حرية – (15/6/2024)
نجحت الغواصة المنكوبة “تيتان” Titan، وقبل عام من انفجارها الداخلي [الذي أودى بحياة جميع أفراد طاقمها]، في “حل” لغز من ألغاز سفينة “تيتانيك”.
ففي مقطع فيديو مأخوذ من أرشيفها، كشفت شركة “أوشن غيت” OceanGate، [المالكة والمشغلة لغواصة “تيتان”] التي أوقفت عملياتها في أعقاب الكارثة، عن تفاصيل ما حدث خلال إحدى الرحلات الاستكشافية الناجحة إلى حطام السفينة.
واللغز المذكور هذا تحدث عنه المستكشف الفرنسي وخبير سفينة “تيتانيك”، بول-هنري نارجيوليه (77 سنة)، الذي كان من بين ضحايا كارثة العام الماضي، بعد أن رصد إشارة صوتية عبر السونار (المسبار بالصدى) في جوار حطام السفينة في تسعينيات القرن الـ20.
وفي أعقاب اكتشاف الإشارة الصوتية المذكورة، تكهن بعضهم بأن تكون ناجمة عن حطام سفينة أخرى، أو ربما عن تشكيل جيولوجي في قاع الجزء الشمالي من المحيط الأطلسي، بيد أن 26 سنة مرت قبل أن يصدر أي تفسير ملموس لفحوى الاكتشاف الذي قام به نارجوليه.
وقبل مصرعه العام الماضي، كان نارجيوليه نجح في زيارة الحطام 37 مرة، بما فيها رحلته الاستكشافية الأولى التي جرى تنظيمها لاستعادة قطع أثرية في عام 1987.
وعندما تسنى لنارجيوليه أخيراً عام 2022 استكشاف هذه البنية المجهولة من فوق متن غواصة “تيتان”، اكتشف أنها عبارة عن نظام بيئي كبير وحافل بالحياة البحرية.
وبفضل نافذة الرؤية المستديرة التي زودت بها غواصة “تيتان”، سنحت له الفرصة لمشاهدة هذا النظام عن كثب.
وشرح قائلاً: “لم نعرف ما كنا سنكتشفه”، مشيراً إلى “وجود احتمالات كثيرة حول ماهية الأشياء التي يرصدها السونار، ومن ضمنها احتمال أن يكون عبارة عن حطام سفينة أخرى”.
وأضاف: “أبحث عن الفرصة الملائمة لاستكشاف الجسم الكبير الذي رصده السونار في الماضي البعيد، ولا شك في أن استكشاف هذه المنطقة كان تجربة مدهشة، سمحت باكتشاف بنية بركانية مذهلة حافلة بالحياة”.
وفي الفيديو الذي وثق الاكتشاف، أفيد بأن الذهاب إلى حطام سفينة “تيتانيك” على متن غواصة مأهولة سمح للمستكشفين برصد تفاصيل صغيرة كانوا سيفوتونها لو جرى التصوير باستخدام غواصات غير مأهولة يتحكمون بها عن بعد.
ومع أن غواصة “تيتان” نجحت في الوصول إلى جوار سفينة “تيتانيك” في مناسبات عديدة، بيد أن تحاليل لاحقة للمركبة التجريبية أظهرت أن ذلك أضعف مع الوقت هيكلها المصنوع من ألياف الكربون.
وفي هذا الإطار أشارت التخمينات إلى أن هذا تحديداً ما أدى إلى “انفجارها الداخلي المفجع” في يونيو (حزيران) الماضي، متسبباً في مقتل خمسة أشخاص على متنها، من ضمنهم نارجيوليه، والملياردير البريطاني هاميش هاردينغ، ورجل الأعمال الباكستاني شاه زاده داوود، وله من العمر 48 سنة، وابنه سليمان البالغ من العمر 19 سنة، إلى جانب الرئيس التنفيذي لشركة “أوشن غيت” ستوكتون راش.
ومن ثم فإن استخدام ألياف الكربون في صناعة هيكل الغواصة كان أثار انتقادات في أوساط صانعي الغواصات في تلك الحقبة، واليوم يتساءل خبراء من بينهم مخرج فيلم “تيتانيك” جيمس كاميرون، كيف استطاعت شركة “أوشن غيت” أصلاً أن تعرض رحلات استكشافية تجارية بقيمة 250 ألف دولار للشخص الواحد لزيارة الحطام.
ويبقى التحقيق في الحادثة مستمرة، وفي سياقه كشف خفر السواحل في الولايات المتحدة لصحيفة “اندبندنت” عن أنه حالياً في مرحلة تقصي الحقائق.
وأفاد متحدث رسمي للـ”اندبندنت”، “ليس هناك تاريخ محدد لإنجاز التحقيق”.
وأضاف “سيشمل الجزء الأخير من مرحلة تقصي الحقائق عقد جلسة استماع علنية، على أن يقدم ’مجلس التحقيق البحري‘ Marine Board of Investigation [هيئة أنشأها خفر السواحل الأميركي لإجراء التحقيق] إشعاراً قبل 60 يوماً في الأقل قبل جلسة الاستماع العلنية”.