حرية – (5/6/2024)
كشفت مصادر مطّلعة لـ”النهار العربي” أنّ سلسلة اجتماعات تنسيقيّة عُقدت في بيروت بين أركان ما يسمى “محور المقاومة” الذي تتزعّمه إيران، بدأت الأسبوع الماضي واختتمت أمس، ناقشت مُستقبل الحرب في قطاع غزّة وجنوب لبنان، واحتمالات التصعيد، توصّلت إلى قرار بـ”رفع مستوى المواجهة” مع إسرائيل و”عدم الرد” حالياً على مقترح “صفقة غزة” الذي تقدّم به الرئيس الأميركي جو بايدن.
وتقول المصادر إنّ الاجتماعات التي ضمّت قيادات من الصف الأوّل، إذ وصل وفد كبير من حركة “حماس” خصيصاً للمشاركة فيها، اختتمت بحضور وزير الخارجية الإيراني بالوكالة علي باقري كني الذي زار الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية والتقى الأمين العام “حزب الله” حسن نصرالله.
وتضيف: “تمّ التصديق على قرار عدم الردّ على اقتراح بايدن في بيروت، وذلك بعد استشعار عدم الجدية الأميركية – الإسرائيليّة”، كاشفة أنّ “المحور اتخذ قراراً بنقل المواجهة إلى مستوى متقدّم على كافة الجبهات”.
وعليه، فإنّ التصعيد الأمني الكبير الذي تشهده جبهة جنوب لبنان منذ أيار (مايو)، مُرشّح لأن يزداد عنفاً في الأيام المقبلة، خاصة مع ارتفاع منسوب التهديدات الإسرائيلية والرسائل الغربيّة الموجّهة للعاصمة اللبنانيّة بإمكانيّة شنّ عمليّة عسكريّة واسعة ضدّ “حزب الله”، حتى أنّ الحديث في أوساط التنظيم نفسه بات عن التحوّل من “جبهة إسناد” نحو “حرب مفتوحة” تقول مصادره إنّه “أكمل استعداداته لخوضها”، بانتظار من سيجتاز الخطّ الأحمر أوّلاً.
“موافقة إسرائيل… أوّلاً”
وبدورها، تقول مصادر متعدّدة من “حماس” إنّ الحركة “قررت عدم تسلّم مقترح بايدن، أو أيّ مقترح آخر، من الوسطاء ودراسته والرد عليه ما لم تُعلن تل أبيب موافقتها عليه أوّلاً”، حتى أنّ الحركة الفلسطينيّة ترفض المشاركة في محادثات بشأن الطرح الأميركي قبل جواب “واضح” من رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو.
وتبدي المصادر استغرابها الشديد من دعوات واشنطن والدول الغربيّة لها بالموافقة على مقترح بايدن “في حين نسمع رفضاً إسرائيليّاً له” بشكل علني.
وتقول إنّه “لا يمكن العودة من نقطة الصفر في المفاوضات… فقد وافقت حماس سابقاً على مقترح للهدنة ووقف الحرب لكنّ إسرائيل هي التي أطاحت به”، لذا “نحن متمسّكون اليوم بموقف إسرائيلي مُعلن وصريح” قبل الإفصاح عن موقفنا.
وبالنسبة للحركة، فإنّ إسرائيل “غير معنية بالتوصّل إلى صفقة جادة في غزّة ولا تزال تراوغ تحت الغطاء الأميركي الذي يسهم في التضليل”، بحسب القيادي سامي أبو زهري.
كذلك الأمر بالنسبة لـ”حزب الله” الذي كسر سياسة الصمت بشأن مقترح بايدن، ففي تصريح لقناة “الجزيرة”، جزم نائب الأمين العام للتنظيم اللبناني نعيم قاسم أن “لا قرار أميركياً جدّياً بوقف الحرب الإسرائيلية على غزة”، واصفاً الطرح بأنه “انتخابي أميركي داخلي… ويفتقر إلى الموضوعية”.
“لم نسمع موافقة نتنياهو”
وفي هذا السياق، يقول عضو المكتب السياسي في الحركة حسام بدران، في حديث لـ”النهار العربي”، إنّ “حماس علّقت على خطاب بايدن الذي ورد في الإعلام قبل أيام بعد إصداره بوقت قصير، إذ عبّرنا بشكل رسمي عن استعدادنا للتعامل بشكل إيجابي مع أي مقترح يقوم على أساس وقف النار الدائم والانسحاب الكامل، إضافة الى القضايا الأخرى المتعلقة بالاغاثة والإعمار والنازحين وتبادل الأسرى”.
لكّنه يلفت إلى أنّ “الاحتلال لم يعطِ عمليّاً أيّ رد رسمي على خطاب بايدن رغم مرور أيام عدّة عليه. ولم نسمع موافقة من نتنياهو. بل على العكس هناك تصريحات عدّة من أقطاب حكومة الاحتلال عن رفضها لخطاب بايدن بشكل صريح”.
يعتبر بدران أنّ كلام نتنياهو عن أنّ إسرائيل يمكنها تنفيذ المرحلة الأولى فقط من الاتفاق والتفاوض بشأن المرحلتين اللاحقتين، يشير عمليّاً إلى “رفضه خطاب بايدن”.
ويوضح أنّ “التفاوض منذ البداية قائم على ثلاث مراحل مترابطة متتالية، وبالتالي لا معنى ولا مكان لأي اتفاق لا يؤدي إلى وقف شامل ودائم للحرب، وهذا الموقف الفلسطيني الموحد والمتوافق عليه”.
ويؤكّد بدران أنّ “التوصل لأي اتفاق يجب أن يكون واضح المعالم ولا يحتمل التأويل، ونحن في كل جولات التفاوض نتابع التفاصيل، ولا نقبل العبارات حمالة الأوجه”.