حرية – (1/7/2024)
توقعت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية دخول الحرب الروسية الأوكرانية مرحلة أكثر دموية تؤدي إلى مقتل الآلاف خلال “صيف ثالث دموي” من الحرب، وفق وصف تقرير للصحيفة.
وقال التقرير إن القوات المتحاربة تسعى إلى فتح ثغرات على طول خط الجبهة الممتد على طول 700 ميل.
وذكر أن الجيش الأوكراني، بعد أن نجح في الدفاع ضد الهجوم الروسي، يشن الآن هجومًا مضادًا في القرى الواقعة على طول الحدود الشمالية الشرقية.
وفي الوقت نفسه، تندفع القوات الروسية نحو طريق إمداد حيوي في الجنوب الشرقي، بهدف إضعاف دفاع أوكرانيا عن المدن المحاصرة في تلك المنطقة.
الضربات العميقة
وبحسب الصحيفة، فقد دخلت الحرب موسمًا قاسيًا مع توقع وقوع خسائر كبيرة في الأرواح من كلا الجانبين. والهدف الحالي لأوكرانيا هو الحفاظ على مواقعها باستخدام الأسلحة الغربية، في حين تتبع روسيا نهجًا طاحنًا وتضحي بقواتها لتحقيق مكاسب صغيرة.
وأشار التقرير إلى أن خط الجبهة أصبح ثابتًا إلى حد كبير؛ ما دفع كلا الجانبين إلى الاعتماد على الضربات العميقة لتحقيق الأفضلية.
وقد استهدفت روسيا محطات الطاقة والبنية التحتية في أوكرانيا، ما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع.
ومن ناحية أخرى، قال التقرير إن أوكرانيا تستخدم صواريخ بعيدة المدى قدمتها الولايات المتحدة لاستهداف شبه جزيرة القرم وعزل القوات الروسية في شبه الجزيرة الجنوبية.
إطلاق صاروخ أوكراني باتجاه روسيا
إنشاء منطقة عازلة
وقد فاجأ الزحف الروسي الأخير إلى منطقة خاركيف القوات الأوكرانية على حين غرة، ولكن سرعان ما تم إرسال تعزيزات لوقف تقدمها، وفق الصحيفة.
وقالت “وول ستريت جورنال” إن روسيا سعت في البداية إلى إنشاء منطقة عازلة، لكن قيمتها تضاءلت بعد أن سُمح لأوكرانيا باستخدام الأسلحة التي زودتها الولايات المتحدة ضد مواقع العدو داخل روسيا.
ويعتقد المسؤولون الأوكرانيون، وفق التقرير، أن هدف روسيا كان سحب الوحدات الأوكرانية من أجزاء أخرى من الخط الدفاعي وجعل خاركيف في مرمى نيران مدفعيتهم.
ومع ذلك، فقد استجمع المدافعون الأوكرانيون قواهم الآن ويكافحون للتقدم أكثر بسبب نقص القوات.
ولفت التقرير إلى أن فرق الطائرات من دون طيار الأوكرانية، مثل تلك التي تحمل اسم “ياسني أوتشي”، تنفذ ضربات دقيقة لاستهداف المواقع الروسية.
وتتراوح هذه الطائرات بين مركبات صغيرة متفجرة ومركبات أكبر قادرة على حمل قنابل أثقل.
ويقوم الجنود الأوكرانيون بتعزيز دفاعاتهم في منطقة خاركيف، حيث يقومون ببناء الخنادق والمخابئ والمفخخات المضادة للدبابات.
تقدم القوات الروسية في منطقة دونيتسك الشرقية يستنزف مواردها
وول ستريت جورنال
تحقيق مكاسب
وفي حين تمكنت القوات الروسية من تعويض خسائرها من خلال التجنيد، فإن الاستنزاف الشديد جعل أي تقدم بطيئا ومتوقعا، بحسب الصحيفة.
مع ذلك، أشار التقرير إلى إن القوات الروسية تواصل تحقيق مكاسب في منطقة دونيتسك الشرقية وتتقدم نحو مدينة تشاسيف يار. ويستنزف هذا التقدم الموارد الروسية، حيث بلغت الخسائر البشرية ذروتها في 14 مايو/ أيار.
وذكرت الصحيفة أن مسألة ما إذا كانت روسيا ستحاول شن هجوم واسع النطاق خلال الصيف لا تزال غير مؤكدة.
وأوضحت أنه على الرغم من أن الخبراء الاستراتيجيين الأوكرانيين يمتلكون معلومات استخباراتية جيدة عن الوضع في ساحة المعركة ويمكنهم رصد القوات الروسية التي تحتشد لشن هجوم محتمل، فإن التنبؤ بالنوايا الاستراتيجية لروسيا أمر صعب.
وقد تمكنت أوكرانيا من تعويض خسائرها والحفاظ على احتياطياتها، ولكنها ستحتاج إلى قوات أكثر بكثير لشن هجوم كبير.
ومع ضعف احتمال تحقيق أكثر من مجرد الحفاظ على خط المواجهة، حولت أوكرانيا تركيزها إلى استهداف شبه جزيرة القرم.
تدمير عتاد لروسيا
وقال التقرير إن أوكرانيا دمرت منصات إطلاق ورادارات وعبّارات روسية في الأسابيع الأخيرة، كما تضرر الجسر الرئيس الذي يربط روسيا بالقرم.
وقد اتهم المسؤولون الروس الولايات المتحدة بالتسبب في سقوط ضحايا بصواريخ بعيدة المدى، لكن المحللين يشيرون إلى أن الحطام هو من صواريخ اعتراضية روسية.