطوير القطاع السياحي والثقافي بمحافظة زغوان اعتمادا على مخزونها التراثي والحضاري والطبيعي الثري”.
وأشار إلى أن “زغوان” تشتهر بزراعة زهرة النسرين وتقطيرها واستخراج زيوتها واستعمالها في الطبخ وفي إعداد المواد التجميلية.
وأكد أنه في المجال الغذائي يستعمل ماء النسرين في إعداد الحلويّات التي تشتهر بها محافظة زغوان وهي “كعك الورقة” والذي تعود أصوله للعهد الأندلسي، حيث يتم خلطه بماء النسري.
وزاد “كعك الورقة يُصنع من الطّحين والسكر واللوز المرحي والزبدة ويعطر بماء النّسري، ويكون شكله مدوّرا”.
وأضاف: “هذا الكعك الذي تذكر الأسطورة أنّه الوسيلة التي استعملتها النساء الأندلسيات لإخفاء حليَهن وتهريبه معهنّ إلى تونس بعد هروب المسلمين من ظلم المسيحيين عند سقوط الأندلس وقد ساعدهم في ذلك حسب الأسطورة أيضا كبر حجم الكعك آنذاك”.
صورة لشجرة النسرين بجبال زغوان
من جهة أخرى، قال بن سليمان إنه من المتوقع أن يشهد هذا المهرجان إقبالا كبيرا من الزائرين وهو يعد فرصة لتنشيط الحياة الثقافية والسياحية والاقتصادية والتجارية في المدينة.
وتجدر الإشارة إلى أن مهرجان النسري بزغوان تم تأسيسه سنة 1980، وحافظ على تنظيم دوراته سنويا.
من جهة أخرى، قال بن سليمان إنه من المتوقع أن يشهد هذا المهرجان إقبالا كبيرا من الزائرين وهو يعد فرصة لتنشيط الحياة الثقافية والسياحية والاقتصادية والتجارية في المدينة.
وتجدر الإشارة إلى أن مهرجان النسري بزغوان تم تأسيسه سنة 1980، وحافظ على تنظيم دوراته سنويا.