حرية – (28/5/2024)
تقع ساموا في المنطقة البولينيزية للمحيط الهادئ، وتتكون من الجزيرتين الرئيسيتين أوبولو وسافاي، والعديد من الجزر الصغيرة الأخرى، وأكثر من 80 في المئة من أراضيها ملكية عرفية للقرى بينما الباقي إما ملكية حرة أو مملوكة للحكومة.
ومثل العديد من البلدان التي لديها هوية أصيلة لدى جزر ساموا لغة لم تسمع بها من قبل في حياتك مليئة بأحرف العلة، وعندما يتحدث بها كبار الرؤساء فهي ذات مغزى عميق وبليغة وأكثر رومانسية من أي نثر شكسبيري.
منظر عام للعاصمة “أبيا”
وقع المندوب الدائم للسعودية لدى الأمم المتحدة السفير عبدالعزيز بن محمد الواصل، بروتوكول إقامة علاقات رسمية مع دولة ساموا، ما فتح الباب للتساؤل عن هذه الدولة التي لا يعرفها كثيرون.
وبحسب وكالة الأنباء السعودية (واس)، صدر هذا القرار خلال اجتماع مجلس الوزراء السعودي برئاسة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز في العام الماضي حيث تم إصدار موافقة لإقامة علاقات دبلوماسية مع ست دول من بينها دولة ساموا، إذ أكد البيان الصادر حرص الرياض على ترسيخ أواصر التواصل والصداقة بين دول المحيط الهادئ وتمهيد الطريق لشراكة استراتيجية تفتح آفاقاً واعدة للتعاون في مجالات متنوعة، بدءاً من التجارة والاستثمار إلى السياحة والثقافة.
تُعرف سابقاً باسم ساموا الغربية والمعروفة الآن باسم ساموا المستقلة، وتم تقسيم جزر ساموا في 1899 وأصبحت الجزر الشرقية تابعة للولايات المتحدة وتعرف باسم ساموا الأميركية ويختلف السامويون الذين يلعبون كرة القدم الأميركية ويخدمون في الجيش الأميركي عن السامويين في الجزر الغربية والذين حصلوا على استقلالهم عام 1962.
لديهم عملة تُسمى “تالا”، وتحمل صوراً للخبز والموز، وكذلك وجوه رجال ونساء ذوي بشرة سمراء، إضافة إلى الهياكل التقليدية الساموية، يعادل التالا نحو دولارين أميركيين.
ويرتدي الرجال السامويون تنانير طويلة إلى الركبة مثل نظرائهم في تونغا وفيجي، ويرتدي وزراء الحكومة هذه التنانير في جميع الأوقات أثناء العمل وتتنوع بحسب المناسبة، فتنورة “أي سارونغ” غير رسمية للمنزل أو السباحة أما “أي فايتاجا” فهي التنورة الرسمية ذات الجيوب ويمكن أن تكون مخططة لملابس الشركات، في حين أن “أي الساتيني” من المخمل أو الحرير الكبير تنورة أحادية اللون ملفوفة بشكل سميك عند الخصر وعادة ما يرتديها الزعماء ذوو الرتب الأعلى.
الأزمة الدستورية في جزر الملاح
تعد ساموا واحدة من أكثر الدول الجزرية استقراراً سياسياً واقتصادياً في المنطقة بعدد سكان يقارب 200 ألف وناتج محلي إجمالي يبلغ 844 مليون دولار، وشهدت في السنوات الأخيرة انتقالاً سياسياً تاريخياً برئاسة فيامي نعومي ماتعافا، أول امرأة تتولى منصب رئيس الوزراء في تاريخ البلاد التي اضطرت حينها لأداء القسم الدستوري في خيمة بعد أن منع منافسها دخولها البرلمان، وتجاهل توليبا سيليلي ماليلغاوي الذي كان رئيساً لوزراء الجزيرة على مدى 22 عاماً أمراً من المحكمة بالتنحي والتي ألقت بظلال من الشك على هوية من يحكم في الجزيرة الواقعة في المحيط الهادئ.
يرتدي وزراء الحكومة التنانير أثناء العمل وتتنوع ألوانها بحسب المناسبة
وعانت ساموا من ركود اقتصادي عميق جزئياً بسبب تأثيرات جائحة “كوفيد-19” في 2021، وخفض البنك الدولي تصنيفها إلى “دخل متوسط أدنى” من وضعها السابق كدولة “دخل متوسط أعلى”.
ووفقاً للتقرير الصادر من صندوق البنك الدولي تعاني الدولة الصغيرة من ساموا كوارث طبيعية متكررة التي ألحقت أضراراً هائلة باقتصادها، فقد ضربت الزلازل والتسونامي والأعاصير القوية البلاد على مدار السنوات الماضية، مما تسبب في خسائر مالية بلغت ربع الناتج المحلي الإجمالي.
علاقة دبلوماسية متوقعة
ودعت السعودية وزراء خارجية الدول العربية وجزر الباسيفيك الصغيرة النامية إلى عقد اجتماع وزاري في الرياض يوم 12 يونيو (حزيران) 2023 ترأسه وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان وشارك فيه الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط. وأكد الاجتماع على التحديات المالية التي تواجهها الدول العربية وجزر الباسيفيك، بما في ذلك تمويل المناخ. وشدد على ضرورة المحافظة على المياه البحرية من التلوث البيئي والتزام القانون الدولي وتعزيز التمثيل الدبلوماسي والتعاون الاقتصادي والاجتماعي بين الجانبين. بدورها حذرت مراكز بحثية من تصاعد التنافس الدولي على النفوذ في المنطقتين في ظل الاستقطاب العالمي المتزايد.
يرتدي الرجال السامويون تنانير طويلة إلى الركبة
وأكد وزير الخارجية الفلسطيني والمغتربين رياض المالكي خلال الاجتماع قائلاً “آن الأوان لصياغة جديدة في العلاقات بين الدول العربية وجزر الباسيفيك” والتي تضم “كيريباتي وجزر مارشال وفيجي وناورو، وكذلك بابوا غينيا الجديدة وساموا وجزر سليمان وتونجا، إضافة إلى توفالو وفانواتو ونييوي وولايات ميكرونيسيا المتحدة وبالاو وجزر كوك”.
وتحرص الرياض على “توسيع نطاق شراكاتها الدولية وبناء جسور التعاون مع الدول الأعضاء في المنظمات الدولية”، مع التأكيد على أهمية العمل الجماعي لتحقيق التنمية المستدامة والمساهمة في الأمن والسلم العالميين.