حرية – (25/5/2024)
أعلنت وزارة الدفاع الأميركية “البنتاجون”، أن الوزير لويد أوستن سيلتقي نظيره الصيني دونج جون في سنغافورة، الأسبوع المقبل، بينما أنهى الجيش الصيني، السبت، مناورات واسعة تستهدف اختبار قدرته على “السيطرة على السلطة” في محيط تايوان المتمتعة بحكم ذاتي.
وسيكون هذا أول اجتماع مباشر بين قائدي الدفاع بأكبر قوتين عسكريتين في العالم، بعد مكالمة هاتفية في أبريل الماضي، إذ من المقرر أن يتحدث وزير الدفاع الأميركي وجهاً لوجه مع نظيره الصيني على هامش حوار شانجريلا، وهو قمة دفاعية سنوية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
ويأتي هذا في الوقت الذي تعمل فيه الولايات المتحدة والصين تدريجياً على تحسين العلاقات، والتي تم تجميدها إلى حد كبير منذ الزيارة المثيرة للجدل التي قامت بها رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي في عام 2022 إلى تايوان، والتي أدت إلى قيام الصين بوقف معظم الاتصالات العسكرية بين الجيشين مؤقتاً.
كما يأتي أيضاً في الوقت الذي انخرطت فيه الصين في تدريبات عسكرية حول تايوان، مما أدى إلى قيام الجزيرة بدفع طائراتها ووضع الوحدات الصاروخية والبحرية والبرية في حالة تأهب، الخميس الماضي.
وأطلقت الصين هذه التدريبات بعد أيام على تنصيب الرئيس الجديد لتايوان لاي تشينج تي، والذي دعا بكين في خطاب تسليم السلطة بوقف ترهيبها العسكري ضد الجزيرة، ورفضت الصين تصريحاته، ووصفتها بأنها تدعو إلى الانفصال.
وبينما لم يقدم البنتاجون مزيداً من التفاصيل بشأن الاجتماع المقبل مع الصين، إلا أنه قال إن رحلة أوستن إلى سنغافورة وكمبوديا “تأتي في الوقت الذي تواصل فيه وزارة الدفاع تعزيز علاقات الولايات المتحدة مع الحلفاء والشركاء لدعم رؤية إقليمية مشتركة للسلام والاستقرار”.
وتحظى تايوان التي تُطالب بكين بالسيادة عليها، بدعم عسكري من الولايات المتحدة التي تُعارض أي تغيير بالقوة في وضعها، دون أن تدعو إلى استقلالها.
واتهمت الصين، الجمعة، الرئيس التايواني الجديد بدفع الجزيرة نحو “حرب”، بينما حاصرت سفن حربية ومقاتلات صينية الجزيرة في إطار التدريبات العسكرية التي حملت اسم “السيف المشترك-2024A”.
ودعت واشنطن، بكين، إلى “ضبط النفس”، قائلة إن “الصين يجب ألا تستخدم الانتقال السياسي في تايوان ذريعة أو سبباً لاتخاذ إجراءات استفزازية وقسرية”.
“ترقب شديد”
ويعتبر الاجتماع بين أوستن ودونج جون، موضع ترقب شديد منذ محادثتهما الهاتفية في أبريل، والتي شكلت أول تبادل بين وزيرَي دفاع البلدين منذ نحو 18 شهراً.
وكانت وزارة الدفاع الأميركية، أعلنت في يونيو 2023، رفض بكين، دعوة أميركية لعقد لقاء بين وزيري الدفاع الأميركي والصيني على هامش قمة دفاعية في سنغافورة.
وذكر المتحدث باسم البنتاجون، بات رايدر، في بيان، أن الصين أبلغت الولايات المتحدة رفضها الدعوة الموجهة من قبلهم، لعقد لقاء في سنغافورة بين أوستن ووزير الدفاع الصيني في حينها لي شانج فو، قبل إقالته وتعيين دونج جون وزيراً جديداً للدفاع.
من جهتها، اكتفت بكين بالقول على لسان متحدثة باسمها، إن “الولايات المتحدة تعرف جلياً سبب الصعوبات الموجودة حالياً في الاتصالات العسكرية”.
وعززت واشنطن في عهد الرئيس الحالي جو بايدن قنوات الاتصال مع بكين، في محاولة لتخفيف التوتر بين البلدين، إذ توجه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى بكين وشنغهاي، الشهر الماضي، في زيارة رسمية.
في المقابل، قرر الرئيس الصيني شي جين بينج في نوفمبر الماضي، استئناف الحوار العسكري الرفيع المستوى خلال اجتماع له مع بايدن في كاليفورنيا.
وسيتوجه أوستن إلى كمبوديا، الأسبوع المقبل؛ لإجراء محادثات مع وزراء دفاع رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، قبل أن ينهي رحلته في فرنسا، حيث ينضم إلى بايدن للاحتفال بالذكرى الـ80 لإنزال نورماندي في الحرب العالمية الثانية.
تحذير صيني
وحذرت الصين، الجمعة، من سيناريو الحرب؛ بسبب تصريحات الرئيس التايواني الجديد، وقالت إنها ستكثف إجراءاتها المضادة حتى يتم تحقيق “إعادة التوحيد الكامل”.