حرية – (5/6/2024)
أعلنت مفوضية الانتخابات في الهند، فوز تحالف رئيس الوزراء ناريندرا مودي بالانتخابات “الأضخم في العالم”، الثلاثاء، غير أن المعارضة قالت إن الناخبين وجهوا رسالة واضحة بعد خسارة حزبه الغالبية البرلمانية للمرة الأولى منذ عقد.
ولطالما توقّع المراقبون والاستطلاعات أن يحقق مودي فوزاً ساحقاً، علماً بأن حملته الساعية لكسب تأييد الغالبية الهندوسية أثارت قلق المسلمين الذين يتجاوز عددهم 200 مليون، ما فاقم المخاوف المرتبطة بحقوق الأقليات.
لكن حزب “بهاراتيا جاناتا” فشل في ضمان غالبية مطلقة بمفرده، وفق الأرقام الصادرة عن مفوضية الانتخابات، ما يعني أنه سيضطر إلى الاعتماد على شركائه.
وكتب مودي على منصة “إكس” بشأن ائتلافه: “وضع الشعب ثقته بالتحالف الوطني الديمقراطي للمرة الثالثة على التوالي”.
وأضاف: “سنواصل العمل الجيد الذي قمنا به في العقد الماضي لنستمر في تحقيق تطلعات الشعب”.
الرد الصحيح
ويتوقع أن يضاعف حزب المؤتمر المعارض الرئيسي تقريباً عدد مقاعده في البرلمان، في تحوّل لافت مدفوع إلى حد كبير بالاتفاقات الرامية لتقديم مرشحين بشكل منفرد في مواجهة “بهاراتيا جاناتا”.
وقال زعيم حزب المؤتمر راهول غاندي إن “البلاد قالت لناريندرا مودي (لا نريدك). كنت على ثقة بأن شعب هذا البلد سيعطي الرد الصحيح”.
ومع استمرار فرز عدد قليل من الدوائر الانتخابية، ضمن التحالف 272 مقعداً من مجموع مقاعد البرلمان البالغ 543، ما يكفي للحصول على غالبية برلمانية، وفق النتائج التي نُشرت على الموقع الإلكتروني لمفوضية الانتخابات.
وأعيد انتخاب مودي عن دائرته الانتخابية التي تمثل مدينة فاراناسي بفارق 152 ألفاً و300 صوت، مقارنة بنحو نصف مليون صوت قبل 5 سنوات.
ومن بين النواب المستقلين المنتخَبين، اثنان يمضيان عقوبة في السجن هما الداعية الانفصالي من السيخ أمريتبال سينج المثير للجدل، وعبد الرشيد وهو من الجزء الخاضع لإدارة الهند من كشمير، والذي أوقف بتهمة “تمويل الإرهاب، وغسل الأموال” في 2019.
“هزيمة معنوية”
وبدأت الاحتفالات في مقر حزب “بهاراتيا جاناتا” قبل الإعلان الكامل عن النتائج، كما سادت أجواء احتفالية أيضاً في مقر حزب المؤتمر بنيودلهي.
وقال النائب في الكونجرس راجيف شوكلا للصحافيين إن “بهاراتيا جاناتا فشل بالفوز بغالبية كبيرة وحده.. إنها هزيمة معنوية بالنسبة لهم”.
وتراجعت الأسهم إثر التوقعات بأن تعرقل الغالبية الأقل قدرة “بهاراتيا جاناتا” على المضي قدماً في تنفيذ إصلاحات.
وتراجعت الأسهم في الوحدة الرئيسية المدرجة بالبورصة من “أداني إنتربرايزس” المملوكة لـ”جواتام أداني”، حليف مودي الرئيسي، بنسبة 25% قبل أن تتعافى قليلاً.
وواجه معارضو مودي صعوبة في التصدي لحملة حزبه الضخمة، إذ تضعفهم الخلافات الداخلية إلى جانب القضايا الجنائية التي يقولون إنها مدفوعة سياسياً والهادفة للقضاء على أي منافسة.
وذكر مركز أبحاث “فريدوم هاوس” الأميركي هذا العام، أن حزب “بهاراتيا جاناتا” استخدم المؤسسات الحكومية بشكل متزايد لاستهداف المعارضين السياسيين”.
وعاد رئيس وزراء العاصمة نيودلهي أرفيند كيجريوال، وهو قيادي بارز في تحالف تم تشكيله لمنافسة مودي، إلى السجن، الأحد.
واعتُقل كيجريوال (55 عاماً) في مارس الماضي، بعد تحقيق فساد استمر مدة طويلة، لكن أُطلق سراحه لاحقاً، وسُمح له بمواصلة حملته شرط عودته إلى السجن فور انتهاء التصويت.
وقال كيجريوال قبل تسليم نفسه: “عندما تصبح السلطة ديكتاتورية، يصبح السجن مسؤولية”، متعهّداً مواصلة “الكفاح” من خلف القضبان.
“قوة الديمقراطية الهندية”
وتُعد الانتخابات ضخمة من حيث حجمها والتعقيدات اللوجستية المرتبطة بها، إذ أدلى 642 مليون ناخب بأصواتهم في المدن الكبرى مثل نيودلهي وبومباي، كما في مناطق الغابات ذات الكثافة السكانية القليلة، وفي جبال هملايا.
وقال رئيس مفوضية الانتخابات راجيف كومار، الاثنين، إن “على الناس أن يعرفوا مدى قوة الديمقراطية الهندية. لدينا عملية فرز متينة”.
وبناء على أرقام المفوضية التي تفيد بأن عدد الناخبين المسجّلين بلغ 968 مليوناً، شارك 66.3% منهم، وهي نسبة أقل بنقطة مئوية واحدة تقريباً عن تلك المسجلة في آخر انتخابات عامة في 2019 عندما بلغت نسبة المشاركة 67.4%.
وأرجع المحللون بشكل جزئي تراجع نسب المشاركة إلى موجة حر تضرب شمال الهند مع تجاوز الحرارة 45 درجة مئوية.