حرية – (25/6/2024)
شهدت أروقة الأمم المتحدة “اشتباكات لفظية” بين الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين مع إيران وروسيا بشأن برنامج طهران النووي، خلال اجتماع لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، حيث تعهدت واشنطن “باستخدام كل الوسائل اللازمة لمنع طهران من امتلاك سلاح نووي”، وفقا لما ذكرته وكالة أسوشيتد برس.
واتهمت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، إيران بتكثيف أنشطتها النووية لتتجاوز الحدود التي تم الاتفاق عليها عام 2015 بهدف منع طهران من تطوير أسلحة نووية، وبرفض التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة.
في المقابل، اتهمت إيران وروسيا، الولايات المتحدة وحلفاءها بالمضي قدما في تطبيق العقوبات الاقتصادية التي كان المفترض رفعها بموجب الاتفاق، بينما أكدت واشنطن وحلفاءها على ضرورة مواصلة الوكالة الدولية للطاقة الذرية الإشراف على برنامج طهران النووي.
وجاءت الاشتباكات، بحسب وكالة أسوشيتد برس، خلال اجتماع نصف سنوي بشأن تنفيذ الاتفاق النووي بين إيران وست دول رئيسية، هي الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، والمعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة.
وقال نائب السفيرة الأميركية، روبرت وود، للمجلس إن تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية “تظهر عزم إيران على توسيع نطاق برنامجها النووي بطرق لا علاقة لها بالأهداف المدنية”.
وأكد وود أن الولايات المتحدة مستعدة لاستخدام كل الوسائل لمنع طهران من امتلاك سلاح نووي، لكنه أشار إلى أنها تظل “ملتزمة تماما بمعالجة المخاوف الدولية المحيطة بالبرنامج النووي الإيراني من خلال الدبلوماسية”.
ألقى سفير إيران لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إرافاني باللوم على “الانسحاب الأمريكي الأحادي وغير القانوني من خطة العمل الشاملة المشتركة” وفشل الأطراف الأوروبية الثلاثة في الاتفاق “في احترام التزاماتها”، قائلًا إنه “من الواضح تمامًا” أنهم مسؤولون عن عدم الالتزام الحالي.
وأضاف أنه في مواجهة العقوبات الأمريكية والأوروبية، يحق لإيران وقف التزاماتها بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة.
وأكد إيرفاني رفض إيران للأسلحة النووية، وأصر على أن أنشطتها النووية، بما في ذلك التخصيب، هي “لأغراض سلمية” وتخضع “للتحقق والمراقبة الصارمة” من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وأيد السفير الإيراني بقوة خطة العمل الشاملة المشتركة، واصفا إياها بالإنجاز الدبلوماسي الذي تم تحقيقه بشق الأنفس “والذي أدى بشكل فعال إلى تجنب أزمة لا مبرر لها”.
وأضاف: “يظل الخيار الأفضل، وليس له بديل، وإحياؤه يصب بالفعل في مصلحة جميع المشاركين فيه”. وأضاف أن “إجراءاتنا العلاجية يمكن التراجع عنها إذا تم رفع جميع العقوبات بشكل كامل وبشكل يمكن التحقق منه”.
لكن فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة قالت إن بعض التقدم النووي الإيراني لا رجعة فيه.
وقال سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا إن الوعود الأميركية “بالتخلي عن سياسة الضغط الأقصى على طهران والعودة إلى الاتفاق النووي تظل كلمات فارغة”.
واتهم بعض الأطراف الأخرى في خطة العمل الشاملة المشتركة، لم يسمها، بـ”بذل كل ما في وسعها لزعزعة القارب بشكل مستمر، والتخلي عن فرص تنفيذ الاتفاق النووي”.
وحث نيبينزيا الأطراف الأوروبية الموقعة على الاتفاق والولايات المتحدة على العودة إلى طاولة المفاوضات في فيينا و”إظهار التزامهم بهدف استعادة الاتفاق النووي”.
وقال منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، منسق خطة العمل الشاملة المشتركة، إن النص التوفيقي الذي طرحه قبل عامين لعودة الولايات المتحدة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة واستئناف إيران التنفيذ الكامل للاتفاق لا يزال مطروحًا على الطاولة.