حرية – 5/6/2024
الداخلية والجواز العراقي
بقلم: أحمد الحمداني
وصلت إلى مبنى الجوازات في العاصمة بغداد وأنا مستعد لمواجهة المعاناة المعتادة، متوقعاً أن أعتمد على علاقاتي واتصالاتي لإصدار جواز سفر جديد بعد انتهاء صلاحية جوازي القديم. ولكن ما وجدته كان غير متوقع تماماً.
دخلت المبنى وأنا ألاحظ الوجوه العراقية المحيطة بي، وكنت مندهشاً من الهدوء والنظام.
سحبت ورقة انتظار وجلست، ولم تمض سوى دقائق حتى تم استدعائي.
كنت مستعداً للاتصال بأحد معارفي لتسريع الإجراءات، كما أخبرته مسبقاً أني قد أحتاج لمساعدته.
وصلت إلى الضابط المسؤول عن التقاط الصور وأخذ البصمات، وتفاجأت بأسلوبه المهذب وترحيبه الحار وقلت بيني وبين نفسي ممكن انه يعرفني مسبقاً لكن تأكدت انه لا يعرفني عندما طلب اسمي الاول.
قال لي بكل احترام: “استريح أستاذ، أهلاً وسهلاً بك في مديرية الجوازات.
نعتذر عن التأخير، لكن نسير بالطابور حسب التسلسل.” رديت عليه: “ممنون سيادة الضابط المحترم، لكن اسلوبكم وتعاملكم جعلني أستغرب، هل أنا فعلاً في مؤسسة أمنية عراقية؟ لا يوجد أحد معبس أو متنكر على الناس.”
أجابني بصوت رجل الامن الفخور بعمله: “واجبنا في هذه المؤسسة خدمة الناس وتسهيل أمورهم، لأن أغلبهم بحاجة ماسة إلى جواز سفر بسرعة، سواء بسبب مريض أو حالة طارئة. وفي النهاية، الجواز يصدر بكل شفافية لكل عراقي بناءً على توجيهات وزير الداخلية عبد الأمير الشمري.” وأضاف مازحاً: ” يا معود الوزير فوك راسنة والمتابعة مستمرة والمهم خدمة الناس.”
بعد إنهاء الإجراءات، توجهت إلى قسم الحسابات لدفع الرسوم القانونية.
هناك، أخبرت الموظفة أنني لا أملك مالاً نقدياً، فأجابت بكل لطف: “يمكنك استخدام الفيزا كارت.” ولم تمر ساعة من الزمن حتى كان جواز سفري الجديد بيدي، بابتسامة عريضة من موظفي المديرية.
غادرت المبنى وأنا أشعر بالفرح والراحة، تقديراً لهذا التصرف الراقي والمتابعة الدقيقة من الوزير.
جلست في سيارتي لفتح الجواز الجديد، وهنا كانت المفاجأة الكبرى.
شعرت بفخر كبير وأنا أشاهد الصفحات التي تحتوي على صور للحضارة العراقية والمواقع التاريخية والأثرية.
هذه التفاصيل جعلتني أشعر بانتماء عميق لهذا البلد العظيم.
أود تقديم الشكر لمعالي وزير الداخلية عبد الأمير الشمري لما رأيته من متابعة حقيقية وتبسيط للإجراءات.
كما أشكر جميع القائمين والعاملين في مديرية الجوازات.
#العراق_أولاً