حرية – (27/5/2024)
قالت صحيفة الغارديان البريطانية، الإثنين 27 مايو/أيار 2024، إن مظاهر الوحدة في إسرائيل تتلاشى مع اقتراب الحرب في غزة من الشهر التاسع وانهيار محادثات وقف إطلاق النار.
ورصدت الصحيفة البريطانية انخفاض المعنويات في المجتمع الإسرائيلي مع انهيار محادثات إطلاق سراح الرهائن، واعتقاد المزيد بأن تحقيق “النصر الكامل” على حماس أمر مستحيل.
ففي حين كانت استطلاعات الرأي قد أشارت في أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى أن 70% من الإسرائيليين يعتقدون أن البلاد يجب أن تقاتل حتى يتم “القضاء على حماس”، فقد وجد استطلاع أجراه معهد “ميدغام” الإسرائيلي في مايو/أيار الجاري، أن 62% يعتقدون الآن أن تحقيق “النصر الكامل” في غزة أمر مستحيل.
دعوة للتمرد
وقبل يومين، انتشر مقطع لجندي إسرائيلي ملثم يدعو إلى التمرد على رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي ووزير الدفاع الإسرائيلي، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية.
وفي الفيديو الذي نشره على تليغرام قال الجندي: “لن نستمع إلا لرئيس الوزراء”، بينما أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي ووزارة الدفاع فتح تحقيق في الواقعة.
كما أعلن الجندي في الفيديو: “رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، هذا الفيديو لك، نحن جنود الاحتياط لا ننوي تسليم المفاتيح لأي سلطة فلسطينية”.
وقالت الغارديان إنه في مجتمع إسرائيل شديد الاستقطاب، والمنقسم على أسس عرقية ودينية وسياسية، من المفترض أن يكون الجيش جهة تعمل على توحيد البلاد. ولكن مع اقتراب الحرب ضد حماس من شهرها التاسع تلاشت الوحدة الوطنية التي ظهرت في أعقاب طوفان الأقصى.
وقد أعرب مواطنون إسرائيليون عن أسفهم لحالة الانقسام التي يشهدها المجتمع الإسرائيلي.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن سمحا (45 عاماً) قوله: “نحن مجتمع منقسم سياسياً، وللأسف، أعتقد أننا منقسمون بشدة حول الأمور الأكثر أهمية.”
وأضاف سمحا: “عندما يتعلق الأمر بالحرب والمشاكل في الشرق الأوسط، فإننا منقسمون حول كيفية حلها.. ولا أعرف إذا كان هناك حل أصلاً”.
وقال يفرات (67 عاماً): “هناك كراهية وعدوان من جميع الجهات. لا أعرف كيف يمكننا أن نعود معاً بعد هذا. لست متأكداً من أنه سيكون هناك نصر في الحرب على الإطلاق”.
انخفاض الروح المعنوية
ورأت الغارديان أنه كلما طال أمد الحرب، دون أي خطة ملموسة لليوم التالي، انخفضت الروح المعنوية. وقد انهارت مراراً وتكراراً المحادثات الرامية إلى إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، في حين ما زالت الرشقات الصاروخية التي تطلقها حماس وحزب الله اللبناني يعطلان الحياة اليومية في إسرائيل.
ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية عن رئيس بلدية كريات شمونة قوله إن 40% من سكان المناطق الشمالية لا ينوون العودة، متوقعاً ارتفاع النسبة مع كل يوم يمر دون تغيير.
وعلى مدار شهور، تشهد شوارع تل أبيب مظاهرات في أنحاء إسرائيل، يطالب فيها المتظاهرون بالتوصل إلى صفقة رهائن فورية وإجراء انتخابات مبكرة.
وقالت شوشانا (55 عاماً) إنها لا تحب نتنياهو، وهو رأي يشاركها فيه 71% من الجمهور، وفقاً لاستطلاعات الرأي التي نشرت الشهر الماضي، والذين يعتقدون أنه يجب أن يستقيل على الفور أو مباشرة بعد انتهاء الحرب.
فيما يعتبر رئيس الوزراء الذي يحكم البلاد منذ فترة طويلة أن البقاء في منصبه هو أفضل فرصة له للتغلب على تهم الفساد، وهو ما ينفيه. فهو رهينة لشركائه في الائتلاف اليميني المتطرف، الذين يقولون إنهم سيسقطون حكومته إذا تم تقديم تنازلات في الحرب ضد حماس، حسبما ذكرت “الغارديان”.
عزلة دولية
ولم يقتصر الأمر على تأثير الحرب على الداخل الإسرائيلي، حيث تتزايد عزلة إسرائيل دولياً في ظل الضغوط التي تتعرض لها أمام المحافل الدولية.
قبل يومين، أصدرت محكمة العدل الدولية قراراً بوقف الهجوم الإسرائيلي على رفح بأغلبية 13 صوتاً في خطوة من المرجح أن تدفع إلى بذل جهود أخرى لإصدار قرار في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار، وسيتم الضغط على إدارة بايدن حتى لا تستخدم حق النقض ضد قرار جديد، بحسب ما ذكره موقع أكسيوس الأمريكي.
فيما قال مدعي عام محكمة الجنايات الدولية الأسبوع الماضي إنه قدم طلباً لإصدار أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت.
كما أعلنت ثلاث دول أوروبية، أيرلندا والنرويج وإسبانيا، رسمياً اعترافها بالدولة الفلسطينية.
وقد رحبت الكتلة اليهودية الصغيرة المناهضة للاحتلال والحرب في إسرائيل بالتطورات الدولية التي حدثت هذا الأسبوع في معظمها.
وقالت منظمة حقوق الإنسان “بتسيلم” في بيان لها: “إن عصر الإفلات من العقاب بالنسبة لصناع القرار الإسرائيليين قد انتهى”.